قال "إسبن بارث إيدي" مستشار الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بقبرص، إن الأزمة الناشبة بين أطراف جزيرة قبرص حول الموارد الطبيعية التي ظهرت في البحر الأبيض المتوسط باتت قريبة الحل، معرباً عن اعتقاده بأن المفاوضات ستستأنف مجدداً في فترة قصيرة بعد عدة أسابيع. جاء ذلك في إجابة إيدي على أسئلة الصحفيين عقب لقاء جمعه مع رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، درويش أر أوغلو، في مقر الرئاسة بمدينة نيقوسيا، حيث أشار إيدي إلى أن المحادثات التي أجراها مع أر أوغلو كانت إيجابية، مبيناً أن الجانبين وهو أيضاً يتشاركون نفس الإحساس المتعلق بأن حل الأزمة بات قريباً. وأعرب إيدي عن اعتقاده بعدم وجود أي أمر لا يمكن حله بالتفاهم والتوافق المشترك في قبرص بعد رغبة الجانبين بذلك، مضيفاً " واثق ومتفائل بأن كلا الطرفين يرغب بالحل رغم أن التوافق صعب". بدوره، ذكر أر أوغلو، أن اللقاء سار بشكل جيد، وأن المبعوث الأممي أعلمه بنية زعيم إدارة الشطر الجنوبي لجزيرة قبرص الرومية "نيكوس أناستاسياديس" بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وأفاد أر أوغلو بإمكانية إعلانه العودة لطاولة المفاوضات في الأسابيع الأولى من نيسان/ أبريل المقبل، قائلاً " المهم استئناف المفاوضات مجدداً". وأشار أر أوغلو، إلى أنهم سيواصلون المفاوضات بحثاً عن اتفاق مشترك، مضيفاً "هل سيكون ممكناً أم لا؟ هذا ما سيظهر في طاولة المفاوضات، ونحن عازمون على الوصول لنتيجة بعد إعادة بدء المفاوضات". تجدر الإشارة إلى أن هناك حالة من التوتر بين تركيا، واليونان بسبب بدء عمليات التنقيب عن الهيدروكربون في المنطقة الاقتصادية الحصرية المزعومة التابعة للشطر الرومي لجزيرة قبرص. كما قامت اليونان في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بإرسال مذكرة احتجاج إلى تركيا، بسبب إرسالها سفينة الأبحاث التركية "برباروس" إلى المنطقة اليونانية، معتبرةً ذلك "محاولة تركية لتوتير الأجواء في المنطقة". وكان زعيم إدارة الشطر الجنوبي لجزيرة قبرص الرومية "نيكوس أناستاسياديس"، قد أعلن في السابع من الشهر ذاته، انسحاب بلاده من المفاوضات الجارية مع شمال قبرص التركية، بسبب إرسال تركيا سفنًا حربية إلى المنطقة التي يتم فيها التنقيب عن حقول الغاز. وتعاني جزيرة قبرص من الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، منذ عام 1974، وفي عام 2004، رفض القبارصة الروم خطة الأممالمتحدة لتوحيد الجزيرة المقسمة. وكان زعيما القبارصة الأتراك، "درويش أر أوغلو"، ونظيره الرومي "أناستاسياديس"، قد تبنيا في 11 شباط/فبراير العام الماضي، "إعلانا مشتركا"، يمهد لاستئناف المفاوضات، التي تدعمها الأممالمتحدة، لتسوية الأزمة القبرصية، بعد توقف الجولة الأخيرة في مارس 2011، عقب الإخفاق في الاتفاق بشأن قضايا، مثل تقاسم السلطة، وحقوق الممتلكات، والأراضي.