كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أن التقرير الذي قدمته إدارة الرئيس أوباما للكونجرس فيما يتعلق بمصر في 11 مايو الماضي يشير إلى أن مصر تنحرف عن الديمقراطية، وتكمم الأفواه، وتعتقل الآلاف لمعارضتهم السياسية، وتفشل في محاسبة قوات الأمن لقيامها ب"حالات قتل تعسفية غير قانونية". وقال تقرير لديفيد كيركباتريك أن هناك تغير في نظرة واشنطن المحرجة لمصر، ابتداء من دعم مبارك، ثم تأييد الإطاحة به، والآن تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى محاولة تحسين العلاقة مع السيسي، بالرغم من التقارير حول قمع الحكومة للمعارضة.
وأشار التقرير إلى أن الإدارة توصلت إلى نتيجة في تقرير الكونجرس، وهي أن مصر أكثر أهمية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي من أن تجمد المساعدات البالغة 1.5 مليار دولار في العام، والجزء الأكبر منها عسكرية.
ونقلت الصحيفة، حسبما ذكر موقع عربي 21، عن محمد لطفي، وهو ناشط حقوقي أوقف الأسبوع الماضي في مطار القاهرة لمنعه من السفر إلى ألمانيا خلال زيارة السيسي لها، قوله: "إن أمريكا ترتكب الخطأ ذاته، الذي ارتكبته عندما كانت تؤيد مبارك"، مضيفا أن السيسي بسحقه للأمل في تغيير سياسي ديمقراطي "يخلق جيلا جديدا من الإرهابيين، ويصدرهم إلى سوريا والعراق"، ويرى أن أمريكا أضرت بسمعتها في المنطقة "بمناقضتها لقيمها، أو على الأقل القيم التي تحاول تصديرها من خلال الخطب".
وينقل كيركباتريك عن محامي حقوق الإنسان البارز نجاد البرعي، قوله إنه يتوقع أن يعتقل أيضا بعد أن تم استدعاؤه ثلاث مرات في الأيام الأخيرة للتحقيق معه، حول معارضته للتعذيب، وعمله السابق مع لجان حقوق الإنسان.
ويضيف البرعي للصحيفة: " أعتقد أنهم يريدون الانتقام مني؛ بسبب أنشطتي السابقة، وأتوقع أن يكون الصيف القادم صعبا".
وتورد الصحيفة قول مقدمة البرامج السابقة على قناة "أون تي في"، التي فقدت برنامجها منذ فترة قصيرة ريم مجيد، قولها إن الإدارة أخبرتها أن هناك ضغوطا من الحكومة والمخابرات عليها لإلغاء البرنامج.
وينوه التقرير إلى اتهام مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومان رايتس ووتش" سارة لي ويتسون، إدارة أوباما بأنها تغض الطرف عن انتهاكات لحقوق الإنسان، مع أن "قائمة الانتهاكات التي تعترف بها مذكرة الحكومة تحتوي على أسوأ الاعتداءات على حقوق الإنسان".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول التقرير الحكومي: "لم تقم الحكومة بمساءلة أي شخص أو هيئة حكومية، حول العنف الذي صاحب عمليات فض الاعتصام، ويبقى الإفلات من العقاب مشكلة خطيرة".