محللون: المكتب الجديد أداة إعلامية جديدة للجماعة .. وسياسيون: دمج الإخوان فى الحياة السياسية ضرورة أسست جماعة الإخوان المسلمين بعد الثالث من يوليو 2013 عدة كيانات للتعبير عن رفضها لما حدث من عزل للرئيس الأسبق محمد مرسي، واعتقال عدد كبير من الجماعة كان من أهم هذه الكيانات "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، "وثيقة بروكسل"، "بيان القاهرة"، "المجلس الثوري"، "برلمان الثورة"، وعلى الرغم من تعدد هذه الكيانات واختلاف مسمياتها التى تحمل الطابع الثورى غالبًا إلا أن كل هذه الكيانات انطوت على نفسها، وفشلت فى تحقيق الأهداف المرجوة منها، وبالرغم من فشل هذه الكيانات إلا أن قيادات الإخوان المسلمين أنشأوا فى بدايات الشهر الحالى ما يسمى ب"المكتب الإدارى الجديد للإخوان" فى بريطانيا يقود نهجًا جديدًا يعتمد على المنهج الثورى بعيدًا عن المنهج الإصلاحي، الذى انتهجوه على حسب قول الدكتور أحمد عبد الرحمن رئيس المكتب . وقالت الجماعة، إن إعادة هيكلة مكتب الخارج يأتى فى إطار المراجعات الشاملة التى تقوم بها الجماعة وإعادة هيكلة مؤسساتها لخدمة ثورة الشعب المصري، وأوضحت الجماعة فى البيان التأسيسى لمكتبها بالخارج، أن الانتخابات التى أجرتها الجماعة فى مكتبها كانت لمواكبة طموح قواعدها، ولتحقيق أهداف ثورة الخامس والعشرين من يناير، عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية. وضم المكتب الجديد للإخوان ببريطانيا 11 شخصية على رأسهم الدكتور أحمد عبد الرحمن، مسئول مكتب الإخوان المصريين فى الخارج ويتولى مسئولية الملف السياسى فيه الدكتور عمرو دراج، وزير التخطيط، ويحيى حامد، مساعد الدكتور محمد مرسى، الرئيس الأسبق, ويتبع لمكتب الإرشاد مباشرة لمساعدته فى إدارة الأزمة الراهنة, وذلك بعد انتخابات أجريت فى جميع محافظات مصر وحدوث تغييرات فى قيادات الجماعة وصلت إلى 65% بينما استمر 35% من قيادات الجماعة فى القيادة. وقال خبراء، إن اندماج الإخوان فى الحياة السياسية وإمكانية إجراء الرئيس عبد الفتاح السيسى لمصالحة وطنية معهم قد يكون مقبولاً إذا ما صحت مراجعاتهم التى لابد أن تكون مبنية على مبدأ فصل النشاط الدعوى عن السياسى ومحاسبة من تورط منهم فى سفك الدم والتدمير وليس مجرد تكتيكات وهمية لمحاولة القفز على السلطة مرة أخري. وفى إطار ذلك رصدت "المصريون"، أهم أهداف المكتب الإدارى الجديد وهل سيكون بديلاً عن الكيانات الأخرى للجماعة وهل تشهد الفترة القادمة مصالحة بين المكتب الجديد للجماعة والنظام الحاكم فى مصر؟. العزباوى: المكتب الإدارى هو أداة اعلامية جديدة للجماعة فى البداية يقول الدكتور يسرى العزباوى الخبير السياسى والباحث فى مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية، إن إنشاء مكتب إدارى جديد لجماعة الإخوان المسلمين بالخارج هو إحدى ظواهر الإخوان التى لم تتوقف فالمكتب ما هو إلا أداة إعلامية جديدة للجماعة بعد فشل العديد من التكتلات التى عكفت الجماعة على إنشائها منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي، فالمكتب الإدارى الجديد للإخوان هو إحدى الأدوات القديمة المبنية على السمع والطاعة, ولن ينفصل عن الإدارة المركزيه لمكتب الإرشاد فى القاهرة . ولفت العزباوي، إلى أن هدف المكتب لم يكن واضحًا وهذا سوف يأتى بنتيجة عكسية لا سيما أنهم بذلك يستقووا بالخارج، وقد يكون محاولة للرد على فكرة أن بريطانيا رافضة لوجود جماعة الإخوان المسلمين على أراضيها. وأضاف العزباوي، أن إعلان الجماعة على لسان رئيس المكتب الجديد الدكتور أحمد عبد الرحمن، عن أنها أخطأت لانتهاجها المنهج الإصلاحى ولم تعتمد على المنهج الثورى هو خطأ آخر يضاف إلى أخطائهم المتكررة لا سيما أنهم كانوا فى السلطة.
صادق: الإخوان ليس لهم تأثير كبير لإجبار الحكومة على التصالح معهم من جانبه يقول الدكتور سعيد صادق المحلل السياسي، إن عدم وجود تأثير مباشر من قبل المكتب الإدارى الجديد على أعضاء التنظيم بالداخل وفى الشارع المصرى على وجه التحديد يبعد الحكومة والنظام السياسى عن إعادة التفكير فى تحقيق التوافق أو وجود مصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين بعد تغييراتها الجديدة، فالمظاهرات الحالية فى مصر من قبل التنظيم تضاءلت بشكل كبير واقتصرت على الشوارع الجانبية والتى لا تحدث زخمًا إعلاميًا بالمقارنة بالتظاهر فى ميدان التحرير أو بجوار قصر الاتحادية وهو من الصعب تحقيقه فى ظل القبضة الأمنية القوية فى الشارع المصرى . وأوضح صادق، أن هناك ضغوطًا خارجية على الحكومة المصرية لتحقيق المصالحة مع الإخوان, لا سيما من السعودية التى أجبرت تركيا للتنازل عن مطالبتها بعودة مرسى للحكم إلى المطالبة بالإفراج عنه وإسقاط التهم فقط. فلجوء الإخوان إلى إنشاء مكتب إدارى جديد فى بريطانيا يشير إلى وجود علاقة لهم مع المخابرات البريطانية، التى سمحت بإنشاء هذا المكتب الجديد للإخوان على أراضيها، ولم ينسوا أنها من قامت بتوطين اليهود بموجب وعد بلفور, ليثبت أن الإخوان جزء من أجندة خارجية هذا، بالإضافة إلى لجوئهم إلى تركيا أحد قوى حلف الناتو أو إلى قطر التى تحتوى على أكبر قاعدة أمريكية فى المنطقة العربية مما يؤكد جميع الاتهامات الموجه لهم بتنفيذ أجندات خارجية . وتساءل صادق، هل التغييرات الجديدة التى أعلنت عنها الإخوان المسلمين ستكون مختلفة عن القيادات الموجودة فى السجون فكريًا وتنظيميًا حتى يحدث تقارب مع الحكومة؟ منتقدًا الإعلان عن التغييرات من أشخاص من الخارج ليس لهم اتصال مباشر مع أعضاء الجماعة فى مصر مما يصعب تفهم الدولة لموقفهم وبالتالى لن تسمح بالتعامل معهم .
عبود: دمج الإخوان فى الحياة السياسة أمر ضرورى ولكن بشروط على سياق مختلف رحب سعد عبود البرلمانى السابق، بوجود مصالحة للقوى السياسية المختلفة مع جماعة الإخوان المسلمين، فى ظل المراجعات التى تجريها فى تنظيمها الحالى ولكن إذا ما توافرت عدة شروط اساسية تتمثل فى التصالح مع من لم يتورط منهم فى العنف أو سفك الدماء أو التحريض أو التدمير، مشيرًا إلى أن اندماج الجماعة فى النسيج الوطنى هو أمر مهم جدًا من أجل تحقيق الاستقرار داخل المجتمع المصري، لا سيما أن الجماعة تمثل عنصرًا مهمًا جدًا وفعالاً على أرض الواقع . وأوضح عبود، أن انفصال الجانب الدعوى للجماعة عن الجانب السياسى هو أمر ضرورى حتى تستطيع العمل مع القوى السياسية المختلفة التى تعمل على خلفية سياسية فقط, وهذا سوف يمنع من استغلال الجماعة لأماكن العبادة التى تستغل لتحقيق أفضلية على القوى السياسية المختلفة جراء الدعاية التى يمارسها أفراد الجماعة فى المساجد. وتابع عبود: "أتمنى أن تكون خطوة التجديد وإعادة الهيكلة التى أقدمت عليها جماعة الإخوان فى إطار مراجعات ذاتية وخطة استراتيجية حقيقية وليست مجرد خطة تكتيكية من قبل الجماعة لإعادة القفز على السلطة وعودة للممارسات الاحتكارية منها للدين الإسلامى وتوظيفه لخدمة قضاياهم السياسية". وقال البرلمانى السابق، إنه لابد أن يكون هناك ضمانات لعدم تكرار أخطائهم الماضية والتى تتضمن الحصول على الضمان الشعبى المتمثل فى الثقة الممنوحة لهم من الشعب، ثانيًا وجود ضوابط سياسية تقتضى عدم وجود أزرع إعلامية موجهة . وأوضح عبود، أن دور الدولة مهم جدًا فى ضبط تعاملاتهم فى المجتمع من خلال سد الفراغ الذى دائمًا ما يملؤه الإخوان فى المجتمع والمتمثل فى توفير الخدمات الأساسية للمواطنين سواء الطبية والغذائية أو حتى التعليمية من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية . وأشار عبود، إلى ضرورة حدوث توازن فى المجتمع المصرى بين القوى السياسية بشتى انتماءاتها حتى يتحقق الاستقرار وذلك من خلال صناديق الاقتراع التى يشارك فيها الشعب.
حبيب: التنظيم مازال قائمًا فى مصر.. والمكتب الإدارى الجديد بديل عن التحالف الدولى المخترق من ناحية أخرى قال الدكتور كمال حبيب المحلل السياسى والباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إن المراجعات التى قامت بها جماعة الإخوان المسلمين هى عبارة عن شوا إعلامى وحديث للاستهلاك العام أكثر من كونه مراجعات حقيقية . وأضاف حبيب، أن الجماعة تعانى من وجود محنة حقيقية فى التنظيم الحقيقى فى مصر، والذى فقد مركزيته وتوزع بين الداخل والخارج وبالتالى لا يوجد تفسير حقيقى لوجود مكتب إدارى لجماعة الإخوان فى خارج مصر لأن المكتب الإدارى من المفترض أن يكون داخل مصر . لافتا، إلى أن هذا المكتب الإدارى الجديد للإخوان، قد يكون هدفه إعادة هيكلة وتوحيد الإخوان خارج مصر مع بقاء تلقيه للأوامر من الإدارة الحقيقية للتنظيم داخل مصر والمتمثلة فى مكتب الإرشاد, ليصبح من خلالها المكتب الإدارى الجديدة حلقة الوصل مع المؤسسات الدولية ليكون أسرع فعالية من التنظيم الدولى للإخوان، لا سيما بعد الحديث عن وجود اختراق للتنظيم الدولى من قبل المخابرات الأمريكية وغيرها ليقل اعتمادها على التنظيم والابتعاد عن عنه لتحقيق أهدافها الإقليمية. وأوضح حبيب، أن الإعلان عن تغيير استراتيجية الجماعة من قبل المتحدث باسم الإخوان كان لابد أن يكون أكثر وضوحًا عن طريق تحديد أهداف الاستراتيجية الجديدة والبنود التى سيتم تغييرها، مع ضرورة توضيح المراجعات وهل هى تنظيمية أم فكرية فالمكتب الإدارى للإخوان لن يشهد وجود أفراد من خارج الجماعة وبالتالى لن يحقق أهدافه . وأضاف حبيب، أن الإخوان يحتاجون إلى مراجعات لأساليب العنف والفصل بين المنهج الدعوى والفكر السياسي، فالإخوان لم تجر انتخابات حقيقية وإنما أرادت تصدير انطباع أن هناك تغييرًا فى هيكلها من أجل الاستهلاك الإعلامى فقط.