تشريد 15 ألف صياد بالمنوفية.. وتدمير 95% من قوارب الصيد فى صور جديدة من صور الإهمال التى تنتشر هذه الأيام من قبل الحكومة والتى تسببت فى تفاقم الكثير من المشكلات ومن أهمها مشكلة البطالة، والتي انضم إلي قطارها 15 ألف صيادًا بالمنوفية، هجروا البحر الفرعونى ومهنة الصيد بسبب التقاعس فى تطهيره والحفاظ على هذا البحر الذى كان وجهة لتجار الأسماك من معظم أنحاء الجمهورية نظرًا للشعبية الجارفة التي اكتسبها قديمًا لجودة نوعية الأسماك التي تخرج منه وبالتحديد البلطي والقراميط باختلاف أحجامها. يقول الدكتور سعيد النجار بقسم الجغرافيا بكلية الآداب، إن الماء فى البحر الفرعوني يتجه بعكس البحار الأخري وهو ما يعطيه ميزة خاصة والبحر مقسم ل3 أجزاء الأول محصور بين فرع دمياط والرياح المنوفي خزانات الكتامية، وجزء ثان يمتد من الرياح المنوفي للكوبري الذي يربط كفر فيشا بفيشا الكبري، وجزء ثالث من كوبري فيشا لمدينة منوف ويمر بالعديد من القرى التي عاش أهلها وعلى مدار سنوات طويلة على مهنة الصيد أو مهنة الصبر كما يحلوا للبعض تسميتها. وأعرب شيخ الصيادين بقرية كفر العشري، عن استيائه الشديد لإهمال المسئولين وتجاهلهم شكاوى المواطنين من ارتفاع منسوب الطمي بقاع البحر وتزايد كميات الورد النيلي والأعشاب التي غطت الماء طولا وعرضا لدرجة ان عرض البحر الآن هو 7 أمتار فقط تصل في بعض الأحيان إلى أقل من متر فقط مع العلم أن المساحة الفعلية لعرض البحر هي 120 مترًا مقابل 6 كيلو مترات طولا وهي المساحة التي لم يتبق منها حتى الآن سوى 2 كيلو متر. وأضاف، أن البحر الفرعوني يخدم نحو 15 ألف أسرة بقرى كفر العشري وعزبة الباشا وغمرين و عزبة عناني وهي المنطقة التي يعيش أهلها بالكامل على مهنة الصيد رغم ارتفاع نسبة التعليم بين أهلها، موضحًا أن متوسط دخل الصياد في اليوم الواحد في فترات سابقة كان يصل إلى 70 أو 80 جنيها في التوقيت الذي كان للجنيه قيمة كبيرة قبل ان يتراجع هذا المعدل شيئًا فشىء ولا يكاد يصل الآن إلى 20 جنيها بسبب المخاطر التي تهدد حياة نحو 1500 أسرة بالمنطقة. فيما أشار سامي صلاح من كبار الصيادين، إلى أن البحر الفرعونى تحول إلى مصدر للأوجاع فالسمك يهرب يوما بعد يوم ومخلفات الصرف الصحي تهاجم المواطنين حتى داخل البيوت بسبب إلقاء نواتج محطات الصرف الصحى خاصة محطة المعالجة بأبو رواش بالجيزة ومحطة منوف وعدم وجود تطهير منتظم لقاع البحر مما أدى إلى تحول قاع البحر إلى مستنقع للمياه الراكدة . وأدي نفوق الأسماك إلي تحول الصيادين إلى طابور من العاطلين ينتظرون المساعدات الإنسانية على فترات متباعدة من مديرية التضامن الاجتماعى بالمحافظة بعد توقفهم عن الصيد، مشيرًا إلي أنه باع قاربه حتى يتمكن من الصرف على أسرته المكونة من زوجته وأولاده الأربعة بالمراحل التعليمية المختلفة، وقال إنه يفكر جديًا في إنهاء رحلتهم مع التعليم بسبب عدم مقدرته على مواجهة أعباء الحياة القاتلة. وأضاف عبد القوى شيحة شيخ الصيادين بقرية جزى بمنوف، أنه يوجد 128 صيادًا داخل القرية وحدها ومئات الصيادين بمركز منوف وأشمون على طول البحر الفرعونى، حيث يعول كل صياد أكثر من 8 أفراد وبسبب جفاف البحر الفرعونى تحول الصيادون إلى عاطلين وتأثرت أحوالهم المعيشية بسبب فقدهم مهنة الصيد . كما أكد أحد الصيادين، أن المياه اختلطت بمخلفات الصرف الصحي الخام التي طفت على السطح وتسببت في هجرة الأسماك التي لا تجد لها متنفسًا مما يهدد بضياع الثروة السمكية والقضاء عليها ، وأن 95 بالمائة من قوارب الصيد بالقرية متوقفة الآن عن العمل بسبب عدم صلاحية المياه للصيد. شاهد الصور: