من المؤسف حقا أن يلجأ دعاة "العقلانية" و "الاستنارة" و" التعددية" و "الحرية" و " الديمقراطية " إلى أسلوب الشوشرة حينا و التحريض حينا آخر في مواجهة خصومهم السياسيين ! ففي مصر لم تجد أكثر الناس غوغائية و اتباع أسلوب "الشرشحة" من "المستنيرين" ، و المدافعين عن "الدولة المدنية" وكل من جعل من نفسه إماما للمدرسة العقلانية في التفكير و الحوار !.. و يكفي المرء دليلا على ذلك ان "يكسر على نفسه ليمونة" و يتحمل الجلوس أمام التليفزيون خمس دقائق فقط لمتابعة برنامح حالة حوار للمحروس عمرو عبد السميع . و الطريف أن هؤلاء "العقلانيين" الذين يدعون أن كراهيتهم لكل ما هو اسلامي يرجع إلى حرصهم و خوفهم على "الدولة المدنية" .. رضوا أن يعملوا خداما و مخبرين و كتاب تقارير أمنية ل"الدولة البوليسية" ! فبعد فوز إخوان مصر في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، تعرضت الجماعة لحملة تحريض واسعة النطاق .. و كتب كل " مُخرّف " حسب نفسه فعلا من زمرة "المبدعين" ما يشبه البلاغات الموجهة إلى الأجهزة الامنية .. تحذر البوليس من "خطورة" الجماعة على "الابداع" و أنه يخشى على نفسه منها ومن أن تغتاله يد الارهاب الاسلامي الذي يكره الابداع موت ! و بالمثل عقد الديكتاتوريون "الفسافيس " الصغار ممن يتشحون بوشاح الديمقراطية ، جلسات لطم الخدود و شق الجيوب على "الديمقراطية" التي سيمتطيها الاسلاميون صباحا ثم يذبحونها ليلا ، فيما هم في واقع الحال و بالتجربة و بمعايشتنا لهم .. كانوا و لا زالوا .. داخل احزابهم وصحفهم "هتلريين" ، لا يقبلون معارضة و لا يتحملون أن يُعصى لهم أمر أو فرامان ! المضحك أنه عندما فازت حماس في الانتخابات الفلسطينية التي جرت في شهر يناير 2006 ، الكل الخنس و لم ينطق واحد منهم بكلمة .. غير أن "الديمقراطيين" ، وجدوا في تقرير فبركته وكالة انباء فرانس برس ، التي تمولها باريس التي كانت واحدة من العواصم التي هدت الفلسطينين بالثبور و عظائم الامور ، و بالتجويع و الحصار ، إذا اختاروا "حماس" تأمل ديمقراطيتهم صور التقرير فلسطين كلها و كأنها مصدومة و حزينة من فوز حماس ! و كأن من انتخب حماس ليس الفلسطينين و انما شعب آخر غير الشعب الفلسطيني ! المهم ان كثيرا من وسائل الاعلام العربية "المستنيرة" و "العاشقة للديمقراطية " كما تدعي و منها صحيفة مصرية تدعي "الاستقلالية " ، معروف بين الصحفيين مصادر تمويلها .. نشرت التقرير في صدر صفحاتها و بمنشتات كبيرة بعنوان يقول " الفلسطينيون يعبرون عن صدمتهم من فوز حماس بال SMS" " و لم يكتفوا بهذه الاكاذيب ، بل تمادوا في "قلة أدبهم" و ليتهكموا على "الشريعة" بالغمز و اللمز غير المباشر و تنشر "المصري اليوم " المصرية المستقلة في 28/1/2006 عنوانا يقول : "نكات فلسطينية تتوقع أسلمة القوانين .. و جلد مدمني "الدش" .. و عقوبة المخالفة المرورية "صيام ثلاثة ايام" .. و بغض النظر عن هذا الاستخفاف بالشريعة و استخدامها في أسلوب تهكمي ساخر .. أريتم كيف يواحه "الفاشلون" الذين يرفضهم الناس عبر صناديق الاقتراع خصومهم .. هل تصدقون أنهم حقا ديمقراطيون ؟! وماذا تتوقعون إذا حكم هؤلاء العرب ؟! [email protected]