بعد أن طرقت عليها أصابع عناصر شبكة الجاسوسية التابعة للزعيم الألماني أدولف هتلر، خلال فترة الحرب العالمية الثانية، تعود ماكينة تشفير الرسائل اللاسلكية، التي حيرت الحلفاء طويلاً، للظهور مجدداً، ولكن ستطرق عليها هذه المرة "مطرقة المزادات"، عندما يتم عرضها للبيع أواخر الشهر الجاري. وأعلنت دار "كريستيز" للمزادات عن عرضها الماكينة المعروفة باسم "إنيغما"، ذات الثلاثة صفوف من الأزرار الدائرية، والتي كان يستخدمها الجيش الألماني في كتابة رسائله المشفرة إلى عناصر شبكته التجسسية، للبيع في مزاد علني، تعتزم إقامته في 29 سبتمبر/ أيلول الجاري، بالعاصمة البريطانية. ولم يستطع الحلفاء فك رموز الرسائل المشفرة التي كان يجري إرسالها بواسطة تلك الماكينة، إلى أن نجحوا في الحصول عليها في إحدى المعارك البحرية، حيث تم نقلها إلى مجمع "حديقة بلتشلي" الأسطوري، والذي كان يُعرف أيضاً باسم "المحطةX"، في بريطانيا، حيث تمكنوا من فك شيفرتها. وخلال فترة الحرب العالمية الثانية، كانت ماكينة "إنيغما" الجهاز الأكثر تطوراً من نوعه، كما أنها تُعد نقطة الانطلاق لظهور الأجيال الأولى من أجهزة وأنظمة الكمبيوتر الحديثة. وكان قد تم إنتاج الجيل الأول من هذه الماكينات، من قبل شركة هولندية، لأغراض تجارية، في أعقاب الحرب العالمية الأولى.