"التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، "وثيقة بروكسل"، "بيان القاهرة"، "المجلس الثوري"، "برلمان الثورة"، كيانات دشنها جماعة "الإخوان المسلمين" وحلفاؤها من الأحزاب والكيانات ذات التوجه الإسلامي، التي لاقت نفس مصير الجماعة عقب أحداث 3 يوليو 2013، بهدف معارضته بكل الأدوات المتاحة سياسيًا. وعلى الرغم من تعدد هذه الكيانات واختلاف مسمياتها التى تحمل الطابع الثورى غالبًا إلا أن كل هذه الكيانات انطوت على نفسها، ولم توسع دائرة معارضتها حتى اعتبرها كثيرون أن ما حققته هذه الكيانات المعارضة من إنجازات منذ نشأتها لا تتجاوز ال"الصفر". ولعل أبرز سقطات هذه الكيانات المعارضة بحسب إسلاميين هو "الفشل فى جذب الكيانات الثورية، وعدم تجمعها تحت مظلة واحدة، وعدم تقديم واجهة سياسية للثورة، والفشل فى إدارة ملف العلاقات الإقليمية بشكل احترافي، والفشل فى استقطاب المنقلبين على 3 يوليو والرئيس عبدالفتاح السيسي، بل وفشله أيضًا فى حفاظ التحالف على بعض مكوناته وهو ما بدى واضحًا عقب انسحاب حزب الوسط والجبهة السلفية وحزب الوطن، والانسحاب الملموس للجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية، وعدم تحقيق أى شيء ملموس على أرض الواقع حتى الآن". فى هذا الإطار، أكد الدكتور يسرى العزباوي، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، أن "كيانات المعارضة ذات التوجه الإسلامى لم تحقق أى إنجازات تذكر على الأرض سوى بيانات مسلوبة التأثير". وأضاف "جماعة الإخوان المسلمين سيطرت على التحالف، وحولته إلى مجرد مسمى آخر لكيان الجماعة، واستخدمته فى توجيه رسائلها للغرب". غير إن الدكتور محمد سودان، المتحدث السابق باسم لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة" رفض اتهام الكيانات المعارضة بأنها لم تقدم شيئًا طوال ما يقارب السنتين، قائلاً: "كلام عار عن الصحة، لو صح ذلك ما توصلت هذه الكيانات لوزارات الخارجية والبرلمانات الغربية. وأكد سودان، أن هناك العديد من السلبيات الموجودة فى الكيانات المعارضة للانقلاب، منها عدم فهم طبيعة العدو، وعدم التعالى عن بعض الصغائر التى تبدد وحدة الهدف، مع اختلاف التربية وتنوع الابتلاءات. وقال مصطفى البدري، عضو المكتب السياسى للجبهة السلفية، إحدى الجبهات المنسحبة من التحالف، إنه "كان ينبغى بعد 3 يوليو تحول التحالف من كيان سياسى إلى كيان ثورى وتسليم القيادة إلى شخصيات صاحبة نفس ثوري". وأوضح، أن "من أسباب فشل الكيانات المعارضة للانقلاب "استمرار التحالف على هذه الحالة التى أضعفته شيئًا فشىء، لكنه بلا شك مازال محتفظًا برمزية قيادته للثورة رغم قصور أدائه عن مواكبة طموحات الشارع". وأشار إلى أن "نفس الخطأ تقريبًا وقع فيه مؤسسو المجلس الثورى المصرى بالخارج، حيث وقع الاختيار على اسم يعبر عن تحرك ثورى فى نفس الوقت الذى تصدر فيه القيادة شخصيات سياسية وهو بالطبع وضع غير ملائم لطبيعة المرحلة التى تتطلب تصعيدًا فى الداخل والخارج". ودعا البدرى قيادات التحالف والمجلس الثوري، إلى أن يضعوا ضمن أجندات اجتماعاتهم كيفية معالجة قصور الفترة الماضية وأن يبحثوا عن وسائل يعيدوا بها الكيانات والشخصيات الثورية التى انسحبت من التحالف والمجلس. بينما يرى أحمد عبد الجواد، رئيس حزب "البديل الحضاري"، أن التحالف حقق أكبر إنجاز على الأرض ولولا دعواته للتظاهر اليومى والإسبوعى لخمدت الثورة المشتعلة على الأرض، موضحًا أن الحراك الثورى والطلابى أهم عوامل عدم استقرار ما وصفه ب"لانقلاب" حتى الآن. وأضاف "لولا التحالف أيضًا لما تحركت الفصائل الأخرى لمعارضة نظام 3 يوليو"، معترفًا في الوقت ذاته بأن الضربات الأمنية والاعتقالات والقتل هى ما ساهمت فى إنهاك قوى التحالف إلى حد ما. وأكد أن "المجلس الثورى نجح فى دوره الذى يهتم بالتواصل مع المنظمات الحقوقية والمحاكم لفضح ممارسات النظام، وبيان القاهرة يرتكز دوره على فضح القرارات الخاطئة التى يمارسها النظام بالداخل وهو ما تسعى لتحقيقه هذه الكيانات بشكل جيد وتحد منها أحيانا الحملات الأمنية". وتابع قائلاً: "فى عهد مبارك كان من يعارض يدخل السجن، وفى عهد مرسى من يعارض يتحول للسوبر ستار، أما فى عهد السيسى فمن يهمس يقتل"، حسب قوله. وبسؤاله عن مدى صحة التطورات التصعيدية التى تحدث عنها بعض قيادات "تحالف دعم الشرعية" على استحياء، أشار عبد الجواد إلى إعادة المجلس الثورى هيكلة تنظيمه وذلك عبر الجمعية العمومية الطارئة الأخيرة التى عقدها المجلس منذ أسبوعين والتى حملت ترتيب الأوراق من جديد. بدوره، استنكر الدكتور عمرو عادل، القيادى بحزب الوسط، الاتهامات الموجهة للكيانات الرافضة للانقلاب بأنها لم تنجز شيئًا على أرض الواقع قائلاً: "لو كان هذا صحيحًا فلماذا هناك عشرات الآلاف من الشهداء والمعتقلين ولماذا هناك مثلهم مطاردون خارج مصر والآلاف تمت مصادرة أموالهم ؟ وأكد عادل، وجود تأثير إيجابى لهذه الكيانات الممثلة فى تحالف دعم الشرعية والمجلس الثورى المصري، والبرلمان المصري، موضحًا أن جزءًا من هذه الأهداف قد تحقق بالفعل وهو استمرار حالة المقاومة واستمرار الوعى بالوضع المصري- حسب قوله. وأشار إلى أن هناك إخفاقات نتيجة أمور متعددة، ولكن لا أحد ينكر الإنجازات كما أن النظام لن يفعل ذلك مع قوى مستكينة ولكنه يدرك أنها قوى فاعلة تطور نفسها. وساق عادل أمثلة على إنجازات التحالف منها "بقاء واستمرار حالة المد الثوري، كما أن الأمور تتصاعد فى لحظة معينة لم تأت بعد". وفى محاولة ل "تحالف دعم الشرعية" لتدارك الأزمات قبل تفاقمها دعا التحالف الأحزاب التى انسحبت منه للاصطفاف الوطنى لاستكمال مسيرة الثورة، جاء ذلك ردًا على ما تم ذكره من اتهامات ذكرت أعلاه. وقال، إنه فى ظل حرص التحالف على الوصول لحالة الاصطفاف الوطنى المنشودة فإنه يتوجه بالدعوة إلى رفقاء الثورة وشركاء التضحية (حزب الوسط - حزب الوطن - الجبهة السلفية - حزب الاستقلال) وكل الثوار الأحرار باستكمال مسيرة الثورة التى بدأوها معا صفا واحدا، مضيفًا أن الاجتماع قوة والتفرق ضعف" وهم الذين رفعوا لواءها وبذلوا التضحيات فى سبيلها".