قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن تركيز النظام الحالي في مصر على اتهام جماعة "الإخوان المسلمين"، بالوقوف وراء التفجيرات المتتالية في البلاد, رغم إعلان آخرين مسئوليتهم عنها, يحمل تداعيات خطيرة, بالنسبة للأزمة المتفاقمة في مصر. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 13 مارس " العنف السياسي أصبح شائعا في مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة، والذي لم يفوت فرصة ليشير بأصابع الاتهام إلى جماعة الإخوان المسلمين". وتابعت "إذا أعلنت أي جماعة تابعة لتنظيم الدولة, العدو اللدود للإخوان, مسئوليتها عن تفجير هنا أو هناك في مصر, فلا يهم، لأن حكومة السيسي تعرف من تلقي عليه اللوم". واستطردت الصحيفة " تركيز السيسي المباشر على الإخوان, إنما يعكس هواجسه ومخاوفه, منذ قيادته تحركات عزل الرئيس السابق محمد مرسي, وحظره جماعة الإخوان, وسجن قادتها, بما في ذلك مرسي". وحذرت "كريستيان ساينس مونيتور" من "أن استمرار إلقاء المسئولية على الإخوان في كل مناسبة عنف, أمر خطير للغاية, لأن الأوضاع قد تتطور إلى صراع مسلح تخلع فيه الجماعة ثوب السلمية بسبب حملة التضييق الصارمة, التي يشنها السيسي عليها", على حد قولها. وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتهم جماعة الإخوان المسلمين بأنها "أم الجماعات الإرهابية في العالم"، وذلك في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أشار فيها أيضا إلى تراجع العداء مع إسرائيل، وقال إنه يتحدث كثيرا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. واتهم السيسي, حسب المقتطفات التي نشرتها الصحيفة على موقعها الإلكتروني في 12 مارس, جماعة الإخوان المسلمين بأنها الجماعة الأم للفكر المتطرف ولجميع المنظمات الإرهابية. وقال :"إن الإخوان المسلمين رفضوا المشاركة في المسار الديمقراطي بعد مظاهرات الثلاثين من يونيو 2013 , واختاروا مواجهة الدولة واللجوء إلى العنف". وأضاف السيسي أنه يتحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي لطمأنته على أن التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين سيمثل اتفاقا تاريخيا له، ويعرض عليه المساعدة في الأمر. وأشار إلى أن بلاده تحترم معاهدة السلام مع إسرائيل منذ توقيعها، وأن ترحيب إسرائيل بوجود قوات مصرية في الأجزاء الوسطى والشرقية من سيناء بالرغم من أنه محظور بموجب المعاهدة، يعكس حجم الثقة بين الجانبين وتراجع حالة العداء والتشكيك. وناشد السيسي -الذي دعا محررة "واشنطن بوست" لالي ويموث، لإجراء مقابلة معه, عشية المؤتمر الاقتصادي, الذي انطلق في شرم الشيخ في 13 مارس- الولاياتالمتحدة أن تدعم بلاده وما سماها الإرادة الشعبية، قائلا :"إن السيسي يعكس الإرادة الشعبية للمصريين". وتابع أن هناك سوء تواصل مع واشنطن، وأن صوت مصر لا يصل إليها بوضوح, وقال إن أمريكا تكتفي بمشاهدة ما يحدث في المنطقة التي تشهد -وفق رأيه- فراغا استراتيجيا, بالرغم من التهديدات الضخمة, التي تواجهها. وحذّر السيسي من أن فشل مصر سيؤدي إلى فوضى في المنطقة تؤثر على إسرائيل وتمتد إلى أوروبا. وفي ملف حقوق الإنسان، سئل السيسي عن اعتقال النشطاء في مصر بمن فيهم بعض مؤيديه السابقين، فأجاب أن السلطات المصرية أفرجت قبل أسبوع عن 120 سجينا، وأن وزارة الداخلية لم ترفض قط منح تصريح للتظاهر. وأضاف "لا يمكنك فهم الصورة الحقيقية لما يجري في بلادنا، نحن دولة نامية، أعطونا فقط فرصة للتقدم، إذا استعجلنا الأمور, فإن دولة كدولتنا ستنهار".