قال "هيكل" في لقاء مع لميس الحديدي، إن دبلوماسيا غربيا لم يذكر اسمه سأله مندهشا: لم لا يتحرك الجيش المصري للعدوان على ليبيا للإجهاز على "تنظيم القاعدة " الموجود في "درنة" الليبية؟! هيكل توقع بلغة لا تخلو من التحريض الصريح تكرار سيناريو عدوان السادات على ليبيا عام 1977. الجبهة مع حماس هدأت نسبيا، وتراجع خطاب إعلامي شديد التطرف والنزق والعدوانية، لم يكف عن التحريض على كراهية الفلسطينيين ، وحث الجيش المصري على ضرب "غزة" المؤيدة لمرسي الذي أطيح به بالقوة من منصبه في 3 يوليو الماضي. احتفظ الجنرالات المصريون بهدوئهم، واستندوا إلى تاريخ الجيش وسيرته الوطنية، وتعففوا عن التورط في معركة معروفة نتائجها مسبقا، قد يحقق بطبيعة الحال انتصارا عسكريا على حماس، ولكن سيخرج بهزيمة أخلاقية وسياسية، سيظل عارها محفورا في الضمير العربي إلى أن تقوم الساعة. السادات قصف السلوم وطبرق والكفرة بالطيران، وانتصر عسكريا على القذافي، ولكن ظل العدوان جرحا نازفا، وعارا لا يريد أن يتذكره المصريون. اليوم.. مصر أسيرة الفاشية المتشحة ب"تطرف وطني" مزيف وغير حقيقي، يستخدم كمطية للتزلف إلى السلطة الجديدة، ويعتقد بأن "الاستقواء" على الضعفاء : غزة المحاصرة وليبيا التي تضربها الفوضى، "بطولة" قد تضاف إلى رصيد الباحثين عن "شرعية" لتولي الحكم، فينصحونها ب"مغامرة" أقرب إلى النزهة العسكرية يعودون منها، وقد تلبستهم روح "الزعيم" العربي ذات اليد الطويلة والقادر تأديب "المتمردين" على "أم الدنيا". هيكل.. لم يخف تأييده للطاغية السوري بشار الأسد الذي يقتل شعبه بالكيماوي وبالبراميل المفخخة وبالشبحية.. وتوقع فوزه في الانتخابات السورية.. ولا يمكن أن ينسى لثوار ليبيا انهاء حكم العقيد الدموي معمر القذافي، والذي وصفه عبد الناصر ب"أمين القومية العربية".. هيكل يحرض بخبث على "غزو" ليبيا وتأديب الثوار بزعم أنهم تنظيم قاعدة يهدد الأمن القومي المصري. واخترع حكاية "الدبلوماسي الغربي" المجهول والذي لم يذكر اسمه ليمرر من خلاله تحريض المصريين على أشقائهم العرب في ليبيا. ولا أدري إذا صحت رواية هيكل ِلمَ يطلب الدبلوماسي "مجهول الإسم" من مصر، الاعتداء على ليبيا، لمواجهة القاعدة في "درنة".. وِلمَ لا يطالب دولته "الغربية" بمثل هذا العدوان.. لأن مواجهة القاعدة من المفترض أنها ليست مسؤولية دولة بعينها وإنما مسؤلية مشتركة للمجتمع الدولي بلا استثناء وواشنطن وأوروبا الغربية في مقدمته؟! هيكل.. الذي يعيش في كهوف الستينيات، ولا يريد أن يعترف بأن مقارباته بات خارج التاريخ والجغرافيا، لا يعرف بأن العالم قد تغير، ولم يعد قرار الحرب "قرارا محليا"، بمعنى أنه من حق أية دولة أن تقرر وفي أية لحظة إعلان الحرب على جارتها بجرة قلم.. وإنما بات "قرارا دوليا" وملكيته حصريا للمجتمع الدولي ولمؤسساته. هذا التحريض الفج والعدواني للاعتداء على الأشقاء العرب، لن يثمر إلا الحض على الكراهية، ونقل مصر من موقع "الشقيق الأكبر" إلى منزلة "العدو المتربص".. فيما لا يمكن للقاهرة اطلاق رصاصة واحدة صوب فلسطين أو ليبيا او السودان.. الدنيا تغيرت يا هيكل.. وياريت تفوق وتعترف، بانك بت غير قادر على الفهم.. وتحريضك على ليبيا ليس من شيم "الكبار". · كتبت هذا المقال في 14/4/2014
· عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.