استقر يقيننا على أن الثورة هى فعل ربانى ، و نعمة أسبغها الله علينا بعدما أستيأست القلوب أو كادت . و نوقن أن الذى أسقط الطاغية الأكبر و ألبسه لباس الجوع و الخوف ، ماكان ليتركنا نغرق فى شراك أذياله و فلوله . و لأن هذه الأذيال فقدت كبيرها و حاميها ، فقد خرجت من قبورها سراعا، وشرعوا كل أسلحتهمليقاتلوا معركتهم الأخيرة ، و لأنها فرصتهم الوحيدة فى الحياة ، فإنهم يشحذون ضرباتهم بزئير عداوتهم , و يستظلون بكل الأسلحة الخسيسة التى ألفوها , و من هنا وجب النصح للقائمين على الأمر حتى يظل انحيازهم للشعب حاميا لشرفهم ، و دافعا عن الأمة أخطار الذيول الكسيرة الهائجة . و نقول للقائمين على أمر البلاد " لا تسمعوا لهؤلاء " : لا تسمعوا "للمارينز الأمريكى" (فرع مصر الجديدة)! ، الذين يصفون أنفسهم "بالليبرالية" حينا ، و الليبراليون الوطنيون منهم براء ، و يصفون أنفسهم "بالثوريين" حينا ، و الثوار الأطهار منهم براء .... هم الذين يطيلون أيديهم لتقبض من الخارج ، و يطيلون ألسنتهم لتنفذ أجندات الأعداء ... هم الكارهون لمرجعية الأمة ، المتلونون كالحرباء ، هم جمعيات و ناشطون وساسة وكتاب و رجال اعمال وقيادات شرطية .... أصبحت العيون تعرفهم ، والنفوس تستقذرهم ، خروجهم من الصف الوطن قوة للصف ، و نصائحهم المعسولة هلاك .... هؤلاء دائما الأعلي صوتا... و الأكثر بريقا .... الأعلي صوتا تسبيحا بحمد الطاغية ، تم هم الأعلي صوتا طوافا حول كعبة الثوار !... كلما إختلف الوطنيون وقفوا مع الأضعف ليتناحر الفرقاء الوطنيون ، و ينكسر إجماعهم ، و تضعف شوكتهم ,وتذهب ريحهم. . فإذا قال فريق (لا) : نريد "الدستور أولا" كان هؤلاء صدي لصوتهم ليلا و نهارا فإذا رجع فريق (لا) عن دعوتهم حماية للصف الوطني... استمر هؤلاء و أعلوا اصواتهم أكثر ، و إتهموا الجميع بخيانة الثورة !!. إذا قال فريق(لا): نخشي من سيطرة الإسلاميين علي الحكم ، فقام الإسلاميون بمبادراتهم للتوحد و التحالف و التوافق وطمأنة الخائفين ... استمر هؤلاء في غيهم .. و طالبوا بمواد "فوق دستورية" و أثاروا الرعب في جنبات "الوزارة" و "المجلس العسكري" ، و استعانوا بالضغوط الأمريكية علي قيادة وطنهم لترضخ لوساوسهم ، فإن لم ترضخ ، فتأجيل الانتخابات هو المخرج !......فإن لم تنجح ... فدستور علي الشاكلة التركية ينقل مهمة العسكر من " حماية الحدود " إلي " حماية الديمقراطية " فإن لم تنجح .......أثاروها فوضي .. و عصابات و تشكيكا ، و استغلالا للحراك السياسى البرئ و محاولة ركوبه وتشويهه . هؤلاء يا أسيادنا ليسوا أبناء مصر ولا أبناء الثورة.... أبناء مصر اختلفوا في رؤاهم لكنهم ظلوا يجمعهم "الميدان". افترقوا في الرأى و اتحدوا علي مصلحة الوطن ........ رأيت اصدقاء ليبرليين يقولون: نحن كنا نريد " مجلسا رئاسيا " و رجعنا عن اقتراحنا حماية للإجماع الوطنى فمن الذى يروج له الآن ؟؟ و أصدقاء لنا فضلوا " الدستور اولا " وسكتوا عن قناعتهم لخوفهم من شق الصف فمن الذى يروج له الآن ؟... نفس السؤال يسأله كل الوطنيين لقيادة الوطن .... لمن تسمعون الآن ؟ هل تسمعون للذين رفعوكم علي الاعناق و رددوا "الجيش و الشعب إيد واحدة" ؟هل تسمعون للذين رفضوا اى محاولة للوقيعة بين الثورة و بين المجلس العسكري ؟ ام هل ستفضلون الذين يزخرفون لكم النصائح و هى مسمومة ؟... حتى الآن..... نحن نرى الذى يحدث على الأرض من صدام مع التظاهرات السياسية و ضرب المتظاهرين و قتلهم ، ثم فرض الاحكام العرفية ، ثم غلق قناة "الجزيرة مباشر-مصر" ، و قبل ذلك قانونى مجلس الشعب و الشورى المرفوضين و تقسيم الدوائر الإنتخابية ,ومحاولة فرض مواد "فوق دستورية" ، حتى الآن نرى ان كل هذا يصب فى خانة الارتباك...فقط الإرتباك .... لكن أخطاء أخرى–تنحرف عن إرادة الأمة- ستغير تفكيرنا ! وتقلقنا علي المستقبل ؟! [email protected]