أبدى الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، استعداده للعودة لمصر لمنافسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، إذا ما أجريت انتخابات رئاسية مبكرة التي ذاع صيتها في الآونة الأخيرة كفرصة أخيرة للخروج من الأزمة التي استمرت قرابة العامين وبالتحديد منذ 3 يوليو، موضحًا أن لديه تحفظ على فكرة استبدال عسكري بعسكري، إلا إذا كان هذا في إطار مرحلة انتقالية،. وقال نور في مقابلة مع جريدة "العرب" القطرية، إنه لا يمانع في أن يستبدل بآخر عسكري يدير المرحلة الانتقالية، وذلك ردًا على سؤال حول هل يمكن أن تفكر المؤسسة العسكرية في الخروج من هذا المأزق باستبدال السيسي بعسكري آخر لا يكون جزءا من الأزمة ولم يتورط في الصراع؟ فقال: "أنا كليبرالي عندي تحفظ على فكرة استبدال عسكري بعسكري، إلا إذا كان هذا في إطار مرحلة انتقالية، وهذا السيناريو لا نستطيع أن نستبعده ولا نستطيع أن نقبله، لكنه سيناريو مطروح بالفعل". وأضاف "إن هذا النظام اعتمد على ثلاثة أمور كان ينبغي أن يبني عليها لشرعية استمراره: الأول أنه يستطيع استعادة هيبة الدولة التي كان يرى أنها غائبة منذ الثورة، الثاني أنه يستطيع بناء تحالفات اقتصادية إقليمية كبيرة تسانده في استعادة عافية الاقتصاد المصري وتحقيق نتائج إيجابية ومردود على المواطن المصري البسيط بشكل عام، الأمر الثالث استتباب الوضع والاستقرار الأمني"، مضيفًا "يدخل في هذا الإطار حل المشاكل السياسية التي أشار إليها في "بيان 3 يوليو" ومنها عدم الإقصاء وحرية الإعلام، لكن تبين بشكل قاطع أن النظام الذي قام على هذه الأمور لم يحقق أيا منها بشكل حقيق". وأضاف زعيم غد الثورة: " لست دائما مع المحاسبة المتعجلة للرئيس «سنة بسنة»، وكان هذا رأيي في وقائع سابقة، لكن ما دام الرئيس عبدالفتاح السيسي أقر هذا المبدأ ووافق عليه فلا بد أن يقبل به على شخصه طالما أقره وطالب به مع غيره، ومن هنا إذا كانت هذه الأسانيد تهاوت فأنا أعتقد أنه لا شرعية للنظام". ولفت إلى أن هناك دعاوى- قاله أنه لست متحمسا أو رافضا لها في الوقت نفسه- وهي الخاصة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وبدأ هذا الكلام في أروقة بعض الأحزاب ومقالات- حسب قوله، مشيرًا إلى أن هذه الدعوة مستحقة لأنها تعبير عن استحقاق وافق السيسي عليه من البداية كقاعدة للتعامل مع الرئيس وفق صلاحيات معينة. وردًا على سؤال "البعض فسر رأيك هذا بأنه يعطي شرعية للرئيس المصري؟.. أجاب نور "أنا لا أعطيه شرعية وأرفض أن أعطيه شرعية، لكنها دعوة أخلاقية، إذا كنت قد أقررت فكرة أن الفشل يؤدي إلى نتيجة واحدة وهي انتخابات رئاسية، واعتقلت الرجل الذي رفض هذه الفكرة، فعليك أن تقبل بها، إذا كنت تفكر في تعديل دستوري، إذا كان يفكر في هذا أو تفكر له تهاني الجبالي أو غيرها، تعديل دستوري يقلص من صلاحيات البرلمان، ورئيس الوزراء، ويوسع من صلاحيات رئيس الجمهورية، فعليك أخلاقيا أن تعيد الانتخابات الرئاسية لأنك انتخبت على صلاحيات محددة لا يجوز أن تتضاعف هذه الصلاحيات وتظل متمسكا بانتخابات جرت على صلاحيات أقل، فهذه وسائل أخلاقية ودستورية تتصف بالمنطق والعقل". وأردف:"بالنسبة لموقفي السياسي فأنا لا أرى أن هناك شرعية لهذا النظام، ولا يجوز أن نعطيه شرعية، والحديث عن الانتخابات الرئاسية هو نقاش حول حديث دائر وليس مبادرة أو اقتراحا مني كما تصور البعض سواء في هذا المعسكر أو ذاك". وبسؤاله.. في حالة تحول هذا الحديث إلى واقع ووافق السيسي على انتخابات رئاسية مبكرة وفتح الباب لمشاركة الجميع فيها.. هل تقبل بالعودة إلى مصر ومنافسته؟ قال نور: "أولا لم يكن عندي مشكلة أن أخوض انتخابات الرئاسية الماضية 2014، لكني قررت المقاطعة على خلفية عدم اعترافي بهذا المسار الذي بدأ منذ 3 يوليو 2013" وتابع: " إذا كان هناك ضرورة وطنية لمواجهة السيسي في مصر، فأنا شخصيا على استعداد لأن أعود لمصر ومواجهته، وأقولها بصراحة الذي لم يخش مواجهة مبارك في 2005، لا يمكن أن يخشى مواجهة السيسي".