قرر النائب العام المستشار هشام بركات، فتح التحقيقات القضائية فى واقعة السطو على حق الملكية الفكرية لكتاب «جورج بوليتزر»، الذى سبق أن ترجمه من الفرنسية الى العربية المفكر الراحل اسماعيل المهدى وتم نشره تحت اسمه باعتباره المترجم والمعلق مع اسم المؤلف عام 1957 على جزئين، أولهما بعنوان «المبادئ الأساسية للفلسفة»، وقد تم إيداعه فى دار الكتب المصرية برقم 1576 فى 16/11/1958، أما الجزء الثانى فكان بعنوان «المادية والمثالية فى الفلسفة» وتم إيداعه فى دار الكتب المصرية برقم 1214 فى 8/9/ر1958 وفقا للسجلات الرسمية الخاصة بتواريخ نشر وإيداع الكتب المصرية. وكان النائب العام قد تلقى البلاغ رقم 6613/2015 بشأن ظهور طبعة جديدة للكتاب ذاته مؤخرًا فى الأسواق تضم الجزأين معًا ومحذوف منها اسم مترجمة الراحل إسماعيل المهدى، فقرر إحالة البلاغ إلى المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة المستشار وائل شبل، للتحقيق القضائى فى واقعة السطو واتخاذ الإجراءات القانونية مع مرتكبيها. من جانبه، قرر وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوى، تشكيل لجنة من قيادات الوزارة تحت إشرافه لفحص واقعة السطو المذكورة حتى يتم اتخاذ القرارات وتنفيذ الإجراءات الحاسمة حيالها وذلك عقب تلقيه شكوى بشأنها تحت رقم 2525فى 5/42015 وهو نفس ما قرره الدكتور علاء عبدالهادى رئيس اتحاد الكتاب والمهندس عاصم شلبى رئيس اتحاد الناشرين، فيما يتعلق بالاختصاصات الفنية والتنظيمية لكل واحد منهما ضمن نطاق مسئوليته القانونية. فى السياق ذاته، شرعت إحدى المؤسسات الكبرى فى إعادة نشر الكتاب الأصلى بضم جزأيه الاثنين تحت اسم مترجمه الأصلى الراحل إسماعيل المهدوي، بينما تسود أوساط الحركة الثقافية والفنية حالة استياء عام بسبب تكرار جرائم السطو على حقوق الملكية الفكرية للأموات والأحياء من الكتاب والمؤلفين والمترجمين المصريين على مرأى ومسمع من الجهات المعنية التى أصبحت فى الآونة الأخيرة عاجزة عن منع أو حتى مقاومة هذه الظاهرة الإجرامية المتفشية. ومن المعروف أن الراحل إسماعيل المهدوي، كان مفكرًا سياسيًا وكاتبًا صحفيًا وأستاذا للفلسفة كما سبق له أن ترجم خلال خمسينيات وستينيات القرن العشرين أبرز الكتب الصادرة باللغة الفرنسية آنذاك سواء كان مؤلفوها فرنسيين مثل «جورج بوليتزر» و«جان بول سارتر» و«ألبير كامى» و«روجيه جارودى» أو كانوا غير فرنسيين مثل اليونانى «نيكوس كازنتزاكيس»، والروسيين «ديستوفيسكى» و«ستيبانوفا» وغيرهم.