"ولاية سيناء" يهاجم المصريين كل يومين أو 3 في المتوسط التنظيم يتلقى دعمًا منتظمًا وقدراته العسكرية تتحسن
"ولاية سيناء التابعة لداعش هي الأكثر فعالية في الشرق الأوسط، لكن لا أحد يعلم من يقودها"، هكذا قال مسئولون بارزون بالجيش الإسرائيلي لصحيفة "هآرتس" العبرية. وأضافوا: "التنظيم يشن هجماته ضد القوات المصرية في شبه الجزيرة كل يومين أو ثلاثة أيام في المتوسط، ويتلقى دعما منتظما من وسائل القتال وقدراته العسكرية آخذة في التحسن، إلا أنهم في القاهرة وتل أبيب ما زالوا لا يعرفون من يحرك هذا التنظيم". وقالوا: "إن هناك مجموعة إرهابية منظمة ومدربة تقف وراء الهجمات الإرهابية التي نفذتها ولاية سيناء، هذا هو الانطباع لدى مسئولي الجيش الإسرائيلي، وذلك على خلفية سلسلة العمليات التخريبية في سيناء، والتي وصلت لذروتها في الهجوم الأكبر على مدينة (الشيخ زويد) في شمال شرق سيناء بداية يوليو الجاري". ونقلت الصحيفة عن ضابط بارز بقيادة الجنوب الإسرائيلية قوله: "اعتمادًا على تحليل الهجوم الأخيرة والأفلام التي صورها التنظيم الإرهابي وبثها على موقع (يوتيوب) يظهر بوضوح أن العمليات التخريبية تم تخطيطها على يد محترفين، فالإرهابيون هاجموا حوالي 15 موقعًا وحاجزًا عسكريًا للجيش المصري على قطاع يبلغ عرضه 12 كيلومترًا تقريبا، وتم إطلاق النار على كل موقع مصري في هذا القطاع". وأضاف الضابط الإسرائيلي: "في الهجوم الأخير لتنظيم داعش لوحظ درجة عالية من التنسيق والقيادة والسيطرة كما ظهرت يد موجهة تقف وراء مقاتلي التنظيم، والذين استخدموا قوات كبيرة العدد؛ أكثر من 100 محارب، واستعانوا بوسائل مساعدة متنوعة ومختلفة من بينها صواريخ ضد الدبابات وأخرى ضد الطائرات، كما أظهر نشطاء التنظيم قدرة قتالية آخذة في التحسن وكثير منهم يبدون مستعدين لتعريض أنفسهم للخطر في الحرب مع الجيش المصري لدرجة التضحية بأنفسهم في الهجوم والانقضاض على مواقع الجيش والقيام بعمليات انتحارية". وأوضح: "في الشهور الأخيرة لوحظ نوع من الخبرة الآخذة في الازدياد لدى التنظيم الإرهابي في استخدام العبوات الناسفة ومؤخرًا في الاستعانة بالسيارات المفخخة، وفي العمليات ضد معسكرات ومواقع الجيش قام التنظيم بتكنيك معروف من حلبات أخرى في الشرق الأوسط، من بينها العراق ولبنان عندما بعث بسيارة مفخخة بهدف اختراق بوابة أحد المعسكرات وبعدها أرسل قوات إضافية كي تستمر عملية الاختراق للداخل". وأضاف: "في المتوسط يقوم التنظيم بهجوم على القوات المصرية كل يومين إلى ثلاثة أيام، وذلك على مدار الستة أشهر الماضية، وهو الأمر الذي يشهد على تنظيم سريع ودعم منتظم بالوسائل القتالية، ويبدو أن داعش يعتمد على مخازن السلاح الكبيرة الموجودة بحوزته، إلى جانب قنوات التهريب من ليبيا والسودان، ومنذ بايع (ولاية سيناء) داعش في نهاية 2014، لوحظ تمتعه بدعم مادي كبير، وفي العامين الأخيرين لم يلاحظ أي محاولات للقيام بعمليات تخريبية في الأراضي الإسرائيلية، فيما عدا حادث إطلاق صواريخ على النقب ومنطقة إيلات، لكننا في الجيش الإسرائيلي مستعدون لاحتمالية أن تزداد هذه المحاولات في المستقبل". وقال: "ونحن آخذون في الحسبان العدد القليل نسبيًا لنشطاء (ولاية سيناء) والذي لا يزيد على ما يبدو عن مئات الأفراد، فإن هذا هو التنظيم الأكثر فعالية من التنظيمات التابعة لداعش في الشرق الأوسط، بالمقارنة بين عدد مقاتليه ومعدل الخسائر التي يكبد بها خصمه". ولفتت إلى أنه "برغم التقديرات فيما يتعلق بالتحسن المستمر والمتزايد في قدرات (ولاية سيناء)، إلا أنه يبدو أن أجهزة الاستخبارات المصرية والإسرائيلية مازالت تتلمس طريقها في الظلام إلى حد كبير عندما يدور الحديث عن هوية الأشخاص الذي يقودون التنظيم، ففي الجيش الإسرائيلي يعترفون أن هوية القائد العسكري للتنظيم في سيناء غير معروفة، وعلى ما يبدو فإن هذه المعلومة غير موجودة لدى المصريين، والمعروفين بتنسيقهم الأمني القوى بينهم وبين تل أبيب".