قال نعمان قوتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي، إن النجاح الذي حققته تركيا في السنوات الأخيرة، نجاح للعالم الإسلامي كذلك. جاء ذلك في كلمة له اليوم الأربعاء، في حفل تدشين "مركز العمل الثقافي" لجامعة محمد الخامس بالعاصمة المغربية الرباط (شمال)، والذي تمت تهيئته وتجهيزه من طرف الوكالة التركية للتنسيق والتعاون (تيكا). وأضاف قوتولموش، إن "تركيا حققت نجاحا اقتصاديا كبيرا، وفي جميع المجالات منذ أكثر من 12 عاما، لكن هذا النجاح ليس نجاح فقط لتركيا، بل هو نجاح للعالم الإسلامي"، مضيفا أن هذا "النجاح" كان نتاج تغيير في الدولة والحكومة التركية، وبفضل ذلك "حققت تركيا إنجازات كبيرة وعظيمة في البنيات التحتية والمنشئات العامة والخاصة". وأشار نائب رئيس الوزراء التركي، إلى إنه بفضل السياسة الجديدة للحكومة التركية، وبفضل سياسة الانفتاح التي تنهجها، "استطاعت تغيير صورة تركيا في الخارج". وأضاف تركيا من قبل لم تكن منفتحة على جيرانها فضلا عن العالم العربي والإسلامي وآسيا وإفريقيا، وأنه بفضل هذه السياسية استطاعت تركيا أن تكسب دولا صديقة كثيرة في القارتين الآسيوية والإفريقية، وتعميق العلاقات مع "أصدقائنا المسلمين في المحيط الأطلسي، وأصدقائنا الأفارقة". ودلّل على هذه السياسة الجديدة بالقول إنه قبل 12عاما لم تكن لتركيا سوى 12 سفارة في أفريقيا، والآن تتوفر على 39 سفارة في هذه القارة، ومشيرا إلى ما قال إن تركيا تقدمه من دعم ومساعدات لدول مثل الصومال، وبعض الدول التي عانت من داء إيبولا، وقال "إننا الآن لدينا أصدقاء كثر شمالا وجنوبا وشرقا وغربا". وقال قوتولموش، "هناك من ذهب إلى أفريقيا من أجل استغلالها، والاستلاء على خيراتها وتدمير تراثها الثقافي الحضاري، وممارسة الاستعباد على سكانها، ولكننا نحن نسعى إلى السلم والعدل مجتمعين". وبخصوص العلاقات مع المغرب قال إن المغرب وتركيا دولتان بعيدتان جغرافيا واحدة في المشرق والأخرى في المغرب لكن لهما حضارتين تاريخيتين متميزتين في العالم الإسلامي بفضل الغنى والثراء الكبير للثقافتين وروافدهما المختلفة. وأضاف أن التعاون الثقافي والعلمي له رمزية كبيرة في تعميق العلاقات بين المغرب وتركيا والانفتاح بين الثقافتين المغربية والتركية، مشيرا إلى أنه "هذه هي المرة الثالثة التي أزور فيها المغرب، وفي كل مرة اكتشف جمال هذه الدولة تراثها الحضاري، والتي لها خصوصية وتميز كبير في العالم وساهمت في غنى التراث العالمي". وقال إن تركيا تسعى إلى التعاون مع المغرب المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية، مشيرا إلى "إننا نريد أن نقدم نموذجا للتعاون بين بلدان العالم الإسلامي". بدوره قال لحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المغربي، "إننا ندعم دراسة اللغة التركية هنا في الجامعات المغربية، تصور شمولي في إطار التعاون المشترك، ولي اليقين أن الطلبة المغاربة سيستفيدون كثيرا من مثل هذه المراكز، خاصة من يريد أن يتعلم اللغة التركية". وقالت سمية بنخلدون الوزيرة المنتدبة في التعليم العالي والبحث العلمي المغربية، في تصريح للأناضول، إن مثل هذه المراكز يشكل فرصة للتعريف بالثقافة التركية بالنسبة للمغاربة وكذلك التعريف بالثقافة المغربية بالنسبة للأتراك". وأشارت إلى أن المغرب وتركيا تربطهما مجموعة اتفاقيات، ولاسميا مذكرة تفاهم بين البلدين التي تم توقعيها في تركيا، والتي تنص على مجموعة من الإمكانات المتاحة للتعاون منها الاعتراف المتبادل بالشهادات الجامعية بين البلدين، وتقديم منح للطلبة، وإمكانية فتح جامعة تركية مغربية تركية مشتركة". بدوره قال سعيد امزازي رئيس جامعة محمد الخامس الرباط، إن "تركيا استطاعت إقامة زواج مثالي بين الإسلام والديمقراطية في العالم الإسلامي"، مشيدا بما حققته من تطور كبير اقتصاديا، وما حققته جامعاتها من نهضة، حيث أصبحت تصنف ضمن الجامعات 100 جامعة في العالم، معتبرا أن هذا "يشكل نموذجا في العالم الإسلامي". وأشاد بالتعاون الثقافي المغربي التركي، وقال إنه "رغم البعد الجغرافي بين البلدين لكننا نتقارب ثقافيا وحضاريا وعلميا"، وقال إن "تدشين مركز العمل الثقافي، رغم رمزيته، لكنه يعكس التعاون الدولي التركي المغربي في البحث العلمي". ويقوم قوتولموش بزيارة رسمية للمغرب للمشاركة في فعالية "الأيام الثقافية التركية" التي انطلقت الاثنين، وتستمر حتى الخميس المقبل في العاصمة الرباط ومدينة فاس (شمال) ومراكش (وسط)، ويجري مباحثات رسمية على هامش الزيارة. وتنظّم هذه "الأيام" من طرف العديد من المؤسسات التركية من بينها وكالة التعاون والتنسيق (تيكا)، التابعة لرئاسة الوزراء التركية، ومعهد "يونس أمره الثقافي" الذي يمثل المركز الثقافي التركي بالمغرب.