مواطنون يتهمون الدولة بالتقصير.. والداخلية: حملاتنا مستمرة لمواجهة جشع كبار التجار استخدام الأطفال للألعاب النارية والصواريخ، ظاهرة تطل بوجهها المزعج بشكل خاص خلال هذه الأيام، وقبيل عيد الفطر المبارك وبالرغم من حملات الداخلية المكثفة والرقابة على الأسواق إلا أنها ما زالت تملأ شوارع ومحلات مصر بكل أشكالها وأنواعها حتى صارت ظاهرة أكثر من كونها مجرد لعبة فملايين الأطنان من الألعاب النارية والمفرقعات انطلقت فى شهر رمضان وقبيل عيد الفطر المبارك وسط تباطؤ المتابعة والتفتيش. ظاهرة أقلقت وأزعجت المواطنين بشتى طوائفهم بالرغم من عدم قدرتهم على الامتناع عن استعمالها فى أفراحهم ومناسباتهم، وأضحت تلك المناسبات لا تتم بدون ألعاب نارية وشماريخ وأصبح الانتشار المتكرر يشكل خطرًا حقيقيًا يهدد سلامة أرواح مستخدميها من الأطفال وغيرهم من المواطنين. ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورتها، فإن بيعها ما زال منتشرًا بلا رقيب، حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها خاصة فى شهر رمضان المبارك بل وتجاوزت حدود ذلك إلى تجارة المنازل، حيث عمدت بعض الأسر إلى شرائها بكميات وتخزينها داخل المنازل وبيعها للأطفال ضمن محيط المنزل لكونها تعتبر مصدرا للكسب المادى نتيجة الطلب عليها. ليس هذا فقط، بل أصبح استخدام الألعاب النارية عادة سلوكية عند بعض الأطفال لكنها تلحق الأذى بهم وبالآخرين وتعكر حياتهم وسكينتهم وتثير الرعب والفوضى فى الشوارع والأسواق، خاصة فى الأماكن المزدحمة وتربك المصلين، وتؤدى إلى ترهيب الأطفال وتسبب لهم الهلع والخوف والانزعاج وبالتالى تترك آثارا نفسية عليهم. ويكثر استخدام الأطفال لما يطلق عليه "الفراقيع" أو "الدمدم" مع موعد إفطار الصائمين وعند تأدية صلاة العشاء والتراويح حيت تحدث أصواتا مزعجة وكأنها انفجارات خاصة وأن بعض الأطفال يشعلون أكثر من واحدة منها فى آن واحد. "المصريون" التقت عددًا من المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من زيادة هذه الظاهرة على الرغم من علم الجهات الحكومية بدخولها عبر المعابر ولم تتخذ أى إجراءات إزاء منعها. ومما يزيد غضب الأهالى وسخطهم أن تجارًا معروفين هم من يسوقونها ويبيعونها للمحلات ويقوم الأطفال بشرائها غير مكترثين بسلامتهم وكل همهم انتفاخ جيوبهم. ومن جانبه قال ممدوح عبد العال، 30 سنة من سكان الجيزة، إن ظاهرة إشعال الألعاب النارية واستخدامها بكثرة من قبل الأطفال مؤشر خطير جدا بحكم ما تسببه من أصوات مزعجة وخوف، وأحيانا ربما تتسبب بحرائق والأهم من ذلك خطورتها على حياة وسلامة هؤلاء الأطفال. وأضاف: "الأطفال بدلاً من أن يشتروا بمصروفهم شيئًا ينفعهم يشتروا هذه الألعاب متسائلا: أين الجهات المختصة من الرقابة والتفتيش فى منع تداولها وإنزال أشد العقوبة بمن يروجونها؟. أما المواطنة "مروة صلاح" فصبت غضبها على التجار مصاصى الدماء الذين لا يهمهم سوى جمع الأموال على حساب أرواح الأبرياء. وأضافت، أن التجار وهم معروفون للجهات المختصة هم من يقومون بتوزيعها على المحلات التجارية محذرة من وقوع الحرائق وأعمال العنف نظرًا لتزايد هذه الظاهرة. وأكدت، أنه على مدار الأعوام السابقة، سقط عدد من المصابين بين الأطفال ومنهم من أصيب بعاهات مستديمة نتيجة استخدام الأطفال لهذه الألعاب الخطيرة جداً. فى السياق ذاته، أكد مصدر أمنى بوزارة الداخلية، أن الوزارة تقوم بتكثيف الجهود نحو محاربة تجارة الألعاب النارية ومنعها بالمطلق، وملاحقة التجار الذين يهربون ويستوردون هذا النوع من الألعاب ويقوموا ببيعها للأطفال دون رقابة ودون معايير من أجل حماية الأطفال وضمان مرور فترة رمضان والعيد دون وقوع كوارث ومآس للعائلات . وأشار، أن استمرار ظاهرة استخدام الأطفال للألعاب النارية تجلب للأسرة المصرية الكثير من الخسائر المادية والصحية والمتاعب، جراء وقوع إصابات. رغم الجهود التى تقوم بها الوزارة من إلقاء القبض على التجار إلا أنه لا تزال موجودة وبكثافة. حملات الداخلية ألقى رجال شرطة النقل والمواصلات القبض على عاطل بحوزته كمية كبيرة من الألعاب النارية كان رجال مباحث قسم شرطة محطة سكة حديد قنا أثناء تفقدهم الحالة الأمنية برصيف المحطة اشتبهوا فى "عمر عصام " وعثر بحوزته على ألعاب نارية ( 4600 صاروخ مختلفة الأحجام) أثناء تواجده بالمحطة. وفى المنيا، تحفظت مباحث التموين، على 1000 صاروخ ألعاب نارية مختلفة الحجم للاتجار قبل ترويجها للمواطنين بحوزة شخصين. دور أولياء الأمور لابد من قيام أولياء الأمور لضرورة بذل الجهد من أجل مراقبة أطفالهم أثناء إجازة العيد ومنعهم من استخدام الألعاب النارية وتحذريهم من مخاطرها و يجب أن يمارسوا دورهم فى منع أبنائهم من شرائها أو استخدامها ليحافظوا على أنفسهم وعلى سلامتهم إلى أن هذه المواد تشكل خطرًا ليس على مستخدميها فقط بل كذلك على الآخرين المتواجدين فى محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدى إلى عاهات مستديمة أو مؤقتة، بإضافة إلى التلوث الضوضائى الذى يؤثر على طبلة الأذن وبالتالى يسبب خللا وظيفيا فى عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين. وقال أحد التجار، إن الألعاب النارية عبارة عن متفجرات ضعيفة الانفجار نسبيا، تصنع من مواد كيماوية شديدة الاشتعال، وينتج اشتعالها العديد من الألوان وتعتبر من أسباب التلوث الكيماوى والفيزيائي، وكلاهما خطر، مؤكدا أن الرائحة المنبعثة من احتراقها تؤدى إلى العديد من الأضرار، بالإضافة إلى الأضرار الكارثية التى قد تنتج عن انفجار الألعاب النارية إذا كانت مخزنة بطريقة خاطئة . "لاشين": الداخلية تحاول القضاء على هذه الظاهرة بدوره أوضح اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية السابق، أن الشرطة المصرية تتخذ اجراءات رادعة وصارمة للقضاء على هذه الظاهرة وذلك من خلال تنفيذ القوانين ومعاقبة الأشخاص أو أصحاب المحال التجارية التى تقوم ببيع وترويج الالعاب النارية وكذلك مصادرة الكميات الموجودة فى الأسواق وإتلافها وتقديم أصحابها للقضاء لينالوا جزاءهم سواء بالسجن أو بفرض غرامات مالية باهظة عليهم. وأكد مساعد الوزير، تعتبر معظم الدول مستوردة للألعاب النارية ولا تنتج إلا البسيط منها وتصنعه ورش صغيرة أغلبها لا يعمل بشكل قانونى كما تحظر القوانين استيراد وتداول هذه الألعاب النارية, لذا فأغلب الكميات التى تدخل مصر تدخل بطرق غير شرعية وتشدد القوانين من إجراءات بيع واستخدام الألعاب النارية, وتضع شروطا عديدة فى التعامل معها واحتياطات السلامة والصحة المهنية. وأشار "لاشين " إلى دور الاعلام المؤثر سواء بتقديم مادة إرشادية للحد من تلك الظاهرة وعرض عواقب استخدامها كما لابد من التنسيق والتعاون المستمر بين دوائر التربية وأجهزة الشرطة لمواجهة هذه الظاهرة ومنع تفاقمها واستئصالها من المجتمع.