ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية أن سقوط مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار في غرب العراق بأيدي تنظيم الدولة "داعش", معناه أن الجيش العراقي سيواصل انهياره وستحل مكانه في المقدمة اليمليشيات الطائفية. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 27 مايو أن مدى التردي الذي وصلت إليه الحرب الأهلية في العراق في خروجها عن السيطرة يتجسد في أن معركة القوات العراقية لاستعادة السيطرة على الأنبار أطلق عليها عبارة "لبيك يا حسين", وقالت إن معنى ذلك أن الحرب في الأنبار الآن طائفية بشكل سافر لأن "يا حسين" نداء تبجيل وحداد على الإمام الحسين عند الشيعة. وأشارت إلى أن سقوط الرمادي بأيدي تنظيم الدولة أربك الإدارة الأمريكية وكشف أيضا المزاعم الكاذبة من واشنطن وبغداد بأن مسلحي التنظيم تم دحرهم في الأنبار ومناطق أخرى بالعراق. وكانت مصادر عسكرية عراقية كشفت ل"الجزيرة" في 27 مايو عن مقتل 80 على الأقل من الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي وإصابة العشرات في هجمات "انتحارية" قرب الفلوجة بمحافظة الأنبار, مضيفة أن تنظيم الدولة يتقدم بمناطق قرب الفلوجة، في وقت تؤكد القوات العراقية والمليشيات الشيعية تقدمها قرب الرمادي وشرق الأنبار في عملية تحمل اسم "لبيك يا حسين", انطلقت في 26 مايو لاستعادة الرمادي من "داعش" . وأضافت المصادر ذاتها أن تنظيم الدولة سيطر على ناظم التقسيم ومعبر الشيحة شمال شرق الفلوجة بتفجير ثلاث عربات عسكرية ملغمة، أعقبته معارك عنيفة انتهت بهروب الجيش العراقي والميليشيات إلى ناظم الثرثار القريب من المنطقة، وأن التنظيم يتقدم في تلك المناطق. ومن جانبه, انتقد زعيم التيار الصدري الشيعي في العراق مقتدى الصدر إطلاق تسمية "لبيك يا حسين" على العملية العسكرية التي أعلنتها ميليشيات الحشد الشعبي ضد تنظيم الدولة بهدف السيطرة على محافظتي صلاح الدين (شمال) والأنبار (غرب)، دون أن ينتقد العملية ذاتها. وقال الصدر في بيان له في 27 مايو إن "مثل تلك التسمية سيساء فهمها لا محالة، ولذا يجب على كل محب للوطن ونابذ للطائفية عدم الاعتراف بتلك التسميات"، داعيا إلى أن "تكون التسمية لبيك يا صلاح الدين أو لبيك يا أنبار". ورأى الصدر في بيانه أن الاستمرار في استخدام مثل هذه التسميات "سيؤجج المواقف ويكون ماحياً للانتصارات"، مشيرا إلى أنه سمع أن تلك التسمية ليست رسمية وأن الحكومة رفضتها. وكان المتحدث باسم ميليشيات الحشد الشعبي أحمد الأسدي أعلن في 26 مايو في مؤتمر صحفي بثه التليفزيون العراقي أن قوات الحشد ستقود العمليات التي أطلق عليها شعار "لبيك يا حسين" بالتنسيق مع القوات المسلحة العراقية، وذلك بهدف السيطرة على مناطق شمالي وجنوبي تكريت بمحافظة صلاح الدين وصولا إلى الأنبار. وانتقدت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إطلاق اسم "لبيك يا حسين" على العملية، حيث قال المتحدث باسم البنتاجون العقيد ستيفن وارن :"أعتقد أن هذا لا يساعد.. لقد قلت دائما إن مفتاح النصر، مفتاح طرد تنظيم الدولة من العراق، هو عراق موحد، يرمي انقساماته المجتمعية، ويتوحد ضد التهديد المشترك". يذكر أن ميليشيات الحشد الشعبي تشكلت بعد صدور فتوى للمرجع الشيعي علي السيستاني تدعو للجهاد ضد تنظيم الدولة العام الماضي، وهي تضم فصائل شيعية كانت موجودة سابقا، مثل فيلق بدر وعصائب الحق وسرايا السلام