قال رئيس حكومة التوافق الفلسطينية رامي الحمد الله، اليوم الأحد، إن ألمانيا تقدم 150 مليون يورو سنويا للسلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أنها تعد خامس أكبر داعم للفلسطينيين في مجالات المياه والصرف الصحي والقانون والحكم المحلي. جاء ذلك، خلال مؤتمر صحفي جمع الحمد الله ووزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في مقر رئاسة الوزراء في رام الله وسط الضفة الغربية. وأشار الحمد الله إلى "الدعم الألماني للقضية الفلسطينية بالشقين السياسي والمادي في مختلف المجالات، ولدورها الكبير في العمل على إعادة إعمار قطاع غزة ودعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)"، وفق قوله. وجدد الحمد الله خلال كلمته في المؤتمر، التزام القيادة الفلسطينية بحل الدولتين على حدود عام 1967، والتزام الفلسطينيين بالمفاوضات مع الجانب الإسرائيلي لكن بمعايير جديدة وبجدول زمني يفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 67، وفق قوله. وطالب الحمد الله الدول المانحة بالإيفاء بوعودها والتزاماتها التي تعهدت بها في مؤتمر المانحين في القاهرة لإعادة إعمار قطاع غزة. كما طالب إسرائيل بوقف "الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وخصوصا مساعي التهجير في المناطق البدوية شرقي القدس ومنطقة سوسيا جنوبي الخليل (جنوبي الضفة)" كما طالب دول الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي ب "الضغط على إسرائيل للسماح للفلسطينيين باستغلال المناطق المصنفة (ج) حسب اتفاق أوسلو والاستثمار فيها وإزالة العقبات للتنمية في هذه المناطق". وتقع مناطق (ج) تحت السيطرة الإسرائيلية الكاملة أمنيا وإداريا وتشكل نحو 61% من مساحة الضفة الغربية. وطالب الحمدلله بأن يكون الاستثمار وتقديم المساعدات للفلسطينيين ليس في مجال الإغاثة فقط، وإنما الاستثمار لقيام الدولة الفلسطينية وتهيئة الأجواء لإقامتها، مضيفا: "المؤسسات الفلسطينية باتت الآن جاهزة لإقامة الدولة". بدوره قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير "ندعم إقامة دولة فلسطينية ديمقراطية ومستقلة، تتمخض عن مفاوضات ومعالجة جميع القضايا العالقة، لتعيش بسلام بجانب إسرائيل". وأشار شتاينماير إلى وجود جهود مبذولة لإعمار قطاع غزة، وسعي لخلق فرص عمل للمواطنين هناك، وفتح المعابر ورفع الحصار. وأضاف: "لتحقيق وإقامة الدولة الفلسطينية يجب أن يكون هناك توحيد للضفة وغزة من ناحية سياسية واجتماعية واقتصادية، وأن تعود السلطة لغزة وتأخذ صلاحياتها هناك، وهذا مهم جدا عند الحديث عن الإعمار بشكل مكثف أكثر، من خلال وجود شريك فلسطيني يمكن الاعتماد عليه وأن يعمل المجمع الدولي بثقة معه لإعادة الإعمار". وقال: "نحن بحاجة لإيقاف عمليات العنف والصواريخ في غزة، وفتح المعابر وإعادة الإعمار، وإيجاد فرص عمل للمواطنين في غزة". وكان وزير الخارجية الألماني قد أكد على أن "السعي لضمان أمن اسرائيل، يأتي بإعمار قطاع غزة"، وذلك خلال لقائه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في القدس، اليوم الأحد.