قال رئيس الحكومة المغربية، عبد الإله بنكيران، اليوم الجمعة، إن حكومته "رغم العراقيل التي تتعرض لها، استطاعت تحقيق إنجازات مهمة، ومصرة على مواصلة الإصلاح". واعتبر بنكيران، في كلمة خلال مهرجان خطابي نظمته نقابة الاتحاد الوطني للشغل، المقربة من حزب العدالة والتنمية، قائد الائتلاف الحكومي بالبلاد، بمناسبة الاحتفال بعيد العمال العالمي، أن المواجهة بين حكومته والمعارضة، "ليست مواجهة تقليدية بين حكومة ومعارضة، ولكنها صراع بين جبهة تريد الإصلاح وتصر عليه، وأخرى تناصر الفساد وتدعمه". وأوضح بنيكران أن حكومته "جاءت في ظرفية سياسية واقتصادية صعبة ومضطربة، اضطرتها إلى اتخاذ قرارات كانت من المحتمل أن تعصف بشعبيتها، لكنها اجتهدت في تحقيق عدد من المكتسبات، والمنجزات لصالح الفئات الفقيرة والمهمشة، وبادرت إلى إجراء قرارات" تهدف ل"الرفع من مداخل هذه الفئات، وتوفير التغطية الصحية لها، وضمان حياة كريمة لأبنائها". وعبر رئيس الحكومة المغربية عن "تفهمه" للنقابات المستقلة التي قررت مقاطعة الاحتفالات السنوية باليوم العالمي للعمال الذي يصادف الأول من مايو من كل عام، لكنه في ذات الآن وجه انتقادات شديدة لنقابات أخرى لم يسمها، واعتبر مقاطعتها للاحتفالات العمالية يأتي في سياق "خدمة أجندة مرتبطة ببعض الأحزاب" المناوئة لحكومته. وخرج المئات من العمال، المنتسبين إلى نقابة الاتحاد المغربي للشغل، في مسيرة بمدينة الدار البيضاء (90 كلم جنوبالرباط) احياءً لليوم العالمي للعمال، ودعما للإجراءات التي تقوم بها الحكومة ل"تحسين" وضعية الطبقة العاملة، في الوقت الذي اختارت نقابات أخرى مقاطعة مختلف مظاهر الاحتفال احتجاجا على "عدم التزام الحكومة بتنفيذ تعهداتها"، وفق مراسل "الأناضول". ورفع العمال المشاركين في هذه المسيرة، شعارات تؤيد "الإصلاحات" التي قامت بالحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية في المجال الاجتماعي وأخرى تطالبها بالاستمرار في "نهجها الإصلاحي". وعلى خلاف السنوات الماضية، شهد عيد العمال هذه السنة احتفالات باهتة في كبريات المدن المغربية، خاصة بعد إعلان 3 مركزيات نقابية كبرى في المغرب مقاطعتها لاحتفالات عيد الشغل احتجاجا على ما أسمته "عدم استجابة" الحكومة المغربية لمطالبها، بينما قالت الحكومة إن الخلاف مع النقابات يتمثل في "المنهجية المعتمدة في الحوار الاجتماعي". وقالت النقابات الثلاث، الاتحاد المغربي للشغل (أكبر نقابة مستقلة بالبلاد)، والكونفدرالية الديمقراطية للشغل (ثاني أكبر نقابة مستقلة)، والفيدرالية الديمقراطية للشغل (نقابة محسوبة على حزب الاتحاد الاشتراكي أكبر حزب يساري معارض). في بيان لها حصلت الأناضول على نسخة منه، إن مقاطعة عيد العمال في فاتح (مطلع) مايو، تأتي بعدما تجاهلت الحكومة مطلبها المتعلق بالزيادة في الأجور، وجمود الحوار الاجتماعي، وعدم تلبية المطالب المستعجلة للطبقة العاملة. كما نفذت نقابات مغربية نهاية أكتوبر/تشرين أول الماضي، إضرابا عاما في القطاع العام والخاص، احتجاجا على ما سمته "استمرار أسباب الاحتقان الاجتماعي"، محملة الحكومة "تدهور السلم الاجتماعي بالبلاد"، مبرزة أن أسباب هذا "الاحتقان" تتلخص أساسا في "ضرب القدرة الشرائية لعموم المأجورين والفئات الشعبية بالزيادات المتتالية في الأسعار، وتجميد الحكومة للحوار الاجتماعي والمفاوضات الجماعية". وطالبت هذه النقابات الحكومة بزيادة عامة في أجور والزيادة في معاشات المتقاعدين وتخفض الضريبة على الأجور، وإصلاح شامل لمنظومة التقاعد.