ثورة 25 يناير اطلقها شباب الفيس بوك.. وصبروا وصابروا عليها حتي حققت هدفها الرئيسي باسقاط النظام.. لكن الآباء غير الشرعيين سرعان ما تحلقوا حولها وكل واحد منهم يحاول أن ينسبها لنفسه ويقطف ثمارها.. فظهرت أحزاب.. وحركات.. وتنظيمات.. وأفراد.. وجماعات كل منهم يحاول أن يتصدر المشهد السياسي وتكون له الكلمة الأولي علي الآخرين!! واللافت للانتباه أن الصوت الأعلي في الساحة الآن هو صوت المشايخ.. ففي القاهرة نجد الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم الملقب ب"خطيب الثورة" كان هو الصوت الأعلي في ميدان التحرير يوم الجمعة الماضي.. حيث تظاهر بعض المئات وهتفوا ضد "حكم العسكر" ورددوا أكثر من هتاف بهذا المعني. وأخذ الشيخ شاهين المبادرة واقترح تشكيل لجنة مستقلة تأخذ شرعيتها من التحرير للتفاوض مع المجلس العسكري علي جدول زمني لتسليم السلطة في موعد اقصاه ابريل .2012 أما في الاسكندرية فكان الشيخ أحمد المحلاوي "خطيب الثورة بالمدينة" والدكتور صفوت حجازي بطلي ساحة مسجد القائد إبراهيم رغم أن اعداد المجتمعين كان ضعيفا.. وقد أشاد الشيخ المحلاوي بالمجلس الأعلي للقوات المسلحة وطالبه باستكمال المسيرة في إجراء الانتخابات واصدار قانون العزل لمواجهة الذين أفسدوا الحياة السياسية. أما الدكتور صفوت حجازي "رئيس ما يعرف بمجلس أمناء الثورة" فقد كان له رأي آخر عبر عنه بحدة عندما قال لن نسمح للمجلس الأعلي للقوات المسلحة بأن يحكم مصر.. فلن يحكمها مشير أو فريق.. والمجلس سوف يسلم السلطة شاء أم أبي.. ونحن نعلم أن الجيش خط أحمر. لكن الشعب المصري 3 خطوط حمراء. كان الدكتور حجازي يتحدث كما قالت صحيفة المصري اليوم أمام 25 ألف مواطن في ميدان محكمة الدخيلة عندما واصل حديثه قائلا: اقسم بالله العظيم أن تسليم البلاد سيحدث دون دماء طالما نحن أحياء. ولن يحكمنا الا مدني بدستورنا وارادتنا.. ونحن من سيقرر بعد الانتخابات البرلمانية متي يرحل المجلس العسكري. واضح أن المشايخ الثلاثة كانوا يتحدثون من منطلق مسمي مليونية "عودوا إلي ثكناتكم" والتي تطالب بإنهاء حكم العسكر. وتحديد جدول زمني للانتخابات البرلمانية والرئاسية والغاء الطوارئ. وإلغاء المبادئ فوق الدستورية. ولنتخيل معا.. لو أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة أعلن تخليه عن مسئولياته في تسيير الحكم في مصر. وأصدر أوامره بانسحاب كل القوات من جميع مواقعها في طول البلاد وعرضها.. تري ماذا يكون الوضع؟! ومن الذي يمكن أن يتصدر المشهد السياسي.. هل هي الأحزاب مجتمعة أو احدها؟! أم الجماعات الاسلامية.. أم الحركات الشبابية.. أم.. البلطجية.. أم الفلول.. أم.. أم إلخ. فاذا عدنا إلي تصريحات المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام ورئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة التي نفي فيها أكثر من مرة عدم ترشيح أحد العسكريين للرئاسة.. فان ذلك يفرغ كل ما قيل ضد المجلس من مضمونه ويصبح كلام الخطباء بلا معني.. ولا هدف له الا ان يظهر المتحدثون في الصورة علي أنهم آباء شرعيون للثورة لكنهم في الحقيقة عكس ذلك. المشير أجاب في آخر جولة له عن سؤال: هل هناك مرشح من قبل المؤسسة العسكرية لانتخابات الرئاسة المقبلة فقال: هذه شائعات لا يجب التوقف عندها. فهل هذه الإجابة كافية لنغلق باب التوجس حول احتمال ترشح عسكري لانتخابات الرئاسة.