أعرب قضاة وفقهاء دستوريون عن استيائهم لتبرئة الإعلامي أحمد موسى من سب وقذف الدكتور أسامة الغزالي حرب، مؤكدين أن الطريق أصبح مفتوحًا لقنوات ورجال مبارك للتشفي والكيل لكل من عارضهم. قال المستشار عماد أبو هاشم، عضو المكتب التنفيذي لحركة قضاة من أجل مصر، إن تبرئة أحمد موسى بمثابة براءةٍ يمنحها متهم لمتهمٍ آخر، فالقضاء متهم مشكوك في نزاهته وحياده، فإن أضحى القضاء عاجزًا عن تبرئة نفسه من تهم الفساد والخيانة والتآمر فكيف له أن يبرئ غيره؟ مضيفًا "أن فاقد الشيء لا يعطيه". وأضاف أبو هاشم: كان أولى بالقضاء أن يدافع عن نفسه كمتهمٍ تصدر كل يوم ضده أحكامٌ بالإدانة من كل أنظمة القضاء في العالم، وآخر حكم بإدانته كان رفض القضاء الألماني تسليم أحمد منصور مذيع قناة الجزيرة إلى الدولة المصرية التي وجهت إلى الإنتربول مذكرة بتوقيفه، وذلك لعدم الثقة في القضاء المصري. وتساءل: أين كانت النيابة العامة وهى أحد أجهزة القضاء في الدولة والمنوط بها تنفيذ الأحكام الصادرة بعقوبات جنائية واجبة التنفيذ عندما كان أحمد موسى يخرج لسانه للقانون ويقدم برامجه فى المكان والزمان المعتادين دون أن يجرؤ أحد على المساس به؟ وأين كانت عندما سافر إلى ألمانيا مع السيسى؟ لماذا لم تمنعه من السفر وتلقى القبض عليه؟ أو تضعه على قائمة المترقب وصولهم، الأمر برمته لا يعدو أن يكون "قرصة ودن" لأحمد موسى لإفراطه في التطبيل لمبارك والثناء عليه، بالطبع أحمد موسى قدم فروض الولاء والطاعة وطلب الرضا والغفران من الأسياد حتى سامحوه. واستكمل أبو هاشم: "أولى بالدولة المصرية قبل أن تطلب من دول العالم تنفيذ أحكامها المعيبة ضد خصومها السياسيين فى الخارج أن تنفذ أحكام القضاء التي تمس مصالح الناس في الداخل، فهناك مئات الألوف من الأحكام التي تسقط بالتقادم لعدم تنفيذها". من جهته، قال الدكتور محمد نور فرحات، الفقيه الدستوري وأستاذ القانون بجامعة الزقازيق إن براءة أحمد موسى من تهمة السب والقذف، تعني "أنه لا جريمة وأنه ليس هناك قصد، أو أن المتهم لم يرتكب فعلاً يعاقب عليه"، موضحا: "من له حق الطعن على الحكم هي النيابة العامة، ولا أظن أن النيابة العامة ستطعن". وأضاف مستنكرًا :" قالها أحمد موسى في إحدى حلقاته: انتظروا وسترون من يضحك أخيرا يضحك كثيرا، أحمد موسى حكيم مصر"، مؤكدًا أن الطريق أصبح مفتوحا لقنوات ورجال النظام السابق للتشفي والكيل لكل من عارضهم". وأردف فرحات قائلا: "أعجب ممن يندهش أو يصدم لبراءة موسى ولا يندهش أو يصدم لبراءة مبارك والعادلى ورجالهما، المجد للأمن ورجال الأمن". كما أبدى الملحن عزيز الشافعي، استياءه من خبر براءة الإعلامي أحمد موسى، من تهمة سب الدكتور أسامة الغزالي حرب. وقال الشافعي: "براءة موسى مش هي المشكلة بالنسبة لي، رغم إنها صدمة، المشكلة هي كيفية تعامل الدولة معاه وكأنه فوق القانون طول الفترة اللي فاتت.. عيب عليكم". وقضت محكمة شمال القاهرة بالعباسية، الثلاثاء، ببراءة الإعلامي أحمد موسى، من سب وقذف الدكتور أسامة الغزالي حرب وقبول الطعن، خلال برنامجه المذاع على شاشة قناة "صدى البلد". وجاء حكم المحكمة كالتالي: "قبول الطعن المقُدم من المتهم شكلاً وموضوعًا، وبراءة المتهم من التهم المنسوبة إليه وإلزام المدعي بالحق المدني بالمصاريف".