لا يمكن أن تتخيل النظر إلى رفات نجلك قرابة شهرين ولا تصل إليك فتقيم سرادق عزاء وجنازة دون جثمان وتستقبل مشيعي الجنازة وتأخذ العزاء وأنت لا تعلم أين هي رفات وبقايا نجلك.. هذا هو حال أسرة المجند الشحات فتحي شتا، من مدينة شربين بمحافظة الدقهلية، والذي لقي مصرعه في الأحداث الأخيرة في سيناء وأسفر عن مصرع عشرات الجنود. ففي قرية رأس الخليج التي تتبع مدينة شربين بالدقهلية، تسكن عائلة المجند الفقيد الذي لم يتجاوز ال22 عامًا والدته مازالت تبكي حتى اليوم قائلة: "نفسي ابني يرجع لي ده أنا حتى معرفتش أبص في وشه قبل ما يموت ولا ألمس جثته"، موضحة أنها ظلت هي ووالده ينتظران إجراء تحاليل البصمة الوراثية لجمع أشلاء نجلهما إلا أن أشلاءه لم تجمع ولن تعود. وأضافت: "أنا راضية بقضاء ربنا بس عايزة اللي باقي من جسم ابني ادفنه علشان حتى اعرف أروح أزوره في قبره وادعي له ناري مش هتبرد إلا لما رفاته ترجع وتتلم في قبره". وأوضح والده، أن نجله قام باحتضان ملثم يلبس قميص متفجرات وجري به لأكثر من 100 متر في محاولة منه لكي يفدي الكتيبة وزملاءه. وأكد ل"المصريون" أنه تلقى آخر اتصال من نجله منذ أكثر من شهر وعند وقوع الحادث أكد زملاؤه أنه كان متواجدًا في الخدمة وقت الحادث، قائلا: "بحثنا عنه في جميع المستشفيات العسكرية وبين المصابين والمتوفين ولكن لم نجده، وعقب وقوع الحادث بيومين أبلغوه أنهم وجدوا جثة مطابقة لنجله وحين ذهب لاستلامها طالبوه بالرجوع، بعد اكتشاف أنها لمجند آخر غير نجله". وقد فشل أهالي الضحية في العثور على رفاته فقامت قيادات من القوات المسلحة بإقامة جنازة عسكرية وسرادق عزاء دون جثمان خرجت من مسجد الترعة بالقرية.