تظاهر العشرات من ذوي ضحايا "مذبحة سبايكر" بمحافظة صلاح الدين، شمالي العراق وقطعوا جسرا حيويا وسط بغداد يطل على المنطقة الخضراء المحصنة أمنيا (مقر الحكومة والبرلمان) مطالبين السلطات بالكشف عن مصير ابنائهم، ما دفع مجلس المحافظة بتشكيل لجنة لتنسق مع الحكومة الاتحادية بشأن مصير المفقودين من تلك المذبحة. ووفقا لمراسل "الاناضول" فإن "العشرات من ذوي مفقودي سبايكر قطعوا جسر الجمهورية وسط العاصمة بغداد ومنعوا حركة السير مطالبين السلطات الحكومية بالكشف عن مصير أبنائهم بعد تضارب التصريحات من المسؤولين العراقيين بوجود ناجين من عدمه في المدينة التي استعادتها القوات الامنية الاسبوع الماضي. وأوضح المراسل أن الجسر تم فتحه بعد فترة وجيزة من غلقه، حيث طالبت القوات الامنية المتظاهرين بالابتعاد عن المنطقة الخضراء لسلامتهم، بعد أن شكل مجلس محافظة بغداد لجنة للتنسق مع الحكومة الاتحادية بشأن مصير المفقودين من المجزرة. وقال أحد المتظاهرين لمراسل "الأناضول" "لا نعرف مصير أبنائنا هل هم شهداء أم مفقودون أم قتلوا على أيدي المسلحين"، مشيرا إلى أن "القوات الأمنية تقول لا وجود لأي ناجي من مجزرة سبايكر والبرلمان يقول هناك ناجين نقلوا إلى سوريا، نريد من الحكومة أن تكشف لنا الحقيقة". وعلى صعيد متصل، قال مصدر في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي اليوم الاثنين إنه تم العثور على 28 ناجيا من مذبحة القاعدة العسكرية الجوية المعروفة باسم "سبايكر". وقال المصدر إن القوات الأمنية العراقية ومقاتلي الميليشيات عثروا على الضحايا في تكريت بُعيد استعادة المدينة من سيطرة تنظيم "داعش" الأسبوع الماضي. وبين المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح، أن بعض سكان المدينة خبأوا الناجين في منازلهم. وأشار إلى ان الناجين تمكنوا من الإفلات من قبضة "داعش" عند السير بهم من معسكر سبايكر إلى منطقة القصور الرئاسية حيث مسرح المذبحة. وأفاد المصدر بأن السلطات المعنية أخذت إفادة الناجين على أمل الوصول إلى المقابر التي تم دفن الضحايا فيها، مضيفا ان بعضهم التحق بالأجهزة الأمنية لمحاربة المتشددين. وأعلن القضاء العراقي في 19 من الشهر الماضي اعتقال 17 متهماً بتنفيذ جريمة قتل نحو 1700 من جنود قاعدة سبايكر بمحافظة صلاح الدين في يونيو/ حزيران الماضي، فيما كشف عن اصداره اوامر باعتقال 590 متهما بالجريمة ومنعهم من السفر وحجز أموالهم المنقولة وغير المنقولة. وتقول إحصاءات رسمية إن 1700 من طلبة قاعدة سبايكر قتلوا في يونيو/ حزيران الماضي عندما أطلق متشددو "داعش" النار عليهم من مسافات قريبة بدم بارد في أحد أبشع المجازر بالعراق. وسيطر داعش على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، في يونيو/ حزيران الماضي. ويشن الجيش العراقي حملة عسكرية لاستعادة المدينة، بالتزامن مع شن التحالف الدولي - بقيادة الولاياتالمتحدة - غارات على مقاتلي داعش في المدينة.