قال شوقي علام، مفتي الجمهورية، إنه لا يمكن أن تحدث نهضة حقيقية في دولة ما، وقد همش بعض عناصرها نتيجة اختلاف في العرق أو اللون أو الدين أو أي عامل آخر من عوامل الفرقة والطائفية. أضاف المفتي في مقال معنون ب"الفتنة الطائفية وتفتيت وحدة الأمة"، نشر في جريدة المصري اليوم، أن الإسلام قد امتن على البشرية بأن الله - تعالى - قد خلقها ليس على نمط واحد، بل على أنماط وأشكال وأفكار متعددة (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فسبحان الله الذي ينبهنا إلى أن الاختلاف مدعاة للتعارف لا للتناكر، وللتقارب لا للتدابر، وللتعاون لا للفرقة والاحتراب". وأكمل علام أن الاختلاف في الكون وفى الخلق سنة الله ولو شاء لجعل الناس أمة واحدة وملة واحدة ودينا واحدا ولونا واحدا لكن شاءت حكمة الله - تعالى - أن تسير قوانين الكون والحياة على غير ذلك التوحد، بل أن تسير على نمط من التنوع والاختلاف في كل شىء ليختبر الله، فذو اللون الأبيض يعتقد أنه مفضل على ذي اللون الأسود. وتابع أن "وإذا نظرنا إلى الطرح الذي تطرحه الجماعات الإرهابية المعاصرة بحق غير المسلمين، بل بحق المسلمين المختلفين معهم في الرأي الذي يكون في أغلب الأحيان من قبيل الفروع الخلافية السائغة نرى أنه متناقض تماما مع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي تدعو إلى السلام والتعايش والأمان بين أبناء الأمة الواحدة، وإن كانوا على اختلاف في العقيدة والدين، وإن سيف التكفير والقتل الذي يرفعه هؤلاء الطائفيون - وهو أقرب وسيلة لديهم للتعامل مع الاختلاف العقدي والفقهي - يخالف هدى المصطفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أول ما نزل إلى المدينة كتب وثيقته المشهورة للتعايش بين أهل المدينة، على اختلاف أنواعهم وأفكارهم وعقائدهم". واختتم المفتي مقاله بالقول "لقد دمرت الطائفية دولا بأكملها، ومزقت أهلها شيعا، وقد كان هذا قريبا منا مرادا لنا، لولا أن منَّ الله علينا بيقظة شعب مصر جميعا مسلمين ومسيحيين، حيث وقفوا صفا واحدا أمام من يريد لهم شق الصف والفرقة والفتنة والاقتتال والحرب الأهلية الطائفية التي لا تبقى ولا تذر، فحيا الله هذا الشعب الحضارى الكريم ولا فض الله وحدته ولا نقض غزله ولا مكن عدوا منه. اللهم آمين".