استضافت العاصمة التركية أنقرة، اليوم السبت، قمة "القدس مدينة السلام"، برعاية الجامعة العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة فلسطين، وتركيا وبدعم من تجمع الاتحادات التركية. وافتتحت القمة بكلمة لرئيسة اتحاد سيدات ورجال الأعمال الأتراك، ورئيسة تجمع الاتحادات التركية "نزكات أمينة أتاصوي"، أكدت فيها على أهمية مدينة القدس الشريف، للعالم كافة، وللمسلمين على وجه الخصوص. وفي كلمة ألقاها خلال القمة، اتهم "حسين الأعرج"، رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية وزير الدولة ممثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إسرائيل بأنها تريد تحويل الصراع إلى ديني، ما ينذر بحرب لا تحمد عقباها في المنطقة. وأضاف الأعرج، أن إسرائيل حليفة للقوى الأصولية والإرهابية في المنطقة، قائلًا: "إسرائيل لا تريد السلام، بل هي تدير الصراع في المنطقة، وتريد الأمن والسلام لها وحدها، وهذا لن يتحقق أبدًا، لأن شعبنا هو الآخر له الحق في العيش، ويريد أن ينعم بالأمن والسلام". ودعا الوزير الفلسطيني، المجتمع الدولي إلى اعتبار القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة، لافتًا أن الأممالمتحدة والمنظمات الدولية، عليها العمل على إقامة دولة فلسطين لتعيش جنبًا بجنب مع إسرائيل. وشدد الأعرج على ضرورة وضع حد للاستيطان، وتفكيك الجدار العازل، مؤكدًا التزام وتمسك الحكومة الفلسطينية بخيار السلام، وبتقديم كل ما يمكن، وأن يدهم ممدودة لإسرائيل، من أجل السلام، في الوقت الذي لا تقر إسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني التي كفلتها كافة المواثيق الدولية. وطالب الوزير الفلسطيني رجال الأعمال الأتراك إلى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، وعدم تسويقها في الأسواق التركية، داعيًا إياهم إلى الاستثمار في فلسطين، قائلًا: "القوانين التجارية الفلسطينية مرنة، ونعتز باستضافتكم، وبقيامكم باستثمارات داخل فلسطين". واختتم الوزير الفلسطيني كلمته بتقديم الشكر الجزيل لتركيا، التي تلعب دورًا هامًا في القضية الفلسطينية وقضية القدس على وجه الخصوص. ومن جانبه أكد "هايل عبد الحفيظ داود"، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن، وممثل العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، أن بلاده تولي فلسطين أهمية خاصة، وأنها تبذل كافة جهودها من أجل القضية. وأضاف داود أن الملك عبد الله قال إن الاعتداء على المسجد الأقصى اعتداء على مليار و700 ألف مسلم، وأن القدس في أعناق الأردنيين قبل الفلسطينيين، مشيرًا أن العاهل الأردني وقع اتفاقية الوصايا على المقدسات الإسلامية في فلسطين، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من أجل تقديم الخدمات وأعمال الترميم للمقدسات في البلاد. وأشار الوزير الأردني أن وزارة الأوقاف أعادت تعريف المسجد الأقصى وفندت الأكاذيب الإسرائيلية، قائلًا: "المسجد الأقصى هو كافة الساحات التي تقع داخل دائرته، إسرائيل تحاول تزوير الحقيقة وادعاءاتها المتواصلة بوجود الهيكل". وطالب داود العالم كافة بتقديم الدعم للقضية الفلسطينية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، والاستمرار في تصحيح المفاهيم المغلوطة، التي تحاول إسرائيل إقناع العالم بها، والمساهمة في ترميم الأوقاف الإسلامية في القدس، وإيجاد السبل للضغط على إسرائيل اقتصاديًا، وسياسيًا، فضلًا عن تطوير برنامج سياحي إسلامي إلى القدس حتى لا تبقى النظرية الإسرائيلية في أذهان العالم.