كذب حسن البغدادى صديق الشاب بهاء السنوسى، عضو ائتلاف شباب الثورة وحزب التيار المصرى، الذى قتل أمام مديرية امن الإسكندرية فى الأسبوع الماضى رواية شاهدى النفى اللذين قالا: إنه قتل بنيران أطلقتها سيدتان كانتا ضمن المتظاهرين. وقال البغدادى الذى كان متواجدًا لحظة استشهاد السنوسى، إن شهود النفى فى القضية أحدهما عضو فى "الجماعة الإسلامية" يدعى سمير الشرقاوى، وكان يعمل سائقًا لدى كرم زهدى، والآخر يدعى إبراهيم وينتمى إلى التيار السلفى، شهدا بأن كان هناك سيدتان إحداهما تدعى مريم والأخرى تدعى سيدة هما من أطلقتا النار على بهاء وكانتا يحرضتان ضد المتظاهرين. وأكد البغدادى أن الشاهدين لم يكونا موجدين وقت الحادث أمام المديرية, وأشار إلى أنه حين سأل الدكتور ناجح إبراهيم منظّر "الجماعة الإسلامية" بالإسكندرية، قال له "هذا الشخص (سمير الشرقاوى) سيئ السمعة ويعمل مع الأمن ولا علاقة له بالجماعة الإسلامية، وكذلك الدعوة السلفية قالت إن شاهد النفى الثانى (إبراهيم) يعمل مرشدًا مع الأمن". جاء ذلك خلال جلسة الاستماع لشهود العيان وأهالى الشهيد بهاء السنوسى بمركز الشهاب لحقوق الإنسان. وصدق الشاهد الثانى محمد بشندى (السلفى) على شهادة البغدادى، مؤكدًا معرفته الشخصية بشاهدى النفى، وأنهما بالفعل لم يكونا موجودين فى موقع الحادث. وأضاف أن الأمن المركزى كان متواجدًا بكثافة فى شرفات المديرية، وحين تعالت هتافات المتظاهرين الحجارة على المتظاهرين، وأوضح أنه رأى نقيب فى مديرية الأمن ورأى مقذوفات وهى تلقى على المتظاهرين. وتابع: عند الساعة العاشرة توجهنا إلى مديرية الأمن، وانضم إلينا بهاء فى الحادية عشرة بعد أن أنهى عمله، وكانت كل مهمته التصوير وتوثيق المظاهرة لأنه مدير صفحة الحزب على موقع "الفيس بوك". وأوضح البغدادى أن الهتافات كانت سلمية أمام المديرية، وأنه عند الساعة الثانية عشرة إلا ثلثًا تصاعدت الهتافات ضد الداخلية، فوجدنا أنوار مديرية الأمن جميعها انطفأت وبدأوا بإطلاق أعيرة نارية، ومنها الطلق الذى أصاب بهاء. وواصل البغدادى شهادته قائلًا: بعد ذلك قام الأمن المركزى بإطلاق قنابل الغازل المسيل للدموع والرصاص المطاطى، وسادت بعدها حالة من الفوضى بين المتظاهرين، وحاول بعض الأفراد قذف المديرية بالطوب فألقى علينا جنود الأمن المركزى من فوق سطح المديرية وابلًا من الحجارة والطوب، ثم الهجوم علينا بشكل عنيف جدًا. وأكد البغدادى أن بهاء كان يقف بعيدًا عن المديرية بحوالى 20 مترًا، وأنه كل مهمته كانت تنحصر فى تصوير وتوثيق المظاهرة، وبعد استشهاده تم نقله عن طريق موتوسيكل إلى المستشفى الميرى، وبعدها نقل إلى مرفق الإسعاف ليلفظ أنفاسه الأخيرة. وقال البغدادى إنه داخل المشرحة قمنا بتصويره حتى لا يتم التلاعب بتقرير الطب الشرعى. وأشار عبد الله السنوسى ابن عم الشهيد إلى أن تقرير المسعف الذى نقل بهاء، قال إنه مصاب بطلق نارى فى الرأس. وأعلن المحامى خلف بيومى مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، أنه سيتبنى قضية بهاء السنوسى، وقضية شريف عبدالمنعم الشاب الثانى الذى قتل برصا الأمن. وطالب بيومى بإقالة خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية، كما طالب المجلس العسكرى بسرعة تشكيل حكومة إنقاذ وطنى حتى تستقر الأمور فى البلاد، والاعتذار عن مقتل المتظاهرين، وتحمل تكاليف علاج جميع المصابين جراء هذه الأحداث. وعرض بيومى خلال اللقاء بعض فوارغ الطلقات التى كان يستعملها الأمن ضد المتظاهرين، وأيضًا قنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع، موضحًا أن هذه القنابل تستورد من أمريكا وإسرائيل، وأنها منتهية الصلاحية. وكان المئات من أهالى الإسكندرية قد شيعوا جنازة الشهيد الثانى الذى قتل فى الأحداث أمام لمديرية أمن الإسكندرية المهندس سامى شريف عبدالحميد، ولم تستغرق الجنازة سوى ربع ساعة، تخللها هتافات للنشطاء ضد الداخلية ومدير أمن الإسكندرية. وقال ياسر العصار محامى أسرة الشهيد وابن عمه إنهم لن يتركوا حق الشهيد لأنه لم يكن له ذنب، وأنهم ينتظرون التقرير النهائى للطب الشرعى، خاصة أن التقرير الذى كان معدًا سلفًا يحدد الوفاة بأنها طبيعية على الرغم من إصابته بطلق فى الرأس. وأكدا أنهم لن يتنازلوا عن القضايا المرفوعة ضد المشير ووزير الداخلية ومدير الأمن لأنهم مسئولون بشكل مباشر عما حدث من قذف عشوائى على الآمنين والعزل.