خرج إلى الدنيا يتيماً وحرم من حنان والديه ولم يكن كبقة أبناء جيله، توفى والده في عامه الأول وتزوجت منبع حنانه (أمه) في نفس العام لتنتقل لحياة جديدة بعد أن وري رب الأسرة التراب، ليعيش وحيداً ..يتعلم.. يضحك.. يتألم .. رسم في ذاكرته عالمه الخاص وفلمه المحبب الذي نسجه على شريط سينما داخل عقله.. ليهرب من قسوة الحياة لعالم البهجة والسعادة.. ذلك الفتى الأسمر اليتيم الذي يقطن في قرية بعيدة عن القاهرة - تلك المدينة الساحرة - التي تمنى الانتقال ليصل لعشقه الذي يتلألأ بين المسرح والسينما- ليتحول للإمبراطور الأسمر الذي تعشقه الفتيات ويصبح حلم الآلاف منهن. تميز بكاريزما خاصة، فنظرة عينه تعبر عن ما بداخلة, ملامحه تحمل معاني قد يصعب على البعض وصفها إذا أراد أن يتكلم عن معاناة شعب, جسد كل الشخصيات ببراعة فائقة ليس لها نظير، هو واحد من هؤلاء الذين جعلوا مشوار الفنانين الشباب صعباً، فقد أصبح مطلوبًا منه فعل المستحيل حتى يحفر أسمه بجانب أسماءه قائمة النجوم التي لن ينساهم الجمهور مع مرور الوقت.
إنه الفنان الراحل أحمد زكى، الذي ودعنا في 27 مارس عام 2005م، بعد 55 عامًا من الكفاح.. الملقب بإمبراطور السينما المصرية أو فتى الشاشة الأسمر كما يُطلق عليه, الذي تتطل علينا اليوم الذكرى العاشرة على رحيله.
نبذة عن حياته أحمد زكى عبد الرحمن، مولود في مدينة الزقازيق، هو الابن الوحيد لأبيه، الذي توفى بعد ولادته، تزوجت أمه بعد وفاة زوجها ، فرباه جده ، حصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية، حيث شجعه ناظر المدرسة الذي كان يحب المسرح، وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وقابلوه، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية.
مشواره الفني أثناء دراسته بمعهد الفنون ، عمل في مسرحية "هالوا شلبى"، بعدها تخرج من المعهد وكان الأول على دفعته، بعدها عمل في المسرح في عده أعمال ناجحة جماهيرياً, لمس أحمد زكي قلوب الناس وسط عاصفة من الضحك.. كان هذا خلال المسرحية الأولى التي واجه الجمهور بها، وهي مسرحية مدرسة المشاغبين ,أولادنا في لندن، العيال كبرت، وفى التليفزيون لمع في مسلسل الأيام وهو وهى، وأنا لا أكذب ولكنى أتجمل، ونهر الملح ،والرجل الذي فقد ذاكرته مرتين، عمل في العديد من الأفلام التي حصل منها على جوائز عديدة. بعد ذلك أنتقل من المسرح إلى التليفزيون إلى السينما, ولفت الأنظار إليه بكل دور يقوم به.. وترجمت هذه الأعمال المتفوقة إلى جوائز.
مواقف عرضته للانتقاد تعرض الفتى الأسمر لحمله شرسة لتشويه، وذلك بسبب لمعان برقيه والتفاف الجمهور حوله في فترة قصيرة، نرصد أهم ثلاثة مواقف سينمائية وتليفزيونية جعلته عرضة للانتقاد الموقف الأول
عندما قام بدور البطولة في مسلسل الأيام، فقد قام بدور طه حسين، وعندما أجرى النقاد مقارنة بينه وبين محمود ياسين، الذي قام بنفس الدور في السينما, وحين تجري المقارنة بين من مثل مائة فيلم، وبين من مثل خمسة أفلام ومسلسل، فمعنى هذا أن أحمد زكي قفز إلى مكانة لم يسبقه إليها أحد !.
الموقف الثاني
برز حين قام بدور البطولة في فيلم شفيقة ومتولي، أمام سعاد حسني. ولا يهم ما قيل في الفيلم أو في سعاد حسني، إنما المهم هو البادرة بحد ذاتها، والتي هي إصرار سعاد حسني أن يكون أحمد زكي هو بطل الفيلم.
الموقف الثالث
كان في دور ثانوي، هو دوره في فيلم الباطنية، بين عملاقين سينمائيين هما فريد شوقي ومحمود ياسين، حيث أن الجوائز انهالت على أحمد زكي وحده، وهي شهادة من لجان محايدة على أنه، وزغم وجود العملاقين، قد ترك بصماته في نفوس أعضاء لجان التحكيم. بعدها جاء فيلم طائر على الطريق، وجاءت معه الجائزة الأولى.. وهكذا وجد أحمد زكي لنفسه مكاناً في الصف الأول، أو بمعنى أصح حفر لنفسه بأظافره طريقاً إلى الصف الأول أسرار في حياة الفتى الأسمر
يعتبر من الشخصيات الغامضة كان غامضا، فكان يفضل البعد بحياته الخاصة عن الصحافة والإعلام، وأن يظهر للجمهور فنه فقط , تزوج من الممثلة الراحلة "هالة فوائد"، ولكن مع يعرفه جيدًا داخل الوسط الفني يقول إنه أحب كثيرًا، ولكنه صرح لبعض أصدقائه قبل وفاته أنه ظلم زوجته وأم ابنه الوحيد "هيثم".
لذلك قرر ألا يتزوج بعدها لأنه أحبها بشدة، فقد كانت قصة زواج أحمد زكى من هالة فؤاد غريبة، رآها للمرة الأولى في بدايتها الفنية، وأحبها، وطلب منها الزواج فوافقت، فقد كان يحلم أحمد زكى بتكوين أسرة وأن يحيا في جو عائلى افتقده كثيرًا، فقد حرم من جو الأسرة والعائلة، فقد رحل والده عن الدنيا وهو طفل صغير، وتزوجت والدته، فلم يشعر بجو العائلة والأسرة.
أحمد زكى العاشق لم تكن زوجته هالة فؤاد هي الفنانة الوحيدة التي أحبها أحمد زكى، فقد أكد بعض أصدقائه إلى أن قصة حب نشأت بينه وبين الفنانة نجلاء فتحى، وذلك عندما كانا يقومان بتصوير فيلم "سعد اليتيم" معًا لكنها لم تكتمل . أيضًا نشأت علاقة حب بينه وبين الفنانة "شيرين سيف النصر"، عندما كانا يصوران معًا فيلم "سواق الهانم" عام 1994، إلا أن قصة الحب لم تكتمل لأسباب كثيرة فضلوا كتمانها . ولكن العلاقة الأقوى في حياة أحمد زكى، كانت علاقته مع الفنانة السورية رغدة، التي كان يريد الزواج منها في آخر أيامه لكنها رفضت. لم يكن أحمد زكي في حاجة للكلام كي أفهمه", بهذه الكلمات لخصت الممثلة السورية الشهيرة رغدة علاقتها الشخصية بفتى الشاشة الأسمر، مشيرة إلى "حالة حب مختلفة" بينهما. وأكدت بأن أحمد زكي عرض عليها الزواج وهو في الأيام الأخيرة من حياته، مشيرة إلى أنها رفضت هذا الاقتراح، كي لا يُقال عنها أنها كانت تعتني به في هذه الحلة انطلاقا من اعتبار أنه زوجها، أفلت شمس "الإمبراطور" .
رحل عن عالمنا يوم 27 مارس 2005 إثر صراع طويل للغاية مع مرض سرطان الرئة نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها، وعولج على نفقة الحكومة المصرية في الخارج، وتردد أنه أصيب بالعمى في أواخر أيامه إلا أنه طلب من المحيطين به تكتم.