تعتبر ظاهرة استخدام الألعاب النارية والمفرقعات من الظواهر السلبية المنتشرة في مجتمعنا.. ورغم التحذيرات الصحية والاجتماعية من خطورة هذه الألعاب فإن بيعها مازال منتشرا بلا رقيب حيث يقوم بائعوها بتوفيرها وترويجها لمن يرغب فيها، خاصة مع الاحتفال بالأعياء والمناسبات الرياضية. وباتت هذه المواد تشكل خطرا ليس علي مستخدميها فقط بل كذلك علي الآخرين المتواجدين في محيط استخدامها لما تسببه أحيانا من حروق وتشوهات مختلفة تؤدي إلي عاهات مستديمة أو مؤقتة، كما تحدث أضرارًا في الممتلكات جراء ما تسببه من حرائق، إضافة إلي التلوث الضوضائي الذي يؤثر علي طبلة الأذن وبالتالي يسبب خللا وظيفيا في عمل المخ قد يستمر لمدة شهر أو شهرين كما يقول الدكتور محمد سمير أستاذ طب الأطفال في جامعة عين شمس. كما أن الشرر والضوء والحرارة الناجمة عن استخدام الألعاب النارية كل ذلك يعد سببا رئيسيا للإضرار بالجسم خاصة منطقة العين الحساسة، والرماد الناتج عن عملية الاحتراق يضر بالجلد والعين إذا ما تعرض له الطفل بشكل مباشر حيث تصاب العين بحروق في الجفن والملتحمة وتمزق في الجفن أو دخول أجسام غريبة في العين أو انفصال في الشبكية وقد يؤدي الأمر إلي فقدان كلي للعين. كما تعتبر الألعاب النارية من أسباب التلوث الكيميائي والفيزيائي وكليهما أخطر من الآخر وتلعب وزارة التربية والتعليم دورا مهما ورئيسيا في توعية الطلاب وأولياء أمورهم بمخاطر الألعاب النارية وما تشكله من تهديد حقيقي لا يستهان به لحياتهم، وذلك عبر الوسائل التربوية المتاحة لتسليط الضوء علي هذه الظاهرة الخطيرة وإبراز المخاطر والمآسي التي تجلبها لأطفالنا وما لها من أضرار علي الأنفس والممتكات والأموال، ويتم ذلك عن طريق تثقيف الطلبة وتقديم النصح والإرشاد لهم حول تلك المخاطر من خلال الإذاعة المدرسية اليومية ومن خلال التفاعل الإيجابي بين المرشدين التربويين والطلبة وتوزيع النشرات التعريفية والإرشادية، وعمل المحاضرات بهدف المساعدة في توصيل الرسالة حول مخاطر استخدام الألعاب النارية، كما يلعب المعلمون دورا مهما في توعية الطلاب. كما لابد من التنسيق والتعاون المستمر بين دوائر التربية وأجهزة الشرطة لمواجهة هذه الظاهرة ومنع تفاقمها والعمل المشترك للحد منها واستئصالها من المجتمع.. واتخاذ إجراءات رادعة وصارمة للقضاء علي هذه الظاهرة وذلك من خلال: تنفيذ القوانين ومعاقبة الأشخاص أو أصحاب المحال التجارية التي تقوم ببيع وترويج الألعاب النارية وكذلك مصادرة الكميات الموجودة في الأسواق وإتلافها وتقديم أصحابها للقضاء لينالوا جزاءهم سواء بالسجن أو بفرض غرامات مالية باهظة عليهم. وفي إطار الجهود التي تبذلها مديرية أمن القاهرة لتأمين سير المباريات الرياضية والجمهور الحاضر تم ضبط 20 قضية ألعاب نارية مخالفة وضبط 170 ألف صاروخ بحوزة عدد من المواطنين بقصد الاستخدام والترويج في إحدي مباريات الدوري العام لكرة القدم، وتواصل مديرية أمن القاهرة جهودها لضبط أي عناصر تخل بالأمن العام والعمل علي تأمين حياة المواطنين. وضبط 6 قضايا لتهريب الألعاب النارية من يناير إلي سبتمبر بلغت قيمة المضبوطات فيها 199.718 مليون جنيه وغراماتها تجاوزت مبلغ 399.437 مليون جنيه.