انشقاقات واسعة داخل التحالفات.. ولا وجود لقيادة موحدة أكثر من خمسة كيانات منذ عزل مرسي.. والاختلاف هو سيد الموقف
"صقور الإخوان" تتحدى "الحمائم" فى تشكيل المكتب الإدارى الجديد
محللون: الإخوان تعيش فى عزلة خارجية وعليها التعامل مع أرض الواقع
.. وإسلاميون: التنوع فى الخارج ظاهرة صحية
تعتبر المرحلة الحالية من أهم المراحل التى تمر على جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها فى 1928 وحتى الآن فالجماعة تواجه عدة معارك فى عدة مستويات أولها معركتها الأقوى مع النظام الحالى وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسى ومحاولة استعادة الشرعية من جديد على حد قولهم. وبالإضافة إلى معركة استرداد الشرعية من أيدى النظام الحالى تواجه الجماعة الفشل الذى بات يحاصرها فى كل مكان فعلى مدار ما يقرب من عامين أنشأت جماعة الإخوان عدة تحالفات وكيانات سياسية فى الخارج محاولة منها رجوعها مرة أخرى للمشهد السياسى والحياة من جديد، وبالرغم من كل المحاولات المستميتة من جماعة الإخوان المسلمين ومؤيديهم إلا أن كل هذه المحاولات باءت بالفشل سواء كانت هذه الكيانات بداخل مصر أو خارجها وأصبحت الخلافات تدب بين قيادات الجماعة وأصبح كل كيان أنشأه الإخوان هو جزيرة منعزلة عن الآخرين.
فمنذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي، أسست جماعة الإخوان المسلمين ما يقرب من نحو خمسة كيانات بالخارج معارضة للنظام الحالي، إلا أن هذه الكيانات جميعها فشلت فشلا ذريعا فى إسقاط النظام الحاكم فى مصر. وكان أول الكيانات التى أسسها الإخوان بالخارج "تحالف دعم الشرعية" والذى أسس فى يونيو 2013 للدفاع عن شرعية الرئيس مرسى بعد عزله عن كرسى الرئاسة وتكون التحالف من عدد كبير من الأحزاب الإسلامية واستهدف فضح الانتهاكات التى تحدث فى مصر وإرسال رسائل إلى كل دول العالم فى الخارج .
ثم أنشأت الجماعة بعد ذلك "المجلس الثوري" الذى يضم العديد من الشخصيات العامة وبعض قيادات جماعة الإخوان المسلمين. ومن بعدها تجمع أعضاء مجلس الشورى المنحل من جماعة الإخوان فى الخارج وأنشأوا ما يسمى "برلمان موازي" فى الخارج . وبعد ذلك لجأت جماعة الإخوان إلى تكوين ما يسمى ب"المكتب الإدارى الجديد" ويسعى المكتب لترتيب أوراق الجماعة لتصحيح الأخطاء التى أطاحت بهم من الحكم.
ثم أنشأت الجماعة بعد ذلك وثيقة مبادئ من العاصمة البلجيكية سميت "بوثيقة بروكسل" هدفها استرداد ثورة 25 يناير والمسار الديمقراطي، وتتضمن الوثيقة مبادئ من أهمها، "إدارة التعددية والمشاركة ضمن حالة توافقية بالاتفاق بين التيارات والسياسية وعودة الجيش إلى ثكناته". وبالرغم من كثرة هذه التنظيمات فى الخارج أضعفت قدرتها على التواصل مع الواقع المصرى وذهب كل فصيل فى اتجاه لتحقيق هدف معين جعل هناك عزلة بين هذه التكتلات فيما بينها. وفى إطار ذلك ترصد "المصريون" أهم الكيانات التى أسستها جماعة الإخوان المسلمين منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى وحتى الآن، وكيف أصبحت هذه الكيانات كل كيان فيها فى جزيرة منعزلة عن الآخرين. التحالف الوطنى لدعم الشرعية.. عامان من الفشل يعتبر التحالف الوطنى لدعم الشرعية، واحدًا من أهم الكيانات التى أسستها جماعة الإخوان المسلمين بالتنسيق مع عدد آخر من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية وذلك لمساندة الرئيس المعزول محمد مرسى وقد أعلن التحالف فى بيانه الأول فى يونيو 2013 عن أن هدفه هو تنسيق الجهود النبيلة الرامية لحفظ كرامة الوطن وحماية إرادته الشعبية، وإدارة الوقفات السلمية المليونية والاعتصامات فى ميادين مصر بهدف التأكيد على نبذ العنف ومقاومة البلطجة وحماية مصر واختيارات شعبها". وأوضح البيان، أن سبب تكوين هذا التحالف هو إيمان أعضائه "بحق الشعب المصرى الأصيل فى حماية مكتسباته الديمقراطية، وحراسة ثورته المباركة التى سالت لأجلها الدماء الزكية فى ثورة يناير المجيدة فى ظل ما يجرى من محاولات آثمة من فلول النظام السابق وجحافل بلطجيته للانقضاض على الشرعية، مستعينين بكل أنواع السلاح الممول من رجال أعمال فاسدين سرقوا قوت الشعب" وقد ضم التحالف، أحزابًا قوية كحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية والحزب الإسلامى والجبهة السلفية وحزب الوطن وحزب الوسط. ولكن على مدار ما يقرب من عامين، ومنذ تأسيس التحالف، لم يحقق خلالها أى شيء ملموس على أرض الواقع، فلم تهتم البيانات التى تعدت الألف بيان للتحالف سوى الشجب والإدانة فقط وكأن دور التحالف اقتصر على الدعوة للتظاهر وتنظيم المسيرات. وقد بدأ النزاع يطل برأسه على الأحزاب المنضمة للتحالف واضحًا بعد انسحاب أقوى الأحزاب داخل التحالف وهما حزب الوسط وحزب الوطن والانسحاب الملموس للجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، ثم اتهامات شبابية للتحالف بأنه سبب فى نزيف دماء الشباب لعدم تقديمه أى آلية لإسقاط النظام الحالي.
المجلس الثوري.. بديل فاشل لتحالف دعم الشرعية أما ثانى الكيانات التى دشنتها جماعة الإخوان المسلمين، هو المجلس الثورى وهو تحالف معارض لشخصيات سياسية مصرية، أعلن عنه فى 8 أغسطس 2014 فى اجتماع باسطنبول فى تركيا ويتكون المجلس من أعضاء من داخل وخارج التحالف الوطنى لدعم الشرعية. وتولت الدكتورة مها عزام رئاسة المجلس الثوري، وضم المكتب التنفيذى للمجلس وقت تأسيسه عددا من الشخصيات الحزبية والسياسية كان من أهمها المستشار وليد شرابى أمينًا عامًا والدكتور جمال حشمت والمهندس إيهاب شيحة والناشط القبطى هانى سوريال، بالإضافة إلى مايسة عبد اللطيف ممثلة عن المصريين فى أوروبا.
وأعلن المجلس الثوري، عن أن أهم أهدافه تحقيق أهداف ثورة 25 يناير فى سياق الثورة المضادة عقب أحداث 3 يوليو فى مصر 2013، واصطفاف كافة القوى الثورية والشبابية المناهضة للنظام الحالى وتجاوز الخلافات وبناء رؤية مستقبلية مشتركة وحشد الدعم الدولى لدعم ثورة 25 يناير. بالإضافة، إلى تقديم الدعم الكامل لقوى الثورة فى مصر وخارجها لإسقاط النظام الحالى وتحقيق أهداف الثورة وتفكيك شبكات الفساد وإعادة بناء الدولة وبناء دولة المواطنة والعدل والحرية والكرامة. وقد عقد الكثيرون على المجلس الثورى آمالا عريضة فى انه يكون خير بديل للتحالف الوطنى لدعم الشرعية ولكن دبت فيه روح الاختلاف وقد انسحب عدد من الشخصيات من المجلس ولم يحقق المجلس منذ نشأته حتى الآن أى إنجاز حقيقى فى الخارج .
وثيقة بروكسل.. فشلت قبل أن تبدأ وبعد الإعلان عن المجلس الثوري، أطلق عدد من معارضى حكم النظام الحالى من جماعة الإخوان ومناصريها فى الخارج، أبرزهم شخصيات مدنية، وثيقة مبادئ من العاصمة البلجيكية بروكسل سميت "بوثيقة بروكسل" وأعلنت أن هدفها هو استرداد ثورة 25 يناير والمسار الديمقراطي، وتتضمن الوثيقة مبادئ من أهمها "إدارة التعددية والتشاركية ضمن حالة توافقية بالاتفاق بين التيارات السياسية، وعودة الجيش إلى ثكناته". لكن الوثيقة تسببت فيما بعد فى أزمة داخل التحالف الوطني، حيث تبرأ عدد من الأحزاب المشاركة فى التحالف من الوثيقة، واتهمت بأنها تمت برعاية أمريكية، بسبب عدم تأكيدها على شرعية الرئيس محمد مرسي. وكان من أبرز الموقعين على وثيقة بروكسل، السفير إبراهيم يسرى رئيس جبهة الضمير والدكتور سيف عبد الفتاح استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة والشاعر عبد الرحمن يوسف والدكتور مصطفى النجار البرلمانى السابق. تجمع البرلمان الموازى بالخارج.. الاستقالات هى الحل بعد وثيقة بروكسل قرر عدد من البرلمانيين السابقين فى ديسمبر الماضى استئناف جلسات مجلس النواب المنتخب عام 2012، واعتبارَه فى حال انعقاد مستمر فى الخارج لخطورة الوضع فى البلاد، متخذين من مدينة إسطنبول التركية مقرًا لهم. وضم الاجتماع التأسيسى ما يقرب من 45 نائبًا قاموا بانتخاب ما قالوا إنه رئيس المجلس وهو النائب السابق، ثروت نافع، وانتخاب الدكتور جمال حشمت والمهندس حاتم عزام وكيلين له. ولكن بعد فترة من تأسيسه استقال الدكتور ثروت نافع من المجلس وبعدها مباشرة قدم المهندس حاتم عزام وكيل المجلس استقالة ثانية لينتهى المجلس نهائيًا.
"المكتب الإدارى الجديد للإخوان".. الأمل فى القيادات الجديدة أنشأت قيادات الإخوان المسلمين بعد فشل معظم الكيانات التى أسسوها قبل ذلك ما يسمى ب"المكتب الإدارى الجديد" فى بريطانيا ليقود نهجا جديدا يعتمد على المنهج الثورى بعيدًا عن المنهج الإصلاحى الذين أنتهجوه على حسب قول الدكتور أحمد عبد الرحمن رئيس المكتب الإدارى الجديد . وقالت الجماعة، إن إعادة هيكلة مكتب الخارج تأتى فى إطار المراجعات الشاملة التى تقوم بها الجماعة وإعادة هيكلة مؤسساتها لخدمة ثورة الشعب المصري. وأوضحت الجماعة فى البيان التأسيسى لمكتبها الجديد بالخارج، أن الانتخابات التى أجرتها الجماعة فى مكتبها كانت لمواكبة طموح قواعدها، ولتحقيق أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية. وضم المكتب الجديد 11 شخصية على رأسهم أحمد عبد الرحمن مسئول مكتب الإخوان المصريين فى الخارج كرئيس للمكتب الإدارى الجديد، ويتولى مسئولية الملف السياسى فيه الدكتور عمرو دراج، وزير التخطيط الأسبق، ويحيى حامد، مساعد الدكتور محمد مرسى، الرئيس الأسبق, ويتبع لمكتب الإرشاد مباشرة لمساعدته فى إدارة الأزمة الراهنة,وذلك بعد انتخابات أجريت فى جميع محافظات مصر وحدوث تغييرات فى قيادات الجماعة وصلت إلى 65% بينما استمر 35% من قيادات الجماعة فى القيادة ولم يحقق المكتب الإدارى الجديد للإخوان أى من أهدافه حتى الآن .
حبيب: معارضة الخارج تخالف الواقع فى البداية يقول الدكتور كمال حبيب الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الدينية، إن هناك تحركات من قبل الإخوان المسلمين لتكوين تنظيمات وكيانات متعددة للدفاع عن قضيتهم فى الخارج لكن فى الحقيقة نشأة هذه الكيانات لن تحقق التأثير المرجو منها . وأشار حبيب، إلى أنه مؤخرًا قام الإخوان بإنشاء مكتب إدارى جديد لإدارة الجماعة خلفًا للمكتب الإدارى القديم كما أن هناك صراع ظهر بين شباب الجماعة وشيوخها وهذا ناتج عن الضربات والضغط الأمنى على الجماعة منذ 3 يوليو وحتى الآن وغياب قيادات الإخوان فى السجون والا مركزية فى إدارة أنصارها فى الشارع كل هذا أفقد الجماعة وأنصارها فى الخارج مركزية صناعة القرار وأصبح هناك مشكلة فى التواصل، المصريون فى الخارج منفصلون عن الواقع فى مصر وظهر ذلك من خلال كتاباتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى . وأضاف حبيب، أنه لا أحد يعرف ماذا فعل المجلس الثورى منذ نشأته وما خطته وأهدافه ولكنها محاولات لخلق هالة من المعارضة أكبر من الإخوان، فجماعة الإخوان المسلمين هى جماعة مغلقة ومن الصعوبة اختراق تنظيمها الداخلى كما أنها تريد أن تحتفظ نفسها بالصدارة ما يضعف ويفشل التنظيمات الجديدة لها فى الخارج . وأوضح حبيب، أنه كانت هناك محاولات لإنشاء تنظيم داخلى يسمى "بيان القاهرة" بقيادة الدكتور سيف عبد الفتاح والشاعر عبد الرحمن يوسف والسفير إبراهيم يسرى على أن ينضم إليهم آخرون إلا أنه سرعان ما فشل نظرًا لعدم وجود تواصل حقيقى على مستوى الفكر والتنظيم . فالإخوان لا يوجد لديها تجديد فكرى لمواجهة المشكلات السياسية والتغلب على تطلعات الشباب مما يعكس أزمة فى التفكير ظهرت عبر اعتراض عدد من شبابها على قرارات القيادات الكبرى.
أبو زيد: التنظيمات المعارضة ليست على القدر المأمول منها من جانبه قال حاتم أبو زيد عضو الهيئة العليا لحزب الأصالة، إن وجود أكثر من كيان تنظيمى للإخوان المسلمين والمعارضين للنظام الحالى فى الخارج لن يكون له أى أثر سلبى على استمرار الحراك الثورى بشكل عام على أرض الواقع سواء صعودًا أو هبوطًا وهذا ما يشاهده الجميع. وأوضح أبو زيد، أن أقدم الكيانات التنظيمية هو تحالف دعم الشرعية وتواجده مازال فى الداخل ولم يقتصر على الخارج فقط، فالكيانات الثورية التى أنشئت فى الخارج لدعم الشرعية فى مصر ليست معزولة عن الواقع بشكل كامل ولكن تواجدها ربما لا يكون بالكفاءة المطلوبة. وأشار أبو زيد، إلى أن هناك بالفعل خلافات ظهرت داخل جماعة الإخوان المسلمين إلا أن مدى تأثرها بالواقع غالبا ما ستكون عائدة لشئون داخل الجماعة وهى الأقدر على توصيفها وإظهار ما إذا كان هناك فجوة بين أعضاء الجماعة وشبابها أم أن هذه الانتقادات طبيعية نظرة لصعوبة المرحلة التى تمر بها مصر . فالتحالف الوطنى يعمل ككيان سياسى أما الحراك الثورى هو عمل ميدانى فأى ثورة تحتاج إلى كل من الجانبين فإذا كان الموقف السياسى منفصلا عن الحراك والعمل الميدانى فى مصر لظهرت انتقادات لهذا الأداء وهو ما لم يحدث, لكن ربما يكون الاختلاف ظهر بين أعضاء الجماعة بعد ظهور خلافات فى الفترة الأخيرة بين القيادة الميدانية وأعضائها الموجودين فى الخارج . وشدد أبو زيد، على أن أى جهد من قبل التنظيمات الجديدة لتغيير الوضع فى مصر لابد أن يكون مشكورا, لأن الحراك فى النهاية سيكون مردوده على الشعب المصرى فإذا أصاب فيكون جيدا وإذا أخطأ يتم تقويمه، وتعدد الكيانات الثورية بالخارج المعارضة للنظام الحاكم فى مصر لن يشكل خطرا أو يؤدى إلى التشتت وانعزالها عن الواقع لا سيما أنه لا يستطيع أحد أن يحتكر العمل الثوري.
إمام: المعارضة لابد أن تكون من القاهرة حتى لا تسبب عزلة ومن جانبه يرى أحمد إمام المتحدث الرسمى باسم حزب مصر القوية، أن وجود أكثر من تنظيم معارض للإخوان فى الخارج لم يكن وفق إرادتهم وإنما كان بسبب اضطهادهم و تعرض الكثيرين منهم للاعتقال كما حدث مع غالبية المعارضين فى الداخل لذلك كان خيار المعارضة هو الخارج. وأشار إمام، إلى أن هذا التعدد فى الكيانات بالخارج لن يحقق الهدف المأمول منها، فلا بد أن يكون التعدد فى الكيانات الثورية المعارضة للنظام من داخل مصر، لأنها هى من تقود المشهد, فتعدد التنظيمات والجبهات المعارضة فى الخارج سوف يكون أثره ضعيفا ويجعله فى شبه عزلة عن الواقع خاصة وأنه لا يوجد تنظيم موحد يجمع كل المعارضين. ولفت إمام، إلى أن التنسيق بين المعارضة الداخلية والخارجية ضعيف جدًا وحزب مصر القوية يفضل عدم التنسيق مع الخارج والاعتماد على الجبهة الداخلية لتحقيق الأهداف المرجوة وهى عودة الشرعية الدستورية. فرغم الظلم الوقع حاليًا إلا أن الجميع سواء فى الداخل أو الخارج لم يتوحدوا على مبادئ واحدة فهناك عدم ثقة بين معظم التيارات الموجودة على الساحة حاليا.
ماهر: انتماء التنظيمات الخارجية لعباءة الإخوان تخلق فجوة كبيرة مع المعارضة الداخلية من ناحيته يقول أحمد ماهر عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، إن وجود أكثر من كيان معارض فى الخارج سيكون له دور مؤثر فى الضغط على النظام الحالي، فالمجتمع المصرى يحتاج أيضا إلى كيانات جديدة بصبغة مختلفة تعتمد على البعد عن عباءة جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامى وتنوع يضم جميع رفقاء ثورة يناير، فالكيانات الخارجية لها تأثير على الوضع الداخلى من خلال إصدار البيانات وإن كان ليس بالشكل المطلوب نظرا لافتقادها المواجهة المباشرة والبعد عن روح الأحداث والذى غالبا ما يخلقه التواجد المكاني. فتحقيق التواصل الحقيقى يحتاج مظلة تجمع شباب الثورة مع الإسلاميين والتحالفات المعارضة بشتى انتمائها وهو ما لم يحدث حتى الآن. وأوضح ماهر، أن بعض الشخصيات السياسية تسعى لتكوين جبهة خارجية موحدة تضمن رؤى وأفكار التنظيمات المعارضة تكون لها الكلمة العليا لتحديد المسار وذلك لتجاوز السلبيات الناتجة عن التحرك المنفرد . فمن الطبيعى أن يكون هناك تنوع واختلاف فى الأفكار بين الكيان الواحد فى ظل التغيرات السياسية الصعبة التى تمر بها مصر والتى ألقى بظلاله بدرجة كبيرة على الإخوان المسلمين إلا أن موقفهم لا يزال فى اتجاه واحد وهو المعارضة السلمية رغم اعتراض غالبية الشباب عليها.
عبد اللطيف: الكيانات المعارضة تعمل بصورة متناسقة فى الخارج من جانبها قالت مايسة عبد اللطيف عضو المكتب الثورى المصري، إن الكيانات التى أسست فى الخارج تم تأسيسها فى الخارج بسبب المواجهات الأمنية بالداخل واعتقال القيادات التنظيمية ومن أجل ذلك تم تأسيس معظم الكيانات فى الخارج. وأضافت عبد اللطيف، أن كثرة الكيانات شيء مفيد وليس له أضرار بل على العكس فكل كيان من هذه الكيانات الثورية له أهدافه الخاصة التى يسعى إلى تحقيقها وكل هذه الكيانات تسير وفق أسس سليمة وهى عبارة عن حلقات متصلة وليست جزرا منعزلة عن بعض.
وأوضحت، أن المجلس الثورى أنشأ فى الأساس ليكون صوت الثورة و انعكاس طلبات الثوار أو الانتهاكات ضدهم والعمل على لم الشمل الثورى فى الخارج وهذا ما نسعى إلى تحقيقه سواء فى فاعلياتنا أو ندواتنا التى نقوم بعملها، فخير دليل على ذلك ما حدث فى ألمانيا منذ فترة مع السيسى وكان هذا نتاج قوى من فاعليات الكيانات المعارضة فى الخارج. وأشارت عبد اللطيف، إلى أن لا يزال العمل مستمرًا و تم تطوير لجان من داخل المجلس ويكون رؤساءها داخل المكتب التنفيذى وذلك فى انتخابات الجمعية العمومية فى شهر إبريل ليكون التواصل بين المجلس المؤسسات أما المنتخبة أو الحاكمة أو المجتمع المدنى أسهل خارجيًا .