قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك في مقال له اليوم السبت "ان الربيع العربي منح تركيا صوتا ، فلا تحاول الاستخفاف به"، مشيرا الى ان أنقرة تحمل لواء اليقظة العربية التي تخفق رايتها في العالم العربي في إشارة للغضب العارم الذي عبر عنه الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان بمهاجمة السفارة التركية في سوريا. وأشار فيسك في مقالة بصحيفة " الاندبندنت" ان وزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه اجتمع برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان للحديث عن سوريا وما تتناوله الصحف التركية عن إقامة منطقة عازلة داخل حدود سوريا تحظى بقبول في بريطانيا. وعن الاحتمالات أمام الحكم في سوريا يقول فيسك "من العاصمة القديمة للامبراطورية العثمانية تستمع لفئران الخليج الذين تحولوا أسودا، فتكاد تجزم بأن هذه هي آخر أيام الأسد. أنا شخصيا اشك في ذلك. وحين تعلن صحيفة "وول ستريت جورنال" غياب الأسد المرتقب أقدر أنه لا يزال في أمان لفترة لا بأس بها. والمجلس الوطني السوري في اسطنبول هو في حد ذاته فأر مولع الجدال لم يعترف به سوى النظام الحقير في ليبيا الجديدة". وقارن فيسك بين غضب تركيا للهجوم الاسرائيلي على سفينة "مافي مرمرة" لكسر الحصار وبين الهجوم على سفارتها في سوريا ، مشيرا الى ان تهديد غول برد فعل مختلف إذا ما تكرر ذلك. وقال فيسك:" ان غول يعني ما قاله، تماما كما اكتشف الإسرائيليون بعد حادث سفينة مرمرة أنه لا يمكن الاستخفاف بتركيا وبالذات تركيا التي تتجدد ثقتها في نفسها والتي تحمل لواء اليقظة العربية والتي تخفق رايتها من جديد في أنحاء العالم العربي". ويضيف فيسك أن تركيا تريد أكثر من الاعتذار الشخصي الذي تقدم به وزير الخارجية السوري وليد المعلم، "هي تريد اعتذارا كاملا ورسميا من سوريا تماما كما لا تزال تنتظر اعتذارا كاملا ورسميا من إسرائيل على قتلها الناشطين في مافي مرمرة". وتناول تهديدات تركيا لسوريا بقطع صلاتها النفطية بسورية أو قطع الكهرباء عنها متسائلا:"ماذا يمكن ان يجلب ذلك سوى المعاناة للفقراء؟ "فالحكومة السورية لديها مولدات كهرباء، أم لا؟" ، مشيرا الى انه رغم اجلاء الاسر والدبلوماسين من سفارة تركيا بسوريا إلا ان على سفارتها وقنصلياتها تعمل بشكل كامل. واختتم فيسك مقاله قائلا:"ان اتهام أحزاب المعارضة التركية لأردوغان ورفاقه بأنهم يكرهون عائلة الأسد لأنها علوية، اضطر وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو إلى الرد بالقول "ألم يكن الأسد علويا أيضا حينما كنا أصدقاءه؟ نحن لا ننظر إلى سوريا من خلال عدسة الطائفية".