سلط الكاتب الصحفى فهمى هويدى، الضوء على وعود الرئيس عبدالفتاح السيسي الخاصة بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، موضحًا، الوعود أطلقها الرئيس منذ شهر يناير الماضى ومع ذلك لم تنفذ حتى الآن، ولم يفسر لنا أحد لماذا تعطلت هذه الخطوة بحيث لم ينفذ وعد رئيس الجمهورية؟، وما الجهة التى حالت دون ذلك؟. وأضاف هويدي: أن تنفيذ تلك الوعود مهم لأنها تتعلق بملف حبس مظلومين وهو الأمر الذى يشكل استمراره بصورته الراهنة وصمة فى جبين النظام، فضلا عما يمثله من انتهاك لأبسط قواعد العدالة، ناهيك عما يثيره من أسئلة حول دور مراكز القوى داخل مؤسسة السلطة، وإذا لاحظت أننا نتحدث عن أبرياء اعترف رئيس الجمهورية بمظلوميتهم ووعد بإنصافهم، فإننا ما عدنا فقط نسأل لماذا لم يتم إنصاف المظلومين؟ وإنما صرنا نسأل أيضا من عطل تنفيذ وعد رئيس الجمهورية؟. وتابع هويدى فى مقاله بصحيفة "الشروق": أننا بصدد حالة كاشفة للمدى الذى ذهبت إليه عمليات الاعتقال العشوائى التى كان ضحاياها مئات بل ألوف الأشخاص، وذلك هو السبب وراء ضخامة أعداد المعتقلين، ورغم أنه لا تتوافر لدينا بيانات رسمية بشأن أعدادهم، إلا أن الرقم المتواتر فى أوساط الحقوقيين المصريين يقدرهم بنحو 40 ألف شخص. وأشار إلى إن عملية فرز الأشخاص الذين ألقى القبض عليهم يوم 14 أغسطس عام 2013، استغرقت نحو 20 شهرا، ليخبرنا النائب العام بأنه بعد تلك المدة الطويلة تبين أنه ليست هناك أدلة تبرر توجيه الاتهام إليهم فى القضية، ولا تفسير لطول تلك المدة سوى أن الجهات المعنية لم تكترث بالفرز، وإنما ظل همها هو إلقاء القبض على أكبر عدد ممكن من المشكوك فى انتمائهم للإخوان، ثم النظر فى مصيرهم على مهل بعد ذلك. وقال هويدى: إنه بالمعدلات القائمة فإنه إذا كان فرز نحو 900 شخص من الذين تم اعتقالهم فى أحداث النهضة قد استغرق حوالى 20 شهرا، فربما يكون علينا أن ننتظر عدة سنوات لكى تسوى أوضاع الأربعين ألف شخص الآخرين، بحيث يتحدد مصير الذين سينظر القضاء فى أمرهم والذين يطلق سراحهم لأنه لا دليل على اتهامهم.