رغم تزوجه وانجابه لبنين وبنات فإن الدكتور محمود سعد داود، المدرس المساعد بكلية الهندسة، جامعة الأزهر، ظل حبيس ميوله الجنسية الأنثوية، فقرر أن يتوقف مع هذه الرغبة ويفحصها لدى الأطباء ، فاتفق الجميع على رأى واحد أن محمود سعد داود مريض بداء اضطراب الهوية الجنسية، وأن التحاليل أثبتت أن هرموناته الأنثوية قد غلبت على الذكورية، فتحدى "محمود" الظروف الاجتماعية المحيطة واستجاب لرغبته الجنسية، ودخل غرفة العمليات ليخرج منها باسم جديد "نورهان سعد داود". تقول الدكتورة "نورهان" في حوار مع صحيفة "الوطن" إن هذا المرض خلقى يحدث معه اختلاف بين العقل والجسد، حيث يكون العقل أنثوياً كامل الأنوثة، بينما الجسد ذكر وربما يحدث العكس، وأضافت أنها كانت تعانى من اضطراب سلوكى فى تعاملاتها، لذلك قررت إجراء عملية تصحيح جنس فورية طبقاً للجنس العقلى، موضحة أنها بدأت فى الإجراءات منذ عامين، ونجحت خلال العام الماضى فى إجراء العملية، حيث تم عرضها على نقابة الأطباء المصرية والتى أحالتها إلى لجنة تصحيح الجنس، والتى تجرى فحوصات كثيرة ومعقدة وتصدر تقاريرها اللازمة لتتم الموافقة على إجراء عملية التصحيح من ذكر إلى أنثى، وهذه اللجنة يشارك بها مندوب من دار الإفتاء وكان المندوب وقتها مدير إدارة الفتوى بالدار الدكتور محمد خضر، ويعقب العملية تصحيح كافة البيانات فى مصلحة الأحوال المدنية بعد العرض على اللجنة القضائية المختصة، مؤكدة "انتهيت من كل هذه الإجراءات بعد العملية فى 8 أبريل 2014 وتقدمت لكلية الهندسة بطلب تعديل بياناتى وفقاً لجنسى الجديد وبطاقتى الجديدة فى 20 أبريل 2015"، وحول الصعوبات التى واجهتها قالت: "كانت الأمور سلسة جداً والدولة متفهمة وكذلك وجدت تفهماً من الجامعة لحالتى ولم يكن هناك أى عقبات فى تغيير هويتى بجميع أوراقى الثبوتية البطاقة والباسبور وكارنيه النقابة ليصبح اسمى الجديد نورهان سعد داود". وأكدت "نورهان" أنها وجدت رفضاً من جامعة الأزهر فى الاستمرار فى التدريس، وأن إدارة الجامعة أبلغتها بأنه سيتم نقلها لوظيفة إدارية خارج الجامعة، وهو ما رفضته مؤكدة أنها لن تترك حقها فى التدريس، وطالبت رئيس الجامعة بنقلها إلى أى جامعة أخرى تسمح بالاختلاط حتى تكمل مسيرتها الأكاديمية، مشيرة إلى أنها لم تلاحظ أى مشكلات مع الطلاب، بل على العكس تفهموا حالتها وتقبلوا وجودها، لكن رئيس الجامعة يتخوف من أن تكون مصدر قلق واضطراب بالكلية.