سرقة أعضاء.. وإهمال طبي ومضاعفات خطيرة تسبب الوفاة
أهالى الضحايا: طبيب قتل 200 مريض فى عمليات محرمة دوليًا.. ومازال يمارس عمله.. والطبيب المتهم: «بنقدملهم خدمة ببلاش وعدد الوفيات محدود»
"الخارج مولود والداخل مفقود"، أصبح هذا هو الشعار الذي يرفعه مستشفى أحمد ماهر التعليمى بالسيدة زينب، في ظل كارثة طبية وإنسانية راح ضحيتها العشرات من المرضى على يد طبيب جراحة يدعى عصام عبد الجليل رئيس قسم الجراحة بالمستشفى، بعد أن تقدم ذوو الضحايا بشكاوى حملوا فيها المسئولية عن وفاة بعضهم ومنهم من ينتظر، بسبب الإهمال الطبى الجسيم والذى أودى بحياة العشرات من المواطنين على يد الطبيب الذى وصفه أهل المتوفين ب"جزار الموت". أهالى الضحايا لم يتركوا بابًا إلا وطرقوه، حيث قاموا بتحرير محضر 2450 سنة 2014 قسم الدرب الأحمر، إلى جانب تقديم شكوى لنقابة الأطباء حملت رقم 1804 وبلاغ للنائب العام 20308 وشكوى لوزير الصحة حملت رقم وزير الصحة 1424. البداية.. أميرة حسن عبد القادر خليل، قصة عناء طويل قبل أن تنتقل إلى الرفيق الأعلى، حيث تروى أختها الدكتورة نجوى قصتها، قائلة: "احتجزت أختى بقسم جراحه (أ) عنبر رقم (1) بمستشفى أحمد ماهر، أجرى الدكتور عصام عبد الجليل عملية تحويل مسار معدة بعد عملية "تدبيس معدة" معقدة بتاريخ 15 أغسطس 2014 دون إطلاع المريضة أو ذويها على خطورة العملية أو الموافقة على إجراء العملية بهذه الخطورة، وذلك بدعوى أنها عملية متطورة جدًا دون الكشف عن اسم العملية، وأثناء العملية حدثت مضاعفات، فى المعدة والأمعاء، بحسب التقارير الطبية، فقام بإخراجها من العملية وبها درنقة وقسطرة وتركها لمدة 11 يومًا بعد إجراء هذه الجراحة الخطيرة بدون أى تغذية من أى نوع فحدث نقص حاد فى البروتين ونسبة البروتين "الألبومين"، ما أدى إلى فتح الجرح كاملاً حتى الأمعاء وعدوى شديدة فى الجرح. وأضافت ل "المصريون": الأطباء بالمستشفى تركوا الجرح مفتوحًا فترة كبيرة، الأمر الذى أدى إلى حدوث عدوى فى الدم وتسمم دموى، وتم رفض دخولها للعناية المركزية رغم حالتها الخطيرة بدعوى عدم وجود مكان بالعنابر. وتابعت: "تم تركيب قسطرة وريد مركزية للمريضة فى العنبر وخياطة الدرنقة والقسطرة المركزية بدون وضع بنج موضعى، حيث تركت المريضة فى العنبر بتلك القسطرة مع العلم الشديد بخطورة التعامل مع هذه القسطرة لأنها تصل مباشرة إلى القلب، وقد كانت الكارثة وتركت الممرضة القسطرة مفتوحة، وأدت إلى نزيف المريضة وتدهور حالتها الصحية، تقدمت لتحرير محضر بقسم الدرب الأحمر تحت رقم "2450" بتاريخ 3\9\2014، بعد رفض إثبات الواقعة من قبل إدارة المستشفى وتوجيه السباب لنا، إلى جانب رفض نقل المريضة إلى مستشفى جامعة الأزهر، وتم إجبارها على الخروج من المستشفى رغم حالتها الحرجة، وتم التوجه بها إلى العديد من المستشفيات حتى انتهت الرحلة بمستشفى جامعة طنطا لتلقى أميرة ربها فى ال 17 من إبريل من العام الجارى بعد إصابتها بتسمم فى الدم وفشل فى الكبد والمخ والرئة نتيجة سوء التغذية والترجيع المتواصل، نتيجة إهمال الأطباء فى مستشفى أحمد ماهر وتحديدًا الدكتور عصام عبد الجليل، رئيس قسم الجراحة. أنا وأختي.. وكشفت نجوى، أنها أجرت العملية ذاتها على يد الدكتور عصام عد الجليل إلا أنها مازالت تعانى من تبعات العملية والتى تم تحريمها دوليًا لضررها الكبير على المرضى وارتفاع نسبة الوفاة بها، مشيرة إلى أنها فصلت من عملها فى وزارة الصحة بسبب تغيبها عن العمل جراء تدهور حالتها الصحية بعد العملية الجراحية. وناشدت نجوى، الرئيس السيسى التدخل لمعاقبة الطبيب المتسبب فى وفاة 200 مريض فى عمليات محرمة دوليًا ووقفه عن العمل لعدم زيادة عدد المرضى المتوفين نتيجة العملية.
ياسمين.. الضحية الجديدة، ياسمين، دخلت لإجراء عملية "تدبيس معدة" الثلاثاء 24 يونيو فى مستشفى أحمد ماهر، وخرجت من المستشفى فى اليوم التالي، ولكن تدهورت حالتها بشكل كبير، بعد ساعات من الخروج حيث أصيبت بضيق فى التنفس وبرودة شديدة بالجسم، وتم نقلها إلى المستشفى مرة أخرى لتدخل العناية المركزة ويتبين تأثر الكبد لتتوفى صباح الجمعة 27 يونيو 2014.
معاناة هناء.. يقول رائيف فرج عبدالفتاح، "ذهبت بزوجتى هناء رجب إبراهيم، للدكتور عصام عبدالجليل رئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى أحمد ماهر فى عيادته، لأجل التخسيس إلا أنه أقنعنا بإجراء عملية تدبيس معدة وحدد ميعاد 28 فبراير من العام الجارى بالمستشفى، وتم إجراء العملية بالفعل إلا أن حالتها تدهورت سريعًا بعد حجزها بالمستشفى لمدة أسبوع تم منعها من تناول الطعام والشراب، وبعد ذلك تم السماح لها بالخروج رغم عدم تحسن حالتها". وأضاف: "وذهبت بها إلى العيادة الخاصة بالدكتور عصام عبد الجليل، لمتابعة الحالة بعد أسبوع من الخروج من المستشفى وتدهور حالتها، حيث أمرنا بالتوجه بها فورًا إلى مستشفى أحمد ماهر وتم حجزها هناك لمدة 35 يومًا، ومن ثم تم نقلها إلى العناية المركزة لتخرج بعد 4 أيام جثة هامدة، وقمت بتحرير محضر بقسم شرطة الدرب الأحمر وتم عرضنا على النيابة العامة والتى أمرت بتشريح الجثة يوم الجمعة الموافق 10/4 /2015م وننتظر نتيجة التشريح الآن". وفاة حورية وسرقة طحالها.. تقدمت هبة سمير، ببلاغ لوزير الصحة ضد الدكتور عصام عبدالجليل رئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى أحمد ماهر، بتهمة سرقة طحال والدتها المتوفاة حورية أحمد محمود قمر، وذلك أثناء إجراء عملية فك تدبيس المعدة والتى أجراها لها سابقًا. وأرفقت صورة من تقرير طبى بالمجمع الطبى للقوات المسلحة بكوبرى القبة، شخص حالتها بمضاعفات نتيجة إجراء عملية تدبيس المعدة، وأثبت التقرير إزالة الطحال من المريضة، وتوفيت المريضة فى ال 15 من أكتوبر عام 2014. وقام محرر "المصريون" بزيارة المستشفى، ورفض مديره إجراء المقابلة وطلب الحصول على تصريح من مستشار وزير الصحة، كما رفض مقابلتنا للدكتور عصام عبدالجليل أو إعطائنا رقم هاتفه للتواصل معه.
الصحة: وفاة 200 نسبة لا تذكر.. وسنوقف عمليات التجميل حال ثبوت أى مخالفة وأكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة، فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الوزارة أحالت الدكتور عصام عبد الجليل رئيس قسم الجراحة العامة بمستشفى أحمد ماهر، للتحقيق وتم إرسال لجنة خبراء من الوزارة لإجراء تحقيق موسع حول وقائع إجراء عمليات تدبيس المعدة. وتابع: "النسبة العالمية لعمليات تدبيس المعدة وفاة حالة واحدة لكل 100 حالة وإذا ثبت وجود أى مخالفة لهذه النسب سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الطبيب ووقف إجراء عمليات التجميل بالمستشفي"، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أن عمليات تدبيس المعدة ليست محرمة دوليًا كما يزعم أهالى الضحايا. وأضاف المتحدث باسم وزارة الصحة، فى تصريحات سابقة، أن المحاضر التى تم تحريرها ضد الدكتور عصام عبد الجليل من قبل أهالى المتوفين تم حفظها، قائلًا: "200 حالة وفاة بمستشفى أحمد ماهر هى نسبة لا تذكر مقارنة بقيام الأطباء بعمل 2000 عملية تجميل". رد الدكتور عصام.. تمكنت "المصريون" من الوصول إلى الدكتور عصام عبدالجليل رئيس قسم الجراحة بمستشفى أحمد ماهر، والذى قال: "نقوم بإجراء 1000 عملية تدبيس معدة كل 9 أشهر، ونسبة الوفاة 3حالات فقط وهو أمر طبيعى كما أننا نقدم خدمة ببلاش للناس وبنقولهم متخافوش دى نسبة طبيعية". ورفض عصام، التعليق على شكاوى الأهالى بارتفاع نسبة الوفيات جراء عمليات تدبيس المعدة، مشيرًا إلى أن إدارة مستشفى أحمد ماهر لديها كشوف بالحالات المتوفاة وسيتم عرضها على اللجنة المختصة من وزارة الصحة.
