اعتقلت السلطات العراقية، 17 من بين المتهمين بتنفيذ جريمة قتل نحو 1700 من جنود قاعدة "سبايكر" العسكرية بمحافظة صلاح الدين (شمال)، وإصدار أوامر باعتقال ومنع سفر 590 متهماً آخرين بالجريمة ذاتها والحجز الاحتياطي على أموالهم المنقولة وغير المنقولة، بحسب مصادر قضائية. وفي بيان أصدره، اليوم الخميس، ووصل مراسل "الأناضول" نسخة منه، قال القاضي ماجد الأعرجي رئيس محكمة التحقيق المركزية، إن المتهمين ال17 الذين تم إلقاء القبض عليهم في وقت لم يحدده، اعترفوا بمشاركتهم بمجزرة سبايكر مع شركاء آخرين. وأضاف بأن محكمة التحقيق بانتظار ورود نتائج فحص الحمض النووي DNA لجثث الضحايا من أجل إحالة المتهمين إلى المحاكم المختصة لمتابعة الإجراءات القانونية بحقهم. وأشار الأعرجي إلى صدور أوامر بتوقيف 590 متهما آخراً بالجريمة نفسها وحجز أموالهم المنقولة وغير المنقولة وكذلك منع سفرهم خارج العراق. ولم يوضح البيان هويات أي من المعتقلين أو الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال أو حجز أموال ومنع سفر أو الدلائل التي تم الاستناد إليها في اتهامهم. وأضاف أنه فيما يخص المتهمين العسكريين بقضية سبايكر "سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم وفقا للقوانين العسكرية واستنادا إلى قانوني أصول المحاكمات والعقوبات العسكرية، دون أن يورد تفاصيل أكثر. وبحسب السلطات العراقية، فإنها تم العثور على 3 مقابر جماعية على الأقل في محافظة صلاح الدين يرجح أنها تعود لضحايا قاعدة "سبايكر" العسكرية في صلاح الدين. وكانت الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء قالت، في بيان الاثنين الماضي، إنها أغلقت مقبرة قرية البو عجيل الواقعة شرق مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين، بعد انتشال 13 جثة منها تعود لضحايا سبايكر. وأشارت إلى إرسال الجثث الى معهد الطب العدلي في بغداد لغرض مطابقة الطبعات الوراثية مع الطبعات المرفوعة من ذوي الضحايا والمفقودين. وأمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أمس الأربعاء، بالحفاظ على سلامة المقابر الجماعية التي اكتشفت مؤخرا في صلاح الدين وتعود لجثث ضحايا قاعدة سبايكر، داعياً في بيان أصدره، إلى عدم "العبث" بها أو نبشها عشوائيا. وقتل نحو 1700 من طلبة قاعدة القوة الجوية في تكريت مركز محافظة صلاح الدين والمعروفة باسم سبايكر في يونيو/ حزيران الماضي عندما أطلق متشددو "داعش" النار عليهم من مسافات قريبة بدم بارد في أحد أبشع المجازر بالعراق، كما ظهرت في مقاطع فيديو تم نشرها على شبكة الانترنت. ووجهت جهات شيعية مؤخراً اتهامات لعشائر سنية بالمسؤولية عن المشاركة في تنفيذ "مجزرة سبايكر" خاصة عشيرة البوعجيل، الأمر الذي ينفيه شيوخ تلك العشائر مؤكدين أن بعض أبنائها ممن انضموا إلى داعش "حالات شاذة ولا يمثلون تلك العشائر".