جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الدعوة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة تحفظ الأمن العربي والخليجي، والتي كشفت عنها الخارجية المصرية قبل نحو شهرين، قائلا:"تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت". حديث السيسي، اليوم، إلى صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، عن تشكيل هذه القوة يأتي قبل يوم من زيارة يجريها للسعودية، تعد الأولى له من تولي العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، الحكم أواخر الشهر الماضي، وهو وهو ما قال عنه مصدر مطلع إنه سيكون أحد محاور اللقاء. حدد الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حديثه مع الجريدة واسعة الانتشار، 4 عناصر في علاقته مع دول الخليج، ثلاثة منها هي: "أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج"، و"أمن الخليج خط أحمر"، و"مسافة السكة التي تحدثت عنها سابقا"، في إشارة إلى استعداد للتدخل الفوري حال تعرض دولة خلجية لاعتداء. وتابع السيسي: "أكيد مسافة السكة لم تتغير ولماذا تتغير؟ وخلي بالك (ضع في اعتبارك) عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا في الأزمة التي مرت بمصر، فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شيء في الأمر لا اليوم ولا غدا". أما العنصر الرابع الذي يحدد علاقة مصر بالخليج، فقال عنه السيسي إنه "إنشاء قوة عربية مشتركة"، مضيفا: "تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد". وأردف: "لا بد من التحرك الجماعي وأعني دورا عربيا مشتركا لا يقتصر على الدور السعودي والمصري والإماراتي كل على حدة، لا أنا شخصيا، ولا مصر، لا نبحث عن دور وإنما عن حالة عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات". وكشف عن إجراء مشاورات مع الأشقاء (دون أن يسميهم) بشأن تشكيل "قوة عربية مشتركة". وحول المبررات التي تحتم تشكيل هذه القوة، قال: "المنطقة العربية في خطر وفي أضعف حالاتها. والجسد العربي مثقل بالجراح، والرصد للواقع غير دقيق للأسف، وأتمنى أن تعود كل الدول العربية لما كانت عليه من قوة تُزيد رصيدَ الصلابة للجسد العربي، أتمنى أن يعود اليمن والعراق وليبيا وسوريا وكل الدول كي نشكل حلقة جديدة من العمل والتعاون العربي المشترك". وفيما يلي تسلسل زمني لفكرة القوة العربية المشتركة التي تؤدي إلى ما أعلنه السيسي اليوم عن تمنياته لإجراء مناورات مصرية خليجية، وفق رصد أعده مراسل وكالة الأناضول استنادا إلى بيانات رسمية: مطلع يناير الماضي: وزارة الخارجية المصرية قالت إن هناك مساع لتشكيل قوة عربية مشتركة لمكافحة الإرهاب، قال عنها اللواء المتقاعد سامح سيف اليزل، القريب من المؤسسة العسكرية، إن القوة المشتركة ستضم "قوات خاصة من الدول العربية مدعومة بقوة جوية من المقاتلات، تكون لها قيادات موحدة تحت مظلة الجامعة العربية حتي تكون لها شرعية، وتتلقى تدريبات مشتركة كل ثلاثة أشهر، وتتواجد هذه القوات كل في بلدها، على أن يتم تجمعها في التدريبات على خطط سيتم وضعها لمواجهة التهديدات". ولفت اليزل إلى أن الهدف من تشكيل تلك القوات "مكافحة الإرهاب في الدول (المشاركة) والتدخل لحماية هذه الدول إذا ما تعرضت إلى أخطار خارجية أو داخلية، ويمكن تشكيل قوة لحفظ السلام منها إذا ما اقتضى الأمر". 16 ينايرالماضي: جامعة الدول العربية، اقترحت تشكيل قوة عربية مشتركة، أمام الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، لدحر الإرهاب وفقا لميثاق الجامعة ومعاهدة الدفاع العربي المشترك لعام 1950، مقترحة إنشاء قيادة عامة موحدة لقوات التدخل العسكرية وفقا لمقتضيات المعاهدة أو أي صيغة أخرى يتم التوافق عليها. 14 فبراير الجاري: قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن هناك أفكار تتداول بين القادة العرب حول تشكيل قوات عربية أو قوة انتشار سريع سواء في الخليج أو الأردن أو مع الدول الشقيقة العربية التي يتم التعاون معهم على أعلى مستوى بين القوات المسلحة لهذه الدول". 15 فبراير الجاري: بدر عبد العاطي، المتحدث باسم الخارجية، قال في تصريحات صحفية، إن مصر تجري مباحثات لتشكيل القوة المشتركة للحفاظ على أمن الاردن والخليج بالإضافة إلى مصر. 22 فبراير الجاري: دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى ضرورة تشكيل قوة عسكرية عربية لِمواجهة الإرهاب. 26 فبراير الجاري: قال وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن القمة العربية القادمة التي تستضيفها مصر فى مارس المقبل، سيكون عنوانها "الأمن القومي العربي"، منوها إلى أن "تشكيل قوة عربية موحدة، من بين هذه الوسائل التي سيتم مناقشتها". 27 فبراير الجاري: ليبيا أيضا أعلنت دعمها للفكرة، وقال عبد الله الثني رئيس حكومة طبرق، المعترف بها من المنظمات الدولية من القاهرة، في تصريحات صحفية، إنه "يجب أن نعتمد على أنفسنا في مواجهة الإرهاب، بإنشاء قوة عربية مشتركة، تكون هي نقطة البداية"، مشيرا إلى أن نواة هذه القوة تتكون من "مصر والسعودية والإمارات والأردن". السيسي، أضاف خلال حواره مع "الشرق الأوسط"، إن مباحثاته في السعودية، غدا، ستتركز على "التحديات التي تحيط بالمنطقة العربية، والتطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب". إلا أن مصدر مطلع قال لصحيفة الحياة اللندنية، إن السيسي سيعرض رؤيته لهذه القوة، على العاهل السعودي، في زيارته المقررة غدا الأحد. وتابع السيسي ردا على سؤال حول التحرك ضد تنظيم داعش: "حذرت ومنذ عامين في خطابات كثيرة، عربيا ودوليا، من أن هناك خطورة من المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق وكذلك ليبيا، وحذرت وأبديت مخاوفي من تحول المنطقة إلى ساحة جاذبة للإرهاب، وما زلت أحذر من المخاطر الحقيقية مع استمرار الوضع على ما هو عليه، ولذا طالبت بأن يكون العمل جماعيا حتى نستعيد الأمن، لأن استعدادنا معا يطرد الإرهاب من بلادنا، أما تركنا له فهو يعزز من اشتعال البيئة الحاضنة للإرهاب في كل مكان، في مصر والعالم العربي وحتى في دول الخليج". وأضاف: "أعلنت مصر منذ اليوم الأول أنها مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأكدت ضرورة أن تكون المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين استراتيجية وشاملة، لأن العمل العسكري والأمني فقط غير كاف، والأكثر من ذلك أننا في مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب في سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل". وأختتم: "لدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين".