تحت عنوان "أوباما ينتهج سياسة نيكسون مع مصر"، قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ينتهج سياسة الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون (1969 1974) مع مصر، في سياق تعليقها على قراره باستئناف المساعدات العسكرية إلى مصر. وتساءلت الصحيفة: "هل الرئيس عبدالفتاح السيسي حليف حقيقي في نضالنا المستمر ضد الجهاد والإرهاب في الشرق الأوسط؟"، مشيرة إلى وصف الكاتب بريت ستيفنز بصحيفة "وول ستريت جورنال" للرئيس المصري بأنه "هبة من السماء الجيوسياسية". وتابعت "في الأسبوع الماضي، أغدق الرئيس أوباما البركة على السيسي في نهاية المطاف، عندما استأنف المساعدات العسكرية المعلقة منذ إطاحة الجيش بالرئيس الأسبق محمد مرسي بعد حملة حكومية لانتهاكات حقوق الإنسان لا هوادة فيها". ولفتت إلى أن "هذا القرار جاء بعد أيام فقط من إعلان مصر إرسال أربع سفن حربية لمساعدة المملكة العربية السعودية في الحرب ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن، حيث بدا قرار أوباما وكأنه مكافأة لتجنيد مصر في تلك المعركة". وأضافت: "للأسف فكرة أن السيسي سيكون حليفًا فعالاً ضد الإرهابيين الإسلاميين مضللة، بعدما أصبح في الواقع أحد الأدوات الأكثر فعالية لتجنيد الجهاديين، والحقيقة ببساطة أنه منذ أن تولى السيسي السلطة تصاعدت وتيرة الهجمات الإرهابية في مصر، حيث شهدت أكثر من 700 هجمة على مدار 22 شهرًا، مقابل أقل من 90 خلال ال 22 شهرًا السابقة". واستطردت: "من الصعب قياس عدد الشباب الذي تطرف نتيجة قمع السيسي، لكن يمكننا افتراض أن العدد كبير ومتزايد، وقد قدرت منظمة حقوقية مصرية وجود حوالي 42 ألف من السجناء السياسيين محتجزين". ورأت الصحيفة أنه "في هذه البيئة ليس من الغريب ظهور تقارير تشير لاتجاه الشباب المصري للتطرف بصورة منتظمة بما في ذلك الإسلاميين السلميين السابقين، حيث تتخذ الإجراءات الحكومية نبرة أعلى بكثير من بضع كلمات حول إصلاح الإسلام، اعتقادًا بأن المؤسسات الدينية يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الشباب المعرض للتطرف لكن هذا مجرد أماني، خداع مضح للذات". وأردفت "كنا نعتقد أننا تعلمنا من التجربة أن دعم الحكام المستبدين كوكلاء في معركة ضد التطرف في الشرق الأوسط ليست جديدة، وسيكون مصيرها الفشل الذريع ويتضح ذلك بعد تأييد شاه إيران، والدكتاتور العسكري الباكستاني محمد ضياء الحق، الذي ترأس فترة من التطرف الإسلامي لم يسبق لها مثيل، إضافة لتأييد السعودية والديكتاتور المصري حسني مبارك وكل هذا أسفر عن مشاهد وإنتاج للقمع مثل تنظيم القاعدة ومنفذي هجمات 11 سبتمبر الإرهابية بأمريكا". ورأت أن "الشيء المضحك هو أن السيسي لم يكن في حاجة للأسلحة، فمصر لديها مخزون كبير، وعلى أي حال الولاياتالمتحدة وفرت كل جوانب المساعدة الحاسمة لمكافحة الإرهاب، وما يريده السيسي هو إشارة لتأييد كامل من قبل الولاياتالمتحدة لتعزيز شرعيته، والآن قدمت إدارة أوباما حسب الأصول هذه الهدية لكن ومقابل ماذا؟".