ولي الأحزاب السياسة البريطانية أهمية بالغة، لأصوات المسلمين البريطانيين الذين يشكلون 4.4 % من عموم السكان ويبلغ عددهم مليونين و 800 ألف نسمة، ويشكل المسلمون أكثر من20 % من السكان في 26 منطقة انتخابية. وفي لقاء مراسل الأناضول مع عينة من المسلمين البريطانيين، قبيل انطلاق الاستحقاق الانتخابي في المملكة المتحدة، بعد يومين، أبدى الكثير منهم استعداده لإعطاء صوته لحزب العمال، مع التأكيد على مطالبهم بسنِّ قوانين تساهم في مكافحة الإسلاموفوبيا المتنامية في البلاد، والتحريض على الكراهية الدينية والعرقية. وأشار رئيس لجنة البحث والتوثيق في المجلس الإسلامي البريطاني "جميل شريف" إلى امكانية تغيير المسلمين لسير العملية الانتخابية في بريطانيا، قائلاً "تشهد بعض المناطق الانتخابية في بريطانيا منافسة حادة بين المرشحين، تصل إلى درجة أنَّ يفوز أحدهم بفارق 50 صوتاً". وانتقد شريف عدم إقبال المسلمين على الانتخابات في الدورات السابقة، موضحاً أنَّ تعداد المسلمين في بريطانيا يصل الى مليونين و800 ألف شخص، يتراوح عدد الناخبين فيهم مابين 700-800 ألف ناخب. وحول صوت الشباب المسلم في بريطانيا، ذكر شريف أنَّ أصوات الشباب مهمة جدا في هذه الانتخابات، قائلاً "هذه الفئة من الناخبين مازالت في حيرة من أمرها لمن تصوت، لعدم إيمانها بأن الأحزاب السياسية البريطانية ستحدث أي تغيير يذكر على الأرض بما يتعلق بمطالبهم في مكافحة الإسلاموفوبيا". وبين شريف أنَّ القوانين البريطانية تعاقب الأشخاص المثيرين للكراهية على أساس ديني وعرقي، وأنَّ القانون الذي يعاقب مثيري الكراهية على أساس ديني غير فاعل بشكل كبير. من جانب آخر لفت عبد الملك تايلور (40عاماً) الذي يعمل في قطاع السياحة، أنه أعطى صوته لحزب العمال في كافة الانتخابات التي شارك فيها سابقاً، وقال تايلر الذي اعتنق الإسلام تاركاً الهندوسية "رأيت أنَّ البرنامج الانتخابي لحزب العمال هو الأقرب لما يصبو إليه المسلمون في بريطانيا، ومن أجل هذا سأعطي صوتي لهم في هذه الانتخابات أيضاً". وانطلقت نهاية مارس الماضي الحملات الانتخابية الرسمية، للأحزاب البريطانية التي ستخوض الانتخابات العامة، حيث تمثل ملفات الاقتصاد، والنظام الصحي الوطني، وعضوية الاتحاد الأوروبي، والهجرة، أبرز الموضوعات التي ستتمحور حولها النقاشات خلال الحملات الانتخابية. وترى الصحافة البريطانية أن احتمال تشكيل حكومة ائتلافية مجددًا أمر وارد، في ظل نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى عدم وجود فارق كبير، بين أصوات "المحافظين"، و"العمال".
وبحسب آخر استطلاع أجرته شركة "كومريس" "ComRes"، فإن نسبة التأييد الشعبي لحزب المحافظين بلغت 36%، فيما حظي حزب العمال المعارض على 32%، أما حزب "استقلال المملكة المتحدة" - المعروف بمناهضته للاتحاد الأوروبي والمهاجرين - فحصل على 12%، في حين نال الشريك الأصغر في الائتلاف الحكومي، الحزب الليبرالي الديمقراطي 9%، وحزب الخضر نحو 5%. إلا أن استطلاعًا آخر أجرتة شركة "يوغوف"(YouGov)، أظهر حصول حزب العمال على 36% من التأييد الشعبي، متقدمًا على حزب المحافظين الذي نال 32% بحسب استطلاعها.