كشفت مصادر مطلعة ل"المصريون" عن إسرار احتفاظ الدكتور كمال الجنزوري، رئيس الوزراء المكلف بعدد من وزراء مبارك الذي استمروا في حكومات الثورة بداية من احمد شفيق ومرورا بعصام شرف ووصولا الى حكومة الجنزوري حيث اعلن عن اختياره كل من الدكتورة فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي وحسن يونس وزير الكهرباء .. بل انه قام باستقبالهم كأول المرشحين للحكومة الجديدة .. وقد أفادت المصادر أن الصلات الوثيقة التي تربط أبو النجا وعدد من الجهات المانحة وفي مقدمتها صندوق النقد والبنك الدوليين وتمكنها من حصول مصر على قرض مرن قيمته 3 مليارات دولار وصعوبة تسلم وزير آخر هذا الملف خلال المرحلة المقبلة هو الذي فرض استمرار "أبو النجا" في منصبها رغم الاعتراضات العديدة عليها. وافادت المصادر ايضا أن شخصيات رفيعة المستوي داخل المجلس العسكري هي من طالبت الجنزوري وشددت علي ضرورة احتفاظه ب"أبو النجا" في منصبها رغم رفض القوي الثورية وميدان التحرير هذا الاختيار, إلا أن الجنزوري لم بيد اعتراضًا علي هذا الموقف بل أشاد بكفاءة "أبو النجا" ومهنتيها؛ مبديا ترحيبه بالتعاون معها. اما فيما يخص الإبقاء علي وزير الكهرباء المهندس حسن يونس فقد اشار البعض الى ان السبب يعود الى مواقفه غير المعلنة خلال الأيام الأخيرة لنظام مبارك ومنها رفضه قطع الكهرباء عن ميدان التحرير اثناء الثورة واتصاله بالمجلس العسكري للتنسيق في هذ الأمر وكذلك رفض يونس تقديم تنازلات فيما يتعلق بالمشروع النووي المصري هو ما لعب دورا في استمراره في منصبه.. واذا كانت هذه هى رؤية المتابعين والمقربين من دوائر القرار فانها لا تكفي لاقناع المجتمع وخاصة شباب الثورة بان هناك ملفات في يد كل من ابو النجا وحسن يونس لا يوجد في مصر رجل كفء يستطيع ان يتابعها ويحقق المصلحة العامة منها .. خاصة وان اي اتفاقات يقوم احد الوزراء بابرامها يفعل ذلك باسم مصر وليس باسمه الشخصي .. فهل فايزة ابو النجا تجلب لمصر القروض والمنح بعلاقاتها الشخصية ام لا نها وزيرة مصرية .. ويستطيع اي وزير اخر يتابع نفس القروض والمنح .. والا فكان الاولى الحفاظ على احمد ابو الغيط وزير خارجية مبارك لانه يحتفظ بشبكة علاقات دولية مع العالم الخارجي .. كما ان الحديث عن افضال لحسن يونس على الثورة لانه لم يقطع النور اعتقد انه غير مقنع بالمرة .. اما كفاءته فجميعنا يعرفها جيدا عندما عاشت مصر في ظلام تام وازمة متكررة مع انقطاع التيار في اخر صيف في عمر المخلوع .. وهو ما يعني ان الحكاية لا تمتد بصلة بالكفاءات او الخبرات النادرة ولكنها حسابات اخرى .. بدليل ان الاخبار تشير الى ان المجلس العسكري هو من رشح ابو النجا وحسن يونس للجنزوري الذي وافق بدوره على الترشيح رغم حديثه عن تمتعه بكامل الصلاحيات .. اذن الاجابة على بقاء هؤلاء لدى المجلس العسكري ربما يكون عنده ما يقنع في استمرار رجال المخلوع حتى الان مهما كانت امكانياتهم ..