من يطلع على المشهد الانتخابى فى جولته الأولى فى مصر ، يلمس وبشكل واضح رغبة المجموع العام والغالبية العظمى من الشعب فى أن يسود الأمن والأمان فى ربوع مصر. ومن يطلع على فعاليات انتخابات مجلس الشعب ، يلمس وبوضوح الحماس المفرط نحو أداء الواجب الانتخابى والذى عبر عنه أبناء مصر ، منذ شروق الشمس وترى طوابير من الشيوخ والشباب رجالا ونساء ، تعبيرا عن إرادة شعب ، أبى إلا أن يعبر عن رأيه فى ملحمة شعارها الأمن والأمان فى معظم اللجان الانتخابية التى شهدتها الجولة الأولى لانتخابات مجلس الشعب ، والجميل فى المشهد أن ترى كبار السن من الرجال والنساء وقد تسابقوا إلى تصدر المشهد الانتخابى، ومن الملفت للنظر وكأنه درس فى التربية السياسية أن ترى بعض الآباء وقد اصطحبوا معهم أطفالهم ليشاهدوا ما حرم منه الآباء طوال عقود عدة ، وليعلموا أن مصر آمنة بأبناء مصر من المخلصين ، وأن يد الله مع الجماعة . ما أجملها من رسائل حملها اليوم الأول من الانتخابات ، رسائل للصبر على مشقة الوقوف ، رسائل فى الإيثار ، عندما يقدم الشباب على تقديم كبار السن والمرضى إلى مقدمة الصفوف، وما أجمل أن تسمع من يقول بعد أن وقف فى طابور الانتظار لساعات " لسنا أقل ممن فقدوا حياتهم فى ميادين مصر دفاعا عن أمن مصر وثورتها" وآخر يقول " لو وقفت طوال اليوم والليل فإن ألم الأقدام يتحول إلى فرحة فى الفؤاد " ما أجملها من تعليقات ، وما أعظمه من مشهد ، يعبر وبوضوح عن إرادة شعب أراد الحياة ، لهذا فهو يقطف أول ثمار الثورة من خلال انتخاب المؤسسة التشريعية ، وعبر إقبال واضح من كافة القوى وعلى رأسها القوى الإسلامية ، وأحسب عبر مشاهداتى وتحليلى واستطلاع الرأى على المستوى الشخصى أن الحضور كان للأحزاب الإسلامية بامتياز وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة وكذلك حزب النور . رغم يقينى بحاجة المجموع العام إلى توعية سياسية ، وإلى افتقاد الأغلبية الصامتة إلى وعى انتخابى ، إلا أن الواقع عبر عن حالة من الحضور الذى دفع كافة المحللين إلى احترام المواطن المصرى انطلاقا من حرصه الشديد على أن يعبر عن رأيه ، وعلى أن يثبت حضورا حقيقيا أمام صندوق الانتخاب الذى حرم منه بفعل فاعل عبر سنوات خلت كان شعارها التهميش والتزوير ، فقد همش الشعب ، ومارس النظام السابق كافة أشكال التزوير تجاه الأمة المصرية ، وانعكس ذلك على وجدان المواطن المصرى فكانت ردة فعله واضحة عبر مشاركة فاعلة وجادة ظهرت عبر وسائل الإعلام من خلال حرص الأغلبية الصامتة مع بداية الجولة الأولى للانتخابات البرلمانية إلى تأكيد انتصار إرادتها ، قبل أن تنتصر إرادة الأحزاب أو الأفراد .