قال الراوى يا سادة ياكرام ، نبدأ الكلام بحمد الله والصلاة على نبى الإسلام ،عليه الصلاة والسلام..وبعد؛ فلما كان الثامن والعشرون من نوفمبر الذى فات، جرت فى مصر العزيزة انتخابات، وهب المصريون عن بكرة أبيهم ، لينتخبوا للبرلمان ممثليهم، وما إن أظهرت النتائج الأولية ..عن تقدم للتيارات الإسلامية بالأغلبية .... حتى انتفض المخرِّفون السفهاء، الذين يناصبون الإسلام العداء، كمَنْ لدغتهم حية رقطاء، وهرعوا إلى الصحافة والتليفزيون المأجورين، و من أعداء الإسلام ممولين، للهجوم على النواب المسلمين، والتخويف منهم فى القنوات الفضائية، التى خصصت لذلك برامجها النهارية والليلية.. وتغافلوا عن أن هؤلاء الفائزين فى الانتخابات ..إنما اختارهم الشعب الذى أعطى لهم الاصوات، وظنوا أنهم هم فقط المصريون ، دون غيرهم من الغالبية العظمى المسلمين، وعملوا مآتم للديمقراطية ..التى تعنى عندهم الاحتكام للصندوق والأغلبية، بشرط ألا تأتى بالقوى الإسلامية، وتباكوا على الحقوق الحريات، وراحوا يطلقون الشائعات .. والخرافات والسخافات، لاستعداء الغرب على مصر العربية الإسلامية، والدعوة للتدخل فى الشئون الداخلية، لحماية مزعومتهم الديمقراطية، واخترعوا لذلك أسبابًا عديدة، سولتها لهم نفوسهم المريضة، منها أن المسلمين سيفرضون على السيّاح لبس القبقاب والجلباب، وعلى السائحات الحجاب والنقاب، وسيهدمون التماثيل والآثار، ويركبون الجمل والحمار. زعموا أن نساء مصر القبطيات والمسلمات، سيفقدون حريتهن فى التعرى على البلاجات، وعرض أجسادهن كالغانيات، وظنّوا أن نساء مصر كنسائهن، يشتهون أن يعرّوا أجسادهن ، وحدثنا أحدهم عن زوجته الشحرورة ، ومفاتن جسدها المنظورة ، التى يشتهيان أن يتلذذ برؤيتها الغرباء، بلا حدود أو تحفظ أو حياء، وهو فرح بذلك فخور،لأنه ديّوث خنزير. قالوا يا آسفى على حرية السكر والخمور ، وملاهى الدعارة والفجور، التى سيحرم منها شعب مصر العظيم ..لأنهم يرون الناس بعين طبعهم اللئيم. ظنّو أنهم يخاطبون غربًا جاهلا مثلهم ، تنطلى عليه حيلُهم وفزّاعاتهم ، ويريدون تشغيله لحسابهم . هدد أحد الفضائيين ، بأنه إذا فاز الإسلاميون، فسوف ينزل إلى التحرير ويمشى فى الميدان ، متجردًا من ثيابه "بلبوص عريان" ، فتجمع الأطفال من كل شارع وحارة، وأحضروا الطبلة والزمّارة ، واستعدّوا فى التحرير ليزفّوه أكبر زفّة ، باعتباره عبيطًا مجنونًا أصابته هفّة . كما هدد الشحرور، بأنه سيعتزل الحياة ويعيش فى الجبال ، يرعى الحمير ويعاشر البغال !! وقالت المذيعة درّة الدين : أهذا البرلمان تريدون؟ ما بال الهمجُ السلفيون؟ أما الدكتور واطى التعيس فقد برقت عيناه خلف النظارة ، وقال إن المسلمين تتار سيهدمون الحضارة ، وجهل أن جند مصر المسلمين، هم الذين هزموا التتار والصليبيين، بعد أن حاربوهم دفاعًا عن الوطن والدين، فكان لهم النصر المبين. ********* قال الراوى يا سادة ياكرام : إن هؤلاء السفهاء الذين اختزلوا مشاكل مصر فى الخمر والكباريهات، والبكينى والمايوهات، لا يعلمون أنهم بذلك قد أساءوا إلى بنى قومهم العقلاء النبهاء، الذين يعلمون أن مشاكل مصر أكبر من ذلك تحتاج من الجميع إلى تضافر الجهود ، وحشد الحشود، لرفعة الوطن، جنبًا إلى جنب، يدًا واحدة، باعتبار أن الجميع مصريون فى مركب واحدة نريدها جميعا أن تصل إلى بر الأمان . على العقلاء والنبهاء من هؤلاء التدخل لتصحيح المفاهيم وجمع الشمل دون إقصاء أو تخوين، وإلا غرقت بنا المركب أجمعين. قال الراوى يا سادة ياكرام : فليخرّف المخرفون، وليقولوا ما يريدون، فالله لا يهدى كيد الخائنين، ولايصلح عمل المفسدين . [email protected]