(نعم إني أحبه) ل " آنا ماري شميل" كتاب وضعته عميدة الاستشراق الالماني لترد علي الذين إتهموها بالاسلام!! ردت وقالت ( نعم إني أحبه) صلى الله عليه وسلم الهادي البشير محمد صلى الله عليه وسلم . إنها آنّا ماري شميل عميدة الاستشراق الألماني التي تقول : تلوموني على حبي لرسول الله وشغفي بالإسلام ورسوله بلا حدود حتى أن بعض الناس يقول أنني أخفي اسلامي. نعم أني أحبه (محمد نبي لهذا الزمان) دار الشروق الدوليه، 2008، مصر ولدت " آنا ماري شميل" في 7/3/1992م وانتقلت إلي رحمة الله تعالى في 26/1/2003م وهي واحدة من أشهر المستشرقين الألمان علي المستوي الدولي. نشأت كطفله وحيدة مغرمة بكل ما يتعلق بالشرق. بدأت تعلم العربيه عام 1937 وكانت ما تزال في الخامسه عشر من عمرها. اجادت الفارسيه والتركية والأرديه إلي جانب لغتها. نزحت إلى برلين مع الأسرة. حصلت علي الدكتوراه في ( مكانة علماء الدين في المجتمع المملوكي) تحت اشراف د. هارتمان وقد انتهت منها 1941 وهي في التاسعة والعشرين من عمرها ونشرتها في مجلة عالم الإسلام تحت عنوان ( الخليفه والقاضي في مصر في العصور الوسطى المتأخره) وتمكنت من عمل فهارس لتاريخ ابن إياس اثناء عملها كمترجمة عن التركيه في وزارة الخارجيه الألمانية وقد تم اجلائها مع بعثة موظفي الخارجيه وسرعان ما قبض الامريكان عليها وارسلت بعد إعتقالها الي مدينه (مار بورج). عاشت فترة الحكم النازي. وعملت بجامعة (مار بورج) التي كانت تبحث عن خلف لاستاذ العربية الذي اقيل بسبب علاقته بالنظام النازي وكانت اصغر استاذه واول سيده تلقي بعد الحرب محاضره عن التصوف الاسلامي عام 1946م. وقد حصلت علي الدكتوراه الثانية عام 1951م تحت اشراف د. هيلر عن مصطلح الحب الصوفي في الاسلام ثم ترجمت بناء علي طلب بعض علماء الاجتماع مقاطع طويله من مقدمه ابن خلدون وزارت تركيا لاول مره عام 1952 وفي سنة 1954 بدأت التدريس في كلية (الالهيات) في جامعة انقره. في عام 1959 عادت إلي (ماربورج) فوجدت نفسها دون وظيفه جامعيه. وفي عام 1961 وجدت درجه جامعية في جامعة (بون) فانتقلت إلي (بون) والتي اصبحت بعد ذلك مدينتها واتصلت مره اخرى بالخارجيه الامانية واشرفت على مجلة (فكر وفن) التي تمولها الخارجية الالمانيه. استمرت المجلة حتى عام 1974 نشرت اعمال بدر شاكر السياب، فدوي طوقان، نازك الملائكه، محمد اقبال، نزار قباني، محمود درويش وكثير من شعراء العرب والكثير من شعر جلال الدين الرومي. في عام 1976 لبت دعوه جامعة (هارفارد) لشغل كرسي الاستاذيه (الثقافة الهند -إسلامية) الذي انشئ بناء علي تبرع احد مسلمس الهند الاغنياء ورغم انها لم تكن متخصصة في هذا المجال الا انها ارادت الحصول علي شهره ( مير دار الدهلوي) وساعدها على تحقيق رغبتها انها لم تكن يسارية الاتجاة أو ماركسية ولا تنتسب إلى دول شرق اوربا!! وكان علي هذا القسم الاهتمام بتاريخ الاسلام في الهند. منذ عام 711م وباللغات التي تساعد علي هذا الأمر. وبعد احالتها الي المعاش عام 1992 عادت بعد 25 سنه من العمل في (هارفارد) و(كمبردج) إلى بون حيث واصلت الكتابه عن الاسلام بالالمانية والانجليزية لتقريبة من قراء هاتين اللغتين.
وقد احرزت رغم مناوشات المناوئين جائزة السلام الألمانية التي يمنحها اتحاد الناشرين الإلمان ويسلمها الرئيس الألماني رحلت إلى باكستانوالهند وإيران وأندونيسيا وأفغانستان ومصر ودول آسيا الوسطى وكانت لها شبكة علاقات كبرى مع كل الدول التي زارتها وتوفيت إلى رحمة الله في 26/1/2003 ودفنت في مقابر المسلمين. وكانت محطات ماري على النحو الآتي: (تعلم العربية رسالة الدكتوراه رسالة الأستاذية بعد الحرب دكتوراه ثانية جائزة رويكارت مجلة فكر وفن في جامعة هارفارد كمبردج على المعاش الوفاة). يقول الأستاذ أحمد رشاد حسانين: لم يحظ أحد من المستشرقين بتقدير العالم الإسلامي مثلما حظيت (آنا ماري شمل) وهو ما حدا إلى تكريمها والاحتفاء بها في عواصم العالم العربي والإسلامي فكانت تمنح أرفع الأوسمة والجوائز والنياشين في أنقرة ، الرياض ، القاهرة ، لاهور وطهران) مجلة الوعي الإسلامي نوفمبر / ديسمبر 2012 م. وفي مقدمة كتاب (الله ليس كذلك) يكتب الأستاذ الكبير عبد الحليم خفاجي رحمه الله رحمة واسعة، عن مؤلفة الكتاب زيجريد هونكه وضم معها آنا ماري شميل وهي مقدمة ضرورية ليتعرف القارئ على سيدتين كريمتين من طراز ثقافي فريد افتقدناه طويلاً في كريمتين عالمنا الإسلامي، اقرأ معي ما كتبه الأستاذ الكبير عبد الحليم خفاجي ناشر الكتاب: (وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ) (يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا) وتتفاعل النفوس ويصور القرآن الكريم ما قاله فرعون ليحول بين الصوت المخلص وقومه .. لكن الصوت المخلص يستمر في دعوته والناس بين متجاوب ومعاند .. (يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ (38)) (يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ (39) مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (40)) (وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (41) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (42) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (43) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44)) إن قصة مؤمن آل فرعون تتكرر دائماً وأبداً في كل زمان ومكان يرتفع فيه صوت الحق في مواجهة الباطل .. الدكتورة (زيجرد هونكه) والدكتورة (آنا ماري شمل) من النوع الذي يكثر حولهما التساؤل للصدق البادي في كتابتهما والمعرفة الواسعة في دفاعهما عن العرب والإسلام .. في وقت دأبت فيه أجهزة الإعلام الغربي على النيل والتشويه .. فهل تأتي هذه العاطفة وهذا الدفاع من فراغ؟ وهل تنتهي إلى فراغ؟ أما أنها هي ملامح صحوة من نوع جديد شملت العلماء والمفكرين كما أشار إلى ذلك د. هوفمان في محاضرة ألقاها في جامعة بون بتاريخ 6/12/1994. عندما تكلم عن ظاهرة انتشار الإسلام في وسط المثقفين الألمان.. إنها أسئلة في صدور من يقرأ لهذه الكاتبة القديرة "مؤمنة آل فرعون" وكذلك الدكتورة (آنا ماري شمل) اللتين طرقتا نفس القضايا التي طرقها مؤمن آل فرعون من قبل، ولكن بلغة العصر الحديث. يتبع..