شارك مئات اللبنانيين، باحتفال في العاصمة بيروت، إحياء للذكرى الأربعين لاشتعال الحرب الأهلية اللبنانية، التي تصادف اليوم الإثنين، آملين أن "تنذكر وما تنعاد". وتجمع المئات من اللبنانيين، من مختلف الأعمار، أمام بوابة المتحف الوطني اللبناني في بيروت، بدعوة من جمعية "فرح العطاء"، والعشرات من الجمعيات اللبنانية الأخرى، وبحضور ممثلين عن مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية الذين حملوا بأياديهم أغصان الزيتون "في رسالة سلام"، بحسب مراسل الأناضول. العلم اللبناني، كان الحاضر الأبرز في الاحتفالية، إضافة للوحة عملاقة لقاعة مجلس النواب اللبنانية كتب تحتها "128 ممثل"، في انتقاد لدور النواب البالغ عددهم 128. وتخلل النشاط عروضا مسرحية جسدت مآسي الحرب الأهلية وما خلفته من دمار ودماء وأحزان وآلام عند مئات آلاف اللبنانيين على مدى 15 سنة (من 1975 وحتى 1990) من الاقتتال المسلح بين القوى اللبنانية السياسية والدينية، محذرة من الوقوع مجددا بهذا "الخطأ". ممثلو الطوائف الدينية، كان لهم دور مميز في الاحتفال، حيث أقاموا معا دعاء مشتركا "يعطي للعالم أمثولة سلام، وليس كما حاول البعض تشويه لبنان عبر صورة الحرب والتشرذم". وانتهى الاحتفال بتنظيم سباق على الدرجات اللبنانية في شوارع بيروت دعما للجيش اللبناني، ورفضا لأفكار الحرب بين أبناء البلد الواحد، ومحاولة ل"إعادة الألوان الزاهية للبنان". يذكر أن الحرب الأهلية اللبنانية بدأت في 13 أبريل 1975 واستمرت حتى 13 أكتوبر 1990. وتمثلت القوى المتصارعة بالمسيحيين الموارنة ،الشيعة، السنة، والدروز، منظمة التحرير الفلسطينية، والجيش الإسرائيلي الذي اجتاح لبنان عامي 1978 و1982، وكذلك الجيش السوري الذي دخل الى لبنان عام 1976. ويقدر عدد ضحايا الحرب الأهلية اللبنانية ب150 ألف قتيل و300 ألف جريح ومعاق و17 ألف مفقود، وهجرة أكثر من مليون شخص، وفاقت الخسائر المادية ال100 مليار دولار. وبدأت نهاية الحرب في أغسطس 1989 مع توصل النواب اللبنانيين في منطقة الطائف في المملكة العربية السعودية إلى "اتفاق الطائف".