أجمع المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول 'الطريق إلي القدس'، الذي انطلق اليوم الاثنين في العاصمة الأردنية عمان، والذي تنظمه لجنة فلسطين النيابية بالتعاون مع البرلمان العربي وجامعة العلوم الإسلامية الأردنية، تحت رعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، علي ضرورة دعم صمود المقدسيين في مدينتهم ماديا ومعنويا والتحرك علي كافة المستويات العربية والإسلامية والدولية لنصرة القدس والأقصي المبارك. وفي كلمته الرئيسية، أكد وزير الأوقاف الأردني الدكتور هايل داوود، علي أن هذا المؤتمر هو انتصار للقدس التي تعد أمانة عربية منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب ويجب علي المسلمين أن يواصلوا حملها وفاء للأمانة وتأدية للواجب، داعيا إلي ضرورة الانتقال إلي مشاريع حقيقية عملية للوقوف أمام المخططات 'الإسرائيلية' الرامية إلي تهويد المقدسات. وقال د.داوود 'إننا نقول للعالم أجمع أن الأقصي كان طريق الرسول صلي الله عليه وسلم إلي السماء وسيكون طريقنا إلي عزة وكرامة الأمة، محذرا 'الإسرائيليين' من أن المساس بالأقصي قد يؤدي إلي اشتعال النيران التي ستحرق الأخضر واليابس'. وأضاف: 'إننا ننصح أولئك المتغطرسين بأن يقرأوا التاريخ جيدا، كي يعلموا أن عمرا سيخرج من جديد، وأن القدس هي بوابة الحرب والسلام، منوها في هذا الإطار بأن الهاشميين نذروا أنفسهم خدمة للقدس والمقدسات ولن يتخلوا عنها أبدا'. من جانبه، قال الدكتور محمود الهباش وزير الأوقاف بالسلطة الفلسطينية 'إننا لا يمكن أن نقبل سلاما لا يضمن عودة القدس لتكون عاصمة لدولة فلسطين، فهي عزيزة علي قلوبنا جميعا ولها مكانتها عند كل المؤمنين من المسلمين والمسيحيين ولو فقدناها نكون قد فقدنا ديننا، فهي حاضرنا ومستقبلنا وماضينا'. وأشار الهباش الي تأكيدات اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني التي عقدت علي مدار اليومين الماضيين علي أنه لا سلام ولا دولة بدون القدس، لافتا إلي أن القدس اليوم تعيش واقعا مريرا بسبب الاعتداءات 'الإسرائيلية' المستمرة بحقها والرامية إلي تهويدها وطمس هويتها العربية. ودعا إلي ضرورة دعم صمود الفلسطينيين المقدسيين في المدينة ماديا ومعنويا لرفع معنوياتهم وحتي لا يشعروا أنهم وحدهم، لافتا إلي أن السلطات 'الإسرائيلية' خصصت العام الجاري مبلغا قدرها 4 مليارات دولار أمريكي بهدف تهويد القدس في حين أن العرب والمسلمين لا يعيرون الاهتمام الكافي بهذه المدينة. وقال إن الأردنيين والفلسطينيين لا يستطيعون أن يفعلوا كل شيء بمفردهم.. فاليد الواحدة لا يمكن أن تصفق.. لا نريد أن نبقي وحدنا.. نريد دعما عربيا وإسلاميا' متسائلا 'أين زيت العرب والمسلمين لإنارة قناديل القدس؟'، مطالبا بضرورة أن يخرج هذا المؤتمر بقرارات وتوصيات عملية وملزمة يلتزم بها المسلمون. بدوره، قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية السابق 'إن القدس تنادينا جميعا في ظل ما تتعرض له حاليا من أوضاع صعبة وهي الأوضاع التي لا ترضي الله ولا المؤمنون، موضحا أن زيارة القدس جائزة من الناحية الدينية باتفاق علماء المسلمين أما من الناحية السياسية فالسياسة مبنية علي المصالح وهو ما يعني ضرورة تقديم مصالح أهل القدس وفي فلسطين. قال أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربي إن القضية الفلسطينية هي قضية محورية ومصيرية للأمة العربية، منوها بأن دورة الانعقاد الحالية للبرلمان هي بعنوان 'فلسطين في قلب الأمة العربية والإسلامية' وهو ما يؤكد علي المكانة الكبيرة التي تحظي بها عند العرب والمسلمين جميعا. وأفاد الجروان بأن هذا المؤتمر يكتسب أهمية كبيرة في ظل الظروف الراهنة التي تتعرض لها القدس من تغيير ديموغرافي بهدف تغيير معالمها وطمس هويتها العربية والإسلامية علاوة علي الحفريات التي تقوم بها 'إسرائيل' أسفل الأقصي لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم.. داعيا إلي تحرك عربي ودولي للتصدي للسياسيات 'الإسرائيلية' الأخيرة بحق الأقصي واستنهاض المسيحيين في العالم للدفاع عن المقدسات المسيحية في القدس. وقال 'إننا نقدر عاليا الرعاية الهاشمية للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والعمل من أجل الحفاظ علي عروبتها'، مؤكدا علي أن وضع القدس مرتبط بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وأن الإجراءات التي تقوم بها 'إسرائيل' لتغيير هذا الواقع باطلة شكلا ومضمونا، محملا 'إسرائيل' مسؤولية توقف عملية السلام بسبب هذه الإجراءات. وأثني الجروان علي اتفاق فتح وحماس الخاص بالبدء في تنفيذ بنود المصالحة لإنهاء الانقسام الفلسطيني، قائلا 'إن ذلك سيدعم صمود الشعب الفلسطيني في المفاوضات'، وطالب منظمة اليونسكو القيام بواجباتها تجاه مخططات 'إسرائيل' الرامية لتهويد القدس وإزاء عمليات الحفريات المستمرة. من جهته، أكد رئيس مجلس النواب الأردني الدكتور عاطف الطراونة علي أن القضية الفلسطينيةوالقدس لهما مكانة خاصة عند القيادة الهاشمية والأردنيين وأن التحرك تجاههما يكون نابعا من منطلق المسئولية التاريخية والدينية، قائلا 'إننا لم نكل يوما في العمل من أجل نصرتهما علي كافة الأصعدة'. ودعا الطروانة العالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي إلي ضرورة التحرك من أجل وقف الإجراءات الإسرائيلية المستمرة بحق القدس والأقصي، مؤكدا علي ضرورة الخروج من هذا المؤتمر بموقف عربي واحد ومشترك لمساندة الأشقاء الفلسطينييين في محنتهم. وقال مدير الأوقاف الإسلامية في القدس الشيخ عزام الخطيب التميمي 'إننا نريد انتقال هذه الهبة من البرلماني الأردني إلي البرلمانيين العرب جميعا حيال ما يجري في القدس، لأننا نريد السلام العادل في هذه المدينة'، مشددا علي أن القدس بحاجة إلي كل عربي للوقوف معها كما أن المقدسيين بحاجة إلي دعم صمودهم. ودعا الخطيب علماء الأمة الإسلامية إلي دحض الرواية 'الإسرائيلية' حول الهيكل المزعوم وذلك عبر منتدياتهم وخطبهم ومؤتمراتهم في جميع أنحاء العالم وعلي صعيد حوار الأديان للحفاظ علي القدس عربية إسلامية، فيما دعا سفراء الدول الحاضرين في المؤتمر إلي نقل هذه الرسالة إلي دولهم والتأكيد علي أن القدس في خطر.