كشفت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان (مستقلة)، اليوم السبت، عن تسجيل 10 حالات انتحار سنويا وسط التلاميذ بالجزائر، في الأعوام الثلاث الأخيرة، بسبب الفشل في الامتحانات. وذكرت الرابطة في بيان حصلت "الأناضول" على نسخة منه، أن "خالد أحمد رئيس جمعية أولياء التلاميذ (منظمة غير حكومية تدافع عن مصالح التلاميذ)، كشف بأن ظاهرة الانتحار وسط التلاميذ، عقب الإفراج عن نتائج الامتحانات النهائية على غرار شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، تفاقمت".
وقالت الرابطة على لسان خالد، إنه: "تم تسجيل 10 حالات انتحار سنويا خلال الثلاث سنوات الأخيرة وسط التلاميذ".
وعزا خالد انتحار هؤلاء التلاميذ حسب البيان "إلى الفشل في الامتحانات، وكذا تخوفهم من ردة فعل الأولياء، الذين عادة ما ينتهجون أسلوب التهديد والوعيد مع أبناءهم حتى قبل نشر نتائج الامتحانات، أو التحصل على كشوف النقاط".
وأشارت الرابطة إلى "القلق وتوتر الحالة النفسية للتلاميذ والطلاب، قبل أسابيع قليلة من نهاية العام الدراسي؛ خاصة لدى الأقسام النهائية ممن يواجهون امتحانات مصيرية على غرار المقبلين على اجتياز شهادتي التعليم المتوسط (الإعدادية) والبكالوريا (الثانوية العامة) بسبب الخوف من الرسوب من جهة، والرعب من ردة فعل أوليائهم التي غالبا ما تكون قاسية، إذ يتعرض الكثير من التلاميذ إلى العقاب البدني أو النفسي".
وحذّرت الرابطة، أولياء التلاميذ، "من مغبة تهديد أبنائهم بالعقاب، حتى لا يدفعوا بهم للانتحار أو تبني خيار آخر وهو الهروب من المنزل، ودعتهم إلى تفهم أبنائهم ومحاولة معالجة الأسباب الكامنة وراء فشلهم في الامتحانات".
ورأت الرابطة، بأنّ "العلاج النفسي أحد المفاتيح لكشف أسباب رسوب التلميذ، كما دعت إلى السعي لإيجاد الحلول الكفيلة باستعادته الثقة في نفسه، وقدراته مع الاعتماد على أسلوب التشجيع لا التهديد".
وكشفت الرابطة أن "باحثين في علم الاجتماع، أكّدوا من خلال دراسة أجروها مؤخرا، بأن أزيد من ثلاثة ملايين عائلة جزائرية تعتمد في تأديبها للطفل على العقاب الجسدي على غرار الضرب بشيء يلقى عليه، كالحجر أو الحذاء، والضرب على الرأس الوجه والأذنين، والذراع وشدّ الشعر".
كما تبيّن من خلال هذه الدراسة، وفق ذات المصدر "بأن الأم هي الأكثر ضربا للأطفال من الأب، وذلك بنسبة 36 بالمائة مقابل 27 بالمائة عند الأب، بينما يمارس العقاب البدني من طرف الوالدين معا بنسبة 23 بالمائة، أما الأشخاص الآخرين الذين يضربون الأطفال في الوسط الأسري كالجدين والإخوة والأخوات فلم يتعد نسبة 14 بالمائة".
وحسب وزارة التعليم يجتاز أكثر من 800 ألف مترشح، امتحان شهادة البكالوريا المقرر من 7 إلى 11 حزيران/يوليو المقبل، فيما سيجتاز أكثر من 500 ألف تلميذ، وتلميذة امتحان شهادة التعليم المتوسط وأكثر من 600 ألف تلميذ امتحان مرحلة نهاية التعليم الابتدائي.
وسجلت العام الماضي نسبة نجاح فاقت 45 بالمائة في امتحان شهادة البكالوريا الذي يعد أهم امتحان في البلاد ينتقل بعده الطالب إلى التعليم الجامعي.