قال وزير الموارد المائية والكهرباء بالسودان، معتز موسى، مساء اليوم السبت، إن اعلان المبادئ بشأن سد "النهضة" المنتظر توقيعه بعد غد الإثنين بالخرطوم، سيضع في المقام الأول الإقليم الذي يضم السودان ومصر وإثيوبيا في المسار الصحيح والطبيعي الذي تماشي مع مصالح الشعوب. ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن موسى قوله إن "إعلان المبادئ سيوقع عليه كل من الرئيس السوداني عمر البشير، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين، الإثنين المقبل بالخرطوم"، واصفا الاتفاق ب"التاريخي". وأوضح أن رئيس دولة جنوب السودان، سلفاكير ميراديت، ورئيس وزراء أوغندا، روهاكانا روغوندا، سيشاركان في مراسم توقيع اعلان المبادئ بشأن سد النهضة. وأضاف موسى أن أمين الجامعة العربية نبيل العربي، ومفوض الاتحاد الأفريقي، ديلاميني زوما، وأمين منظمة (الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا) الإيغاد، محبوب معلم، أكدوا مشاركتهم مراسم التوقيع. وقال الوزير السوداني إن هذا الاتفاق "سيضع في المقام الأول الإقليم الذي يضم السودان ومصر وإثيوبيا في المسار الصحيح والطبيعي الذي تماشي مع مصالح الشعوب التي تتطلع إلى حياة أفضل عمادها السلام والأمن والاستقرار والرفاهية والتطور ليكون مشروع سد النهضة أحد مكونات هذه النهضة القادمة، وأحد أعمدة التفاهم والتشاور بين قادة شعوب المنطقة". وقالت وكالة الأنباء السودانية إن "وفود المقدمة لدولتي مصر وإثيوبيا سيصلون الخرطوم قبل الرؤساء، ومن المتوقع أن يشهد توقيع اعلان المبادئ تغطية إعلامية غير مسبوقة وسيتم نقله مباشرة عبر عدد من التلفزيونات والإذاعات في الدول العربية والإفريقية". وكانت وزارة الخارجية الأثيوبية أصدرت في وقت سابق بيانا قالت فيه إن وزراء خارجية إثيوبيا والسودان ومصر توصلوا إلى تفاهمات حول مشروع اتفاق الوثيقة الخاصة بسد النهضة. وذكر البيان أن زعماء الدول الثلاث من المتوقع أن يوقعوا على وثيقة الاتفاق الخاصة بسد النهضة في اجتماع الخرطوم يوم الإثنين القادم. الوثيقة تتضمن عدة نقاط، أبرزها: تحديد أَطر لاستخدام المياه عقب إنشاء سد النهضة وبدء تشغيله، ووضع قواعد فنية يتوافق عليها خبراء الدول الثلاث لتجنب الأضرار بأي دولة من الدول الثلاث، حسب تصريحات سابقة أدلة بها مصدر دبلوماسي مصري رفيع لوكالة الأناضول. وتتخوف مصر من تأثير سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على نهر النيل، على حصتها السنوية من مياه النيل التي تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، بينما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة سيمثل نفعا لها خاصة في مجال توليد الطاقة، كما أنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر (دولتي المصب). وفي 22 سبتمبر/ أيلول الماضي، أوصت لجنة خبراء وطنيين من مصر والسودان وإثيوبيا، بإجراء دراستين إضافيتين حول سد النهضة، الأولى: حول مدى تأثر الحصة المائية المتدفقة لمصر والسودان بإنشاء السد، والثانية: تتناول التأثيرات البيئة والاقتصادية والاجتماعية المتوقعة على مصر والسودان جراء إنشاء هذا السد. وتتكون لجنة الخبراء الوطنيين من 6 أعضاء محليين (اثنين من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود.