قال رئيس وزراء قبرص التركية أوزكان يورغانجي أوغلو، أمامنا فرصة كبيرة لاستئناف المفاوضات مع الشطر الرومي، ولا سيما أنَّ أعمال التنقيب سيتم إيقافها بشكل مؤقت، من قبل الجانبين في 6 نيسان/أبريل الجاري. وأضاف يورغانجي أوغلو في حديثه لمراسل الأناضول "إنَّ على زعيم قبرص الرومية نيكوس أناستياديس" أن يستغل هذه الفرصة جيداً، وعلينا استئناف اللقاءات من جديد، وعلى الأممالمتحدة أن تستغل ذلك جيداً". وأشار رئيس وزراء قبرص التركية، إلى أنَّ الجانبين قطعا أشواطا كبيرة في المفاوضات التي تمت برعاية الأممالمتحدة، معرباً عن سعادته في حال تمَّ استكمال المفاوضات من جديد وإحلال السلام في الجزيرة. قائلاً "إن منطقة جغرافية صغيرة كقبرص لا يمكن أن تحتمل هذا الانقسام الطويل، فنحن اتفقنا في مفاوضاتنا السابقة على تأسيس بنك مركزي واحد في الجزيرة وتوحيد السياسة المالية، والأهم من ذلك استقرار الجزيرة سيضع حداً لحالة الغموض التي تلف الجزيرة، وسيجلب الاستثمارات إليها. وأوضح يورغانجي أوغلو أنَّ حل المسألة القبرصية سينعكس إيجاباً على المنطقة برمتها، وستكون نموذجاً للحل بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأزمات أخرى في الشرق الأوسط". وشدد يورغانجي على أنَّ الموارد الطبيعية في الجزيرة هي من حقِّ جميع السكان سواء أكانوا من الروم أو الأتراك، قائلاً "بإمكاننا أن نستثمر الموارد معاً ويمكن تصدير الغاز إلى أوروبا عبر تركيا بأسعار أقل، ليس الغاز المستخرج من المياه الإقليمية لجزيرة قبرص فحسب، بل غاز إسرائيل ودول أخرى". وكان زعيم القبارصة الأتراك، "درويش أر أوغلو"، ونظيره الرومي "نيكوس أناستاسياديس"، قد تبنيا في 11 شباط/فبراير 2014، "إعلانًا مشتركًا"، يمهد لاستئناف المفاوضات، التي تدعمها الأممالمتحدة، لتسوية الأزمة القبرصية، بعد توقف الجولة الأخيرة في آذار/مارس 2011، عقب الإخفاق في الاتفاق بشأن قضايا، مثل تقاسم السلطة، وحقوق الممتلكات، والأراضي. وفي إطار ذلك الإعلان، التقى الزعيمان القبرصيان في 17 أيلول/سبتمبر 2014 في المنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة برعاية من الأممالمتحدة، واتفق الجانبان على فتح صفحة جديدة من المفاوضات. وقامت اليونان في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بإرسال مذكرة احتجاج إلى تركيا، بسبب إرسالها سفينة الأبحاث التركية "برباروس" إلى المنطقة اليونانية، معتبرةً ذلك "محاولة تركية لتوتير الأجواء في المنطقة". وكان زعيم إدارة الشطر الجنوبي لجزيرة قبرص الرومية "نيكوس أناستاسياديس"، قد أعلن في السابع من الشهر ذاته، انسحاب بلاده من المفاوضات الجارية مع شمال قبرص التركية، بسبب إرسال تركيا سفنًا حربية إلى المنطقة التي يتم فيها التنقيب عن حقول الغاز. وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، وفي عام 2004، رفض القبارصة الروم خطة الأممالمتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة. وتعارض تركيا وجمهورية قبرص التركية استغلال حكومة قبرص الرومية مخزون النفط أو الغاز قبل أي اتفاق حول إعادة توحيد الجزيرة المقسمة إلى شطرين.