أذكر الواقعة التالية، التي أوردتها صحيفة "القدس العربي" يوم أمس 9/6/2015، ليس من قبيل التسلية لطرافتها، وإنما لدلالتها المهمة، على أن الأجيال الجديدة من الإسلاميين، ليسوا على ذات "الدروشة" التي كان عليها التيار الإسلامي منذ ثلاثة عقود مضت.. كما أن التنظيمات الدينية المسلحة، تطورت كثيرًا، على نحو قد يفوق قدرات جيوش وأجهزة أمنية واستخباراتية عربية وأجنبية.. وهي الدلالة التي تشير إلى أن ثمة خطرًا حقيقيًا على مستقبل "الدولة" أية دولة وتراجعها أمام تنامي ظاهرة الميليشيات، حال ظلت الأجهزة الأمنية في مصر، تعمل على ذات طريقة فيلم "إسماعيل يس في البوليس".. تقول الواقعة بحسب القدس العربي: "أوقع مؤيدون لتنظيم الدولة الإسلامية ميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية في مقلب إعلامي طريف بعد اختراعهم لمعركة وهمية أطلقوا عليها تسمية «الشجوة» وزعموا أنها في محافظة الأنبار. وقد سارع الإعلام الشيعي للترويج لأخبار الانتصارات المتحققة في المنطقة التي لا وجود لها أصلاً على أرض الواقع. وتناقل مؤيدون لتنظيم «الدولة الإسلامية» على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارًا وهمية عن وجود منطقة تسمى قضاء الشجوة في محافظة الأنبار، وروجوا لأخبار تفيد بتحقيق ميليشيات الحشد الشعبي لانتصارات وتقدم فيها على حساب مقاتلي تنظيم «الدولة»، فيما سارعت فصائل شيعية إلى تبني المعارك الدائرة في هذه المنطقة، وذهب فصيل سرايا عاشوراء إلى التصريح بأنه فرض سيطرته وبشكل كامل على المنطقة، بعد طرده لعناصر التنظيم الإرهابي من المنطقة، على حد وصفه. وتسابقت الصفحات الشيعية على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر على نشر الأنباء العاجلة الواردة من قضاء الشجوة في الأنبار مع تداول صور تظهر حجم الخسائر التي تكبدها تنظيم الدولة، في وقت أعلنت صفحة «الإعلام الحربي» عن انفرادها بنشر صورة رفع العلم العراقي فوق مبنى الحكومة المحلية لقضاء الشجوة. وأوضح النشطاء الذين خططوا لهذه الحيلة أنهم كانوا يهدفون لتعريف الجمهور بحجم الأكاذيب والإشاعات التي تروج لها المنظومة الإعلامية المرتبطة بالميليشيات الشيعية، والتي انطلت عليها الحيلة، وأخذت تنقل صورة ومقاطع فيديو وخرائط تقول إنها خاصة بمنطقة الشجوة التي تم تحريرها بشكل كامل من سيطرة تنظيم الدولة. وأضاف النشطاء أنه تم اكتشاف الحيلة بعد مرور عدة أيام من الترويج للمعركة؛ حيث كلفت قناة فضائية شيعية مجموعة من مراسليها بالبحث عن مصدر، أو شاهد، أو أي مقاتل من أجل إجراء اتصال مباشر معه من أرض المعركة المفترضة ولكن جميع الأجوبة التي أوردتها كانت تؤكد عدم وجود مثل هذه المنطقة أو المعركة، وأن تسميتها بالشجوة جاءت من أداة تراثية قديمة لحفظ حليب الأبقار، وكان القصد منها هو السخرية التي تحققت على نطاق واسع وتم نشرها بهاشتاج # معركة_الشجوة على موقع تويتر. وتأتي هذه الحادثة بعد أيام من ترويج قناة شيعية لشريط مصور قالت إنه لكتائب حزب الله في العراق وهم يقتادون المئات من أسرى تنظيم الدولة الذين تم القبض عليهم في معركة على مشارف مدينة الرمادي جنوببغداد، فيما أكد ذوو المعتقلين الظاهرين في الشريط أنهم من المدنيين وتم أخذهم من منازلهم في منطقة الجلام بمحافظة صلاح الدين شمال بغداد. وكان مجلس الوزراء العراقي قد خصص، مطلع العام الحالي، ميزانية مالية مستقلة لغرض الإنفاق على ميليشيات الحشد الشعبي، وذهب جزء منها إلى تأسيس منظومة إعلامية متكاملة تختص بنقل أخبار ويوميات المعارك التي تخوضها فصائل الحشد ضد مقاتلي تنظيم «الدولة»- انتهت. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.