انتقدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية صمت الغرب إزاء ما سمته "القمع", الذي تشهده مصر, والذي وصفته بأنه أسوأ بكثير مما كان يحدث في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن "مصر دخلت في فترة قمع ضد المعارضين لم تشهدها من قبل, حيث بات القتل والاعتقال والتعذيب أمرا شائعا في البلاد, على حد قولها. ونقلت الصحيفة عن جو ستورك، نائب مدير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان قوله في 10 يونيو :"إن السلطات الحالية في مصر تتبع نهجا قمعيا لم تشهده البلاد من قبل, بزعم محاربة الإرهاب والسعي لتحقيق عن الاستقرار". وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية ذكرت أيضا أن إدارة الرئيس باراك أوباما أبلغت الكونجرس الأمريكي سرا بأن مصر تشهد انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان. وأضافت الصحيفة في تقرير لها أن إدارة أوباما قدمت سرا للكونجرس في 11 مايو الماضي تقريرا "يؤكد أن مصر تشهد حاليا انتهاكات تعسفية واسعة تبعد البلاد عن الديمقراطية, حيث تعتقل آلاف المعارضين, بالإضافة إلى إفلات المسئولين عن الانتهاكات من العقاب". وتابعت الصحيفة في 8 يونيو أن هذا التقرير, يعكس التناقض في السياسة الأمريكية, لأنه جاء بعد استئناف المساعدات الأمريكية لمصر, ويعيد للأذهان دعم واشنطن للرئيس المصري المخلوع حسني مبارك, رغم الاستبداد في عهده, ومن ثم التحول ضده في أعقاب ثورة يناير. وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان, ومقرها نيويورك, أدانت ما سمتها "الانتهاكات السافرة" لحقوق الإنسان خلال السنة الأولى من حكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيرة إلى "الإفلات شبه الكامل من العقوبة لقوات الشرطة", على حد قولها. وأكدت المنظمة في تقرير لها في 8 يونيو عدم محاسبة المسئولين عن "القتل الجماعي للمتظاهرين"، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، واتهمت النظام الحالي في مصر بضمان هذا الإفلات من العقاب. وأدانت المنظمة إصدار "سلسلة من القوانين المقيدة للغاية للحقوق المدنية والسياسية", وأشارت إلى قانون التظاهر المثير للجدل الذي تم بموجبه حبس عشرات من النشطاء الشبان بينهم مشاركون بارزون في ثورة 25 يناير 2011. وأضافت "هيومان رايتس ووتش" أن النظام الحالي في مصر "يتصرف كما لو كانت إعادة الاستقرار تتطلب جرعة قمع غير مسبوقة, لكن العلاج على وشك أن يقتل المريض".