تأجيل الانتخابات أوقف مخطط «الوطني» و«النور» لاكتساح البرلمان
انفراد الحكومة بتعديل قانون الانتخابات وتجاهلها مطالب الأحزاب يعرضه لعدم الدستورية
الممارسة السياسية المنفصلة شرط للتحالف مع حزب «النور»
الإخوان لم يتم القضاء عليهم وسنجدهم فى البرلمان المقبل
"السيسى رئيس منتخب ولا يخشى أحدًا، والمواطنون دائما تنتقده لأنه ذو خلفية عسكرية لكنه جاء بديمقراطية, ولولا الجيش لم يكن هناك دولة فى الوقت الحالى وفى حديث شخصى مع الرئيس قال لى أنا لست رجلاً سياسيًا ولكننى رجل المرحلة التى تنقل مصر إلى حاكم سياسى لا يتحكم فى الشعب"، هكذا أكد الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر فى حواره مع "المصريون". وأشار صميدة، إلى أن حكومة محلب أصرت على تنفيذ وجهة نظرها بإعداد قانون الانتخابات دون الاستجابة لمطالب الأحزاب التى حضرت الاجتماعات مع رئيس الوزراء دون أن يحظى القانون بوقت مناسب لخروجه بالشكل الذى يرضى الجميع ويبعده عن وجود ثغرات تعرضه للطعن فيما بعد. وإلى نص الحوار
*ما أسباب تأجيل الانتخابات البرلمانية ومن المسئول عنه؟ **تأجيل الانتخابات البرلمانية يرجع إلى الجانب القانونى بعد الطعن على دستورية القانون المنظم للانتخابات ولم يكن فيها أى تدخل سياسى من قبل رئيس الدولة، كما يشيع البعض، لاسيما وأن مصلحته تقتضى تنفيذ خارطة الطريق كما وضعها, إلا أننى أتخوف من وجود طعن آخر على القانون.
*ولماذا تتخوف من الطعن على القانون الجديد وما آخر ما تم الاتفاق عليه مع محلب؟ **الحكومة اصرت على تنفيذ وجهة نظرها بإعداد القانون دون الاستجابة لمطالب الأحزاب التى حضرت الاجتماعات مع رئيس الوزراء, لأنها ترى أن زيادة عدد الأعضاء أو إجراء أى تغييرات وفق مطالب الأحزاب, قد تطيل مدة إعداد القانون ومن ثم تأجيل الانتخابات, إلا أننى أرى أنه كان لابد أن يحظى القانون بوقت مناسب لخروجه بالشكل الذى يرضى الجميع ويبعده عن وجود ثغرات تعرضه للطعن ومن ثم رفضه مرة أخرى لاسيما بعد إجراء الانتخابات وسيؤدى ذلك إلى خسارة الدولة ملايين الجنيهات.
*كم عدد المقاعد التى سينافس عليها الحزب المؤتمر فى البرلمان المقبل؟ بعد معارك الحصول على المرشحين من قبل الأحزاب والقوائم كنا قد اتفقنا على خوض المنافسة على 140 مقعدًا فى السابق ونجتهد الآن لزيادة أعداد المرشحين فى ظل مداولات جديدة مع عدد من المرشحين الجدد.
*هل هناك تحالفات جديدة يستعد الحزب لإبرامها مع الأحزاب المختلفة؟ *لدينا الآن تحالف وحيد منذ بدء الحديث عن تحالفات بعد ثورة يناير مع حزب التجمع وهناك مشاورات وعرض لبعض القوى والأحزاب السياسية لتكوين تحالفات أخرى مع حزب الجبهة وليس لدينا مانع للدخول فى تحالف مع قائمة "فى حب مصر" ولكن بشروط. *لماذا لم ينضم حزب المؤتمر لقائمة "فى حب مصر" منذ البداية؟ **رشح لنا بعض الأشخاص للدخول فى القائمة إلا أن القائمين على القائمة يسعون لاستعراض عضلاتهم والاعتماد على تفكير مختلف وعدم شفافية فى الحديث من خلال نفيهم الدائم لعدم تبعية القائمة للدولة وللرئيس عبد الفتاح السيسي, وهذا مخالف للحقيقة لأنه منذ بداية وجود الجنزورى مستشارًا للرئيس فهذا يؤكد أن القائمة تابعة للرئيس، وكانت تستخدم مكاتب الدولة لإدارة شئونها وتنظيم أعضائها وعندما تطور الأمر وبعد اجتماعنا مع السيسى وإبداء اعتراضنا على هذه القائمة تنحى الجنزورى عنها إلا أن القائمين عليها لازالوا يعملون ولكن بعد تغيير مقرهم إلى فندق الماريوت، وقاموا بعمل دعاية لهم بخلفية لصورة الرئيس السيسى من أجل كسب تعاطف الشعب نحو ترشحهم وترسيخ ذلك فى أذهانهم, وهو مما يعتبر أمرًا سيئًا جدًا، وذلك بالإضافة إلى سعيهم إلى تفتيت التحالفات الموجودة بعلاقاتهم ونفوذهم المالى المرتبط ببعض رجال الأعمال عبر استقطاب المرشحين.
*هل يمكن الانضمام إلى قائمة "فى حب مصر" فى الفترة الحالية إذا التزمت بالشفافية؟ **نحن نؤمن بتوحيد القوى المدينة التى شاركت فى 25 يناير و30 يونيو فى قائمة واحدة أو قائمتين حتى تسير الانتخابات بشكل سليم لكن بعض أعضاء قائمة "فى حب مصر" لا يؤمنون بهذا التوجه، لذلك سعوا إلى تفتيت تحالف الوفد والمؤتمر والذى ترتب عليه حدوث فراغ فى القوى السياسية وأصبحت هناك قائمة فى حب مصر بخلفية الرئيس السيسى والجبهة بخلفية شفيق عن غير قصد، مما أحدث انقسامًا فى الشارع المصرى وأدى إلى ظهور حزب النور وبقوة فى المشهد السياسى بعد أن تراجعت شعبيته بعد 30 يونيو ثم نجد تصويتًا عقابيًا وسلبيًا من قبل الجماهير بجانب عودة أعضاء الحزب الوطنى القديم ممن لديهم خبرة أقوى من المرشحين الحاليين, إلا أن هذا السيناريو تم عرقلته بتأجيل الانتخابات البرلمانية.
*هل يمكن أن يتحالف "المؤتمر" مع حزب النور؟ **من مبادئنا هى عدم خلط الدين بالسياسة فلو استطاع حزب النور أن يفصل الدين عن السياسة ويتعامل مثل باقى الأحزاب والتدليل على ذلك ليس بالقانون وإنما بتصرفاته على الأرض من الممكن التحالف معه.
*ما تقييمك للتدخل العربى فى اليمن من خلال "عاصفة الحزم"؟ **تدخل الدول العربية فى اليمن ومن ضمنها مصر هو ناتج عن استشعارهم الخطر لاسيما على مضيق باب المندب الذى يمثل الأمن القومى لمصر والعرب أجمع. *كيف ترى اللغط الدينى حول تصريحات إسلام البحيرى ورد الأزهر الشريف؟ **توقيت هذا الجدل غير سليم من حيث المبدأ والإعلام أعطى له حجمًا غير مطلوب, فنحن نحتاج بالفعل إلى التنوير للقضاء على الأفكار المتطرفة والتى أنتجت داعش, ولكن الدين يمثل حساسية كبيرة لدى المواطنين ويجب الحذر فى الخوض فيه أمام شاشات التليفزيون, وقد يكون إسلام البحيرى كباحث له وجهة نظر لأن الدين ليس كهنوت, ولأن المواطن لن يقتنع بأى شيء يقال له يخالف العقيدة لذلك يجب أن تكون المناظرات فى مثل هذه الأمور فى لقاءات مغلقة وتظهر النتائج ويتم إعلانها للجميع.
*كيف ترى كثرة أحكام الإعدام على قيادات الإخوان؟ **القانون يسمح بمعاقبتهم بالإعدام إذا ثبتت إدانتهم, والقضاء هو الفيصل فى تقييم الأمر خاصة أن هناك الكثير من الجرائم تم ارتكابها خلال الفترة الأخيرة لذلك تضاعفت أعداد الأحكام بالإعدام بشكل كبير وليس لها حدود إذا ما استمرت الجرائم التى تقتضى هذا الحكم إلا أن الإعدام لا يكون بشكل نهائى وهناك إجراءات نقض وغيرها يمكن أن تخفف الحكم.
*كيف ترى الاتهامات التى وجهها رئيس حزب الوفد للجنزورى وقائمته التى تخلى عنها؟ **أنا من أوائل الأشخاص التى انسحبت من القائمة لاستشعارنا نفس الأمر الذى ذكره الدكتور السيد البدوي، لكننا لم ننتقدها على الملأ مثل ما فعل البدوي.
*ما تقييمك لحكم الرئيس السيسى حتى الآن؟ ** أعتقد أنه ولأول مرة يأتى رئيس عبر انتخابات حقيقية تصل نسبتها أكثر من 90%، فقد كانت انتخابات صحيحة, واستطاع بعدها أن ينجح بجدارة لأننا لأول مرة نرى رئيسًا يباشر العمل بنفسه فى كل مكان فى دولة يغلب عليها البيروقراطية ونخبة تعانده وصعوبة الوضع الأمنى نتيجة للعمليات الإرهابية المتكررة وعدم تعاون من فئات داخل مصر وخارجها بجانبه.
* كيف تقيّم أداء حكومة المهندس إبراهيم محلب؟ **هناك جهد كبير يبذل وهناك أيضا أخطاء لكنها واردة ويجب أن نعمل على مساندتها لتنفيذ المشروعات التى تهدف لإسعاد المواطن.
*يتردد أن السيسى يخشى من وجود برلمان للتأثير على انفراده بالقرارات والتشريعات وقد يأتى بحكومة تعارضه.. فما تعليقك؟ ** السيسى رئيس منتخب ولا يخشى أحدًا، والمواطنون دائمًا تنتقده لأن خلفيته عسكرية، لكنه جاء بديمقراطية, ولولا الجيش لم يكن هناك دولة فى الوقت الحالي، وفى حديث شخصى مع الرئيس قال لى أنا لست رجلاً سياسيًا ولكننى رجل المرحلة التى تنقل مصر إلى حاكم سياسى لا يتحكم فى الشعب.
*هل يحقق نظام القوائم الانتخابية التعددية الحزبية فى البرلمان؟ القوائم وضعت للتمييز الإيجابى للمرأة والشباب وذوى الاحتياجات الخاصة لكنها تستغل فى الوقت الحالى لدخول الشخصيات العامة غير القادرة على المواجهة وضم أصحاب الأموال والشخصيات المشاكسة، وقد تقدم حزب المؤتمر باقتراح لإنشاء 8 قوائم بنحو80 مرشحًا وباقى المرشحين يتم إضافتهم للفردى لكن لجنة التعديل تخشى من هذا الاقتراح.
* ما الحزب الذى سيكون له الأغلبية فى البرلمان المقبل؟ **لن يكون هناك حزب مسيطر، لأن هناك عدة عوامل تمنع ذلك منها وجود المال السياسى بجانب ظهور أعضاء الوطنى بجانب القوى السياسية الجديدة والجميع يعمل فى إطار محدد وما يهمنا أن لا يتبنى أحد منهم أجندة خارجية، كما أن هناك عددًا كبيرًا من المستقلين.
*ما تقييمك لسوء العلاقة الحالية بين أفراد الجيش والشرطة والتى ظهرت فى مشاجرات متكررة؟ الإعلام هو من ضخم الحادثة وتناولها بشكل مثير لاسيما وأن أى فئتين فى المجتمع يمكن أن يحدث بينهما تشاجر وكل فئة تنحاز إلى رجالها. *هل تتوقع عودة الإخوان فى البرلمان المقبل؟ **هم موجودون فى كل بيت فى المجتمع وسيكون تواجدهم عن طريق كوادر جديدة غير معروفة للأمن ولا للإعلام وربما يحصدون أصواتًا كثيرة.
*البعض يرى أن حزب المؤتمر موالٍ للسلطة الحاكمة كيف ترى هذا؟ **قد يكون هذا الكلام نابع من كونى ضابط سابق فى الجيش لكن هذا كلام غير صحيح فالحزب انتخب الرئيس ويقف بجواره ولكنه ينتقد ما يراه يستحق، والدليل على ذلك انتقاد الحزب لقائمة "فى حب مصر" ولنا أولويات تعتمد على أن يكون النقد مقبولاً فى ظل مرحلة انتقالية فى ظل وجود رئيس يعمل بمفرده.
*إلى متى سيظل اعتماد مصر للحصول على الدعم المالى من دول الخليج؟ **لا يوجد دولة يمكنها أن تدعمنا بالمال لفترة كبيرة فكل منها لها شعوبها ومشكلاتها وقنوات لصرف الأموال, فالدول الخليجية وقفت بجوار مصر بشكل تاريخى فيجب أن نستثمر هذا الدعم لعمل مشروعات مثل قناة السويس وعمل مشروعات فى الإسكندرية وحلايب وشلاتين وفى الصحراء الغربية بعيدًا عن التعامل البيروقراطى مع موظفى الدولة.
*هل يمكن إنشاء جيش عربى موحد فى الوقت الحالي؟ **نعم يمكن أن يتم إنشاء جيش عربى فى الوقت الحالي، وذلك لوجود عزيمة حقيقية من الدول العربية، خاصة وأنه سيكون رادعًا لأى قوى خارجية تريد الاعتداء على هوية الأمة العربية فى أى وقت.
*من المسئول عن التفجيرات المتكررة فى الشارع المصري؟ **الإخوان هم المسئولون عنها, لاعتقادهم أنهم يحاولون زعزعة استقرار النظام إلا أنهم يعادون الشعب وليس النظام.
*هل للأحزاب دور فى المشاركة فى تجديد الخطاب الدينى الذى دعا له السيسي؟ **الأحزاب ستشارك من خلال لجان التثقيف واللجان الدينية لتوعية المجتمع من خلال متخصصين فى هذا المجال.
*كيف تقيم أداء الأحزاب السياسية على أرض الواقع فى مصر؟ **الأحزاب تجتهد بدون دعم الدولة, فهناك 55 مليون ناخب بالإضافة إلى وجود صراعات مستمرة داخل الأحزاب منذ ثورة 25 يناير، فالأحزاب ليس لديها وقت لإنشاء هيكل سليم، ومع ذلك يسعى حزب المؤتمر من خلال مقاره المختلفة التى وصلت إلى أكثر من 160 مقرًا على مستوى الجمهورية من خلال فعاليات وأعضائه التى يصل عددهم إلى 170 ألف فرد.