لا يكاد يخلو منزل فى مصر من صور نجوم وفنانين ولاعبين كرة تزين غرف الشباب، والبعض المثقف منهم قد يعلق صورة جيفارا أو جمال عبد الناصر أو السادات( وبالطبع لا يوجد عاقل علق صورة مبارك) واعتاد أيضًا العديد من الشباب على ارتداء "تى شيرتات" مطبوع عليها صورة تشى جيفارا رمز التحرر والثورة عند الشباب فى أمريكا الجنوبية ثم فى العالم بعد ذلك. بل أن غير المثقفين ممن سمع أخباره خاصة من أجيال أبائنا وفى المنطقة العربية والإسلامية أطلق اسم جيفارا على ابنه أو حتى ابنته تيمنا بالثائر البوليفى واحتلت صور جيفارا حوائط كثيريين من الشباب والمفكرين والأدباء والكتاب، ومنهم الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى الذى يضع صورة تشى فى موقع بارز على حائط مكتبه, ووجدتنى أسرح للحظة وأسأل متى يمكن أن يعلق إبراهيم عيسى صورة القيادى السلفى, المهندس عبد المنعم الشحات, بدلا من صورة جيفارا؟ واكتشفت أن الإجابة لاتوجد إلا عند شخص واحدٍ هو المهندس عبد المنعم الشحات نفسه، لأن جيفارا وحسن نصر الله والشعراوى وعمرو دياب والخطيب وحسن شحاتة وأبوتريكة، الذين أصبحوا نجومًا وعلقت صورهم فى صالونات الحلاقة فى الكفور والنجوع تمكنوا من صنع نموذج ناجح يسعى الشباب لتقليده وتعليق صوره على الحائط وأحيانا فى القلوب. مشكلة المهندس عبد المنعم الشحات, ومن ورائه قطاع كبير من التيار السلفى أنه بدلا من أن يهتم بالمشكلة الأساسية التى توجد أمامه وهى الانهيار السياسى والاقتصادى الذى أصاب مصر انجرّ بسذاجة وراء أسئلة الإعلام عن الحلال والحرام والديمقراطية والكفر وغيرها، وبتجميع مجموعة من تصريحات التيار السلفى التى خرجت من قيادات سلفية خلال الأسابيع القليلة الماضية سيجد الشعب نفسه أمام مجموعة من الرجال الذين خرجوا من كتب التاريخ وتحديدا من فترة الجاهلية وأن مهمتهم الأساسية الدعوة إلى الدين الجديد وسط مجموعة من الكفرة والعمل على كسر الأصنام المنتشرة فى شوارع القاهرة وفرض الجزية على الأقباط. هذه الصورة الذهنية هى التى تسببت فى سقوط الشحات وآخرين من التيار السلفى فى انتخابات الإعادة وسيتسبب أيضا فى رسوب قطاع كبير منهم فى المراحل الانتخابية القادمة. كنت أعتقد أن الشحات وغيره من ممثلى التيار السلفى فى مصر عندما يسألون عن الخمر والمايوه يقولون لدينا أشياءً أهم بكثير لتسألونا عنها، اسألونا عن تطوير التعليم والقضاء على البطالة وحل مشكلة العشوائيات والفساد والفقر وتداول السلطة، اسألونا عن الملف الاقتصادى وخطتنا الخمسية لتغيير شكل مصر خلال خمس سنوات. هذا هو ماننتظر أن نسمعه من السلفيين والإخوان وكل تيار إسلامى، لأننا كلنا مسلمون ولا فضل لأحد على أحد وربما كان شخصى الضعيف أفضل عند الله من شيخ سلفى قوى وعتيد ونحن لانحتاج لمن يعلمنا أمور ديننا بقدر حاجتنا إلى من يحل مشاكلنا السياسية والاقتصادية ويجعل كل مصرى آمنا فى بيته لديه ما يكفيه ويكفى أولاده، يستطيع براتبه أن يأكل ويشرب ويتعلم ويتعالج بشكل آدمى وبكرامة. من قادر على تأمين المسكن والمأكل والملبس والتعليم والعلاج والحرية والكرامة افعلها يا بشمهندس وتصدى لاصلاح مصر بهذا المفهوم وأنا أعدك بأن أمزق صورجيفارا وعبد الناصر وعمرو دياب وتريكة وأضع صورتك مكانها، صدقنى لو استطعت أن تفعل هذا للمصريين لقام إبراهيم عيسى باحراق صورة جيفارا على الهواء فى قناة التحرير ووضع صورة المهندس عبد المنعم الشحات مكانها, فهل تستطيع يا بشمهندس أن تفعلها؟ [email protected]