قال محمد محمود، قائمقام مدينة بيجي بمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق، اليوم السبت، إن معارك كر وفر بين القوات النظامية وتنظيم داعش في مصفاة بيجي. وأضاف محمود لوكالة "الأناضول" أن "المعارك داخل المصفاة مازالت مستمرة"، مشيرا إلى أن "المعارك أصبحت معارك كر وفر ففي المساء يسيطر داعش على الوضع ويقطع طريق الإمدادات وفي الصباح تستعيد القوات العراقية أجزاء من المصفاة ومحيطها". ويحاول تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" بسط نفوذه على أكبر مصافي تكرير نفط العراق في مدينة بيجي 220 كلم شمال بغداد منذ أسابيع لكن قوة حماية المصفاة تقاتل لمنع ذلك. وقال ضباط في حماية المصفى، ل"الأناضول" إن التنظيم بات بالفعل يسيطر على أكثر الاجزاء في داخل المنشأة النفطية وتقدر المساحة بأكثر من 60 بالمئة. وحول وجود 200 عنصر من حماية المصفى محتجزين داخله، قال محمود إن "التنظيم وكأمر واقع عندما يقطع طريق الإمدادات ويسيطر على مساحات واسعة من المصفى فإن الجنود والضباط يصبحون محاصرين". وأشار إلى أن "الحكومة الاتحادية لم ترسل إمدادات كافية حتى الآن إلى القوات المدافعة عن المصفاة"، ولم يعط قائمقام مدينة بيجي تفسيرا لذلك.
وكان مصفاة بيجي منذ سيطرة "داعش" على مساحات واسعة من شمال وغرب البلاد الصيف الماضي في منأى عن الاحداث لكنه متوقف عن العمل، في حين تقول حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي موالية ل"داعش" إن "مصفاة بيجي النفطية توشك على السقوط". وكانت المصفاة قبل توقفها عن العمل تنتج نحو 170 ألف برميل من المشتقات النفطية يتم استهلاكها محليا.
ورغم خسارة "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق) ونينوى وصلاح الدين (شمال)، إلا أن التنظيم لا يزال يتشبث بأغلب مدن ومناطق محافظة الأنبار (غرب)، التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014، ويسعى إلى استكمال سيطرته على باقي المناطق التي لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية، وأبرزها مدينة الرمادي، مركز الأنبار. وتسببت تحركات "داعش" المسلحة في فقدان المئات من المدنيين والعسكريين في العديد من المدن العراقية، ولا يزال مصيرهم مجهولا. ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، غارات جوية على مواقع ل "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراق وسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات دموية بحق أقليات.